روسيا وأوكرانيا: وزير خارجية الأوكراني يقول إن الدول التي تخذل بلاده ستدفع ثمن ذلك في المستقبل
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن البلاد التي “أساءت معاملة أوكرانيا” ستحاسَب بعد أن تنتهي الحرب.
وفي حوار مع بي بي سي، أكد كوليبا أن الموقف الذي اتخذته كل أمة بعد الاجتياح الروسي الشامل (لأوكرانيا) “سيؤخذ بعين الاعتبار في بناء علاقات مستقبلية”.
وحذر من أن التأخير في وصول السلاح الغربي سيكبد أوكرانيا خسائر في الأرواح، قائلا إن “تأخُّر وصول شحنة من السلاح ليوم واحد يعني فقدان حياة أوكرانيين”.
وفي حوار تناول مواضيع شتى، تطرّق وزير الخارجية الأوكراني إلى: الطريقة التي يعتقد أن الحرب ستنتهي عليها؛ وإلى دور الصين في تلك الحرب. كما أعرب عن خيبة أمله من عدم زيارة البابا فرانسيس لأوكرانيا تحت الحرب حتى الآن.
وجرى الحوار في مقر وزارة الخارجية الأوكرانية بقلب العاصمة كييف. ويحيط بالمقرّ حرس مسلحون فضلا عن أسوار إضافية من أكياس الرمال على سبيل التحصين بعد أن كان المقرّ عنوانا للفخامة والجلال.
وقد تلقت أوكرانيا دعما عسكريا واقتصاديا من دول غربية منذ الاجتياح الروسي، لكن دولا عديدة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية اتخذت موقف المتفرج مما يجري.
ويميل بعض هذه الدول بشكل تاريخي إلى روسيا، فيما يتخوف بعضها من التكلفة الاقتصادية لهذه الحرب، بينما دول أخرى ترى أن الغرب إنما يطيل أمد هذه الحرب بلا طائل.
وأعلن كوليبا بشكل واضح في حواره مع بي بي سي أن الدول التي رأت ألا تدعم أوكرانيا اليوم – تلك الدول التي بحسب تعبيره “أساءت التصرف في أثناء هذه الحرب وأساءت معاملة أوكرانيا” ستدفع ثمن ذلك في المستقبل.
وقال الوزير الأوكراني إن بلاده ربما تعتمد على مساعدات الغرب ودعمه العسكري على المدى المتوسط والبعيد، وعليه فإن الشجب الدبلوماسي الأوكراني قد لا يُقلق بعض الدول، ولكن صادرات أوكرانيا الضخمة من الحبوب في وقت السِلم تعطيها نفوذا اقتصاديا كبيرا، لا سيما في مناطق من دول العالم النامي.
وأضاف كوليبا: “إذا ظنّ أحد في العالم أن الطريقة التي تصرفت بها هذه الدولة أو تلك إزاء أوكرانيا في أحلك لحظات تاريخها – لن تؤخذ في الاعتبار فيما يتعلق ببناء علاقات مستقبلية، فإن مَن يفكر على هذا النحو لا يعرف كيف تدار الشؤون الدبلوماسية”.
وتابع المسؤول الأوكراني: “الحرب وقت يتعين عليك فيه اتخاذ موقف. وما من موقف إلا ويتم تسجيله”.
وقال كوليبا إن الدعم العسكري الذي يقدمه الحلفاء الغربيون لا يصل إلى أوكرانيا بالسرعة الكافية، وذلك لأن هؤلاء الحلفاء لم يكونوا مستعدين للحرب على غرار ما جرى في الحرب العالمية الأولى. ونوّه المسؤول الأوكراني إلى أن ما تحتاجه بلاده على وجه السرعة هو قذائف المدفعية.
وأضاف كوليبا: “نريد من شركائنا أن يسرّعوا من وتيرة دعمهم. فتأخُّر وصول ذخيرة ليوم واحد يعني أن أحدهم سيفقد حياته على الجبهة”.
وتعتبر مدينة باخموت شرقي أوكرانيا أشدّ البقاع احتياجا للذخيرة. وترابط قوات أوكرانية في باخموت في وجه محاولات روسية متكررة منذ ما يزيد على سبعة أشهر للاستيلاء على المدينة.
وإذا ما سقطت باخموت في أيدي الروس، فإن مدنا أخرى ستليها. “ومن أجل الحفاظ على الأرواح هناك … يتعين علينا أن نستميت في الدفاع عن باخموت” على حد تعبير كوليبا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني إنه لا توجد أي بادرة على أن روسيا مستعدة للتفاوض أو لإنهاء الحرب.
لكنه أضاف: “كل الحروب تنتهي على طاولة التفاوض … لكن هدفي كوزير للخارجية هو ضمان وصول أوكرانيا إلى الطاولة بعد نجاح واضح في ميدان القتال”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.