- لورنس بيتر
- بي بي سي نيوز
قال نيكولاي بيسكوف، البالغ من العمر 33 عاما، نجل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه انضم إلى صفوف مجموعة “فاغنر” المرتزقة في أوكرانيا لنحو ستة أشهر.
وأضاف: “كان ذلك واجبا … لم أستطع الجلوس إلى جانب واحد أشاهد أصدقاء وآخرين يذهبون إلى هناك”.
ويُطلق على مجموعة “فاغنر” اسم “كتيبة عسكرية خاصة” في روسيا، وتتمتع حاليا بسمعة سيئة على المستوى الدولي بسبب ارتكابها جرائم حرب مزعومة وانتهاكات أخرى في أوكرانيا.
وكانت المجموعة قد جندت آلاف السجناء المحكوم عليهم بعقوبات بعد تكبدها خسائر فادحة.
ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من صحة ادعاءات نجل المتحدث بشأن خدمته في صفوف مجموعة “فاغنر”، التي شاركت قواتها في قتال عنيف منذ شهور في باخموت.
ونادرا ما يختار عضو من النخبة الروسية الانضمام إلى المجموعة، لا سيما بعد أن غادر كثيرون إلى خارج البلاد تفاديا للتجنيد في الجيش النظامي.
ويُعرف نيكولاي بيسكوف أيضا باسم نيكولاي تشولز، وهو يجيد الإنجليزية بطلاقة، نظرا لأنه قضى سنوات في العاصمة البريطانية لندن، كما عمل مراسلا لقناة “روسيا اليوم” الحكومية.
ويخضع نيكولاي ووالده لعقوبات أمريكية.
وقال، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” اليومية المؤيدة للكرملين، إن قرار انضمامه لمجموعة “فاغنر” كان قراره الشخصي، لكنه لم يكن يعرف كيف يفعل ذلك، “لذلك كان لابد أن ألجأ إلى والدي … وقد ساعدني في ذلك”.
وأضاف أنه استخدم بطاقة هوية مزورة كي لا يعرف زملاؤه في “فاغنر” صلته بالكرملين. ولم يكشف هذا الاسم المستعار في المقابلة لأنه، على حد قوله، قد يحتاج إلى استخدامه مرة أخرى.
يأتي ادعاء نيكولاي بيسكوف تزامنا مع حملة تجنيد جديدة للجيش واسعة النطاق، إذ حثت إعلانات من الحكومة الروسية الشباب على أداء “واجبهم الوطني” في النزاع الدائر في أوكرانيا.
وكان عشرات الآلاف من الرجال قد فروا من روسيا في سبتمبر/أيلول العام الماضي، تفاديا للتجنيد بعد أن أعلن الرئيس، فلاديمير بوتين، “تعبئة جزئية”.
ولم يكشف نيكولاي بيسكوف عن المكان الذي خدم فيه بالضبط فيما تسميه روسيا بـ “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
بيد أن زعيم مجموعة “فاغنر”، يفغيني بريغوزين، قدم مزيدا من التفاصيل، خلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام روسية.
وقال إن نيكولاي بيسكوف، بعد انضمامه إلى المجموعة بوثائق مزورة، خضع لدورة تدريبية استمرت ثلاثة أسابيع.
وأضاف بريغوزين: “بعد ذلك، عندما غادر إلى لوهانسك، كان من الضروري توسيع كتيبة المدفعية المشتركة، لذا جرى إرساله للانضمام إلى طاقم أوراغان (قاذفة صواريخ متعددة)”، وقال إنه “أظهر شجاعة وبطولة، مثل كل الآخرين”.
وبحسب بريغوزين، طلب منه ديمتري بيسكوف أن “يستخدمه (نيكولاي) كرجل مدفعية بسيط”.
وقال نيكولاي بيسكوف إنه حصل على ميدالية الشجاعة العام الجاري بعد أن “حقق فريقي إنجازا … كانت لدينا عملية مثيرة، لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك”.
وكان قد تعرض، في سبتمبر/أيلول الماضي، لموقف ساخر على موقع يوتيوب، بدا فيه مترددا في الانضمام إلى الجيش.
كان الصحفي، ديمتري نيزوفتسيف، أحد مساعدي زعيم المعارضة الروسية المسجون، أليكسي نافالني، قد انتحل صفة ضابط تجنيد في الجيش خلال مكالمة هاتفية مع نيكولاي بيسكوف، وتحدث نيزوفتسيف بنبرة حادة، وسأله لماذا لم يحضر إلى مركز الاستدعاء للخدمة العسكرية في موسكو.
وأجاب نيكولاي بعصبية، مذكرا نيزوفتسيف بأنه “السيد بيسكوف”.
وقال: “سأرفع هذا الأمر إلى مستوى آخر. أنا في الأساس بحاجة إلى معرفة ما يجري وما هي حقوقي”.
وانتقد بريغوزين وبعض المدونين العسكريين الروس بشدة جنرالات الجيش الروسي في أوكرانيا، واتهموهم بارتكابهم أخطاء فادحة وقلة تجهيز مجموعة “فاغنر”، كما اتهم بريغوزين المسؤولين العسكريين بعدم الاعتراف بالتضحيات التي قدمتها مجموعته.
بيد أن بوتين حظر الشهر الماضي أي انتقاد علني لفاغنر أو القوات المسلحة النظامية، على أن تصل عقوبات “تشويه سمعة” أي كيان في الجيش الروسي إلى أحكام بالسجن حتى سبع سنوات.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.