- بول آدامز
- مراسل الشؤون الدبلوماسية – بي بي سي
قال مسؤولون غربيون إن ما بين 20 إلى 30 ألف جندي روسي قتلوا واصيبوا في معركة مدينة باخموت الأوكرانية منذ أن بدأت في الصيف الماضي.ويضيفون أن الطبيعة الملحمية للمعركة التي تجري للسيطرة على المدينة لا تتناسب مع أهميتها الاستراتيجية المحدودة.وبعد أكثر من ستة أشهر من القتال الطاحن والضاري لا يزال مصير المدينة غير محسوم ولم يبق فيها سوى عشرة في المئة من سكانها.وباتت هذه المدينة الصغيرة الواقعو في منطقة دونباس مجرد خرائب وبقايا أشجار أتى عليها الدمار بسبب ضراوة القتال.ويقول المسؤولون الغربيون إن موسكو ستحقق مكاسب محدودة حتى لو سيطرت على المدينة لأنها خسرت الكثير حتى الآن وتحقيق هذا الهدف قد يستغرق بعض الوقت وغير مضمون.
وقال أحد المسؤولين إن معركة باخموت كانت بالنسبة لأوكرانيا “فرصة نادرة لقتل الكثير من الروس”.كما دفع الجيش الأوكراني ثمناً باهظاً على الرغم من أن المسؤولين الغربيين يرفضون الأرقام التي ذكرها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يوم الثلاثاء.وقال شويغو في بيان له أمام اجتماع عسكري، نُشر على تليغرام إن أوكرانيا فقدت 11 ألف جندي في فبراير/ شباط الماضي وحده.وقال شويغو أن “لامبالاة نظام كييف بحياة شعبه أمر مذهل”.
ربما كان شويغو يسعى من خلال هذا التصريح إلى اتهام أوكرانيا باتباع تكتيك الموجات البشرية المتلاحقة في معركة باخموت وهو ما تعتمده القوات الروسية في ساحة القتال.ويقول المسؤولون الغربيون إنهم “لا يثقون” بأرقام شويغو، ويعتقدون أن جماعة مرتزقة فاغنر التي تقود المعارك للسيطرة على باخموت تعاني من نقص في الرجال والمعدات.في أحدث سلسلة من الانتقادات الموجهة للجيش الروسي اتهم رئيس فاغنر يفغيني بريغوزين الجيش الروسي بالفشل في توفير الذخيرة التي تحتاجها فاغنر للاستيلاء على المدينة.وتساءل فيما إذا كان ذلك مجرد “بيروقراطية عادية أم خيانة”. وقال أحد المسؤولين الغربيين إنه وبغض النظر عما يجري في باخموت، يعتقد أن الجهود الروسية وصلت لمرحلة الاستعصاء وهناك أمل واضح بين حلفاء أوكرانيا في أن معركة باخموت قد قضت على فرص موسكو في تحقيق أي تقدم ذي مغزى في المستقبل القريب.وقلل مسؤول غربي آخر من شأن معركة باخموت ووصفها بأنها “حدث تكتيكي صغير للغاية” لا يحمل أي أهمية استراتيجية “لأي من الجانبين”.وأكد شويغو في تصريحه عبر تليغرام إن “تحرير أرتيوموفسك (الاسم الروسي لباخموت) مستمر” وأشار إلى أن ذلك سيمثل اختراقاً.وقال “المدينة مركز دفاعي مهم للقوات الأوكرانية في دونباس والسيطرة عليها ستسمح … بمزيد من الأعمال الهجومية ضد الخطوط الدفاعية للجيش الأوكراني”.لكن مسؤولين غربيين قالوا إنه لا يوجد حاليا أي مؤشر على هجوم روسي أوسع. وقالوا إن الجنرال المسؤول عن جهود موسكو الحربية في أوكرانيا فاليري غيراسيموف “يتعرض لضغوط، ومن الصعب أن نرى كيف يمكنه استعادة زمام المبادرة”.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها مؤيدو كييف الغربيون إلى أن حملة موسكو قد اخفقت، فقد راجت تقديرات مماثلة في أعقاب الهجمات المضادة الخاطفة التي شنتها أوكرانيا في الخريف الماضي.إن المكاسب التي حققتها روسيا خلال الشتاء كانت متواضعة للغاية.وفي غضون ذلك تتلقى أوكرانيا دفعات جديدة من المعدات العسكرية الغربية بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة الأخرى وتضع خططًا لبدء هجومها الخاص الذي قد يبدأ في وقت مبكر من مايو/أيار.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.