- جورج رايت
- بي بي سي نيوز
أعلن قائد مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية أن قواته بدأت في الانسحاب من مدينة باخموت الأوكرانية.
وتعهد يفغيني بريغوجين بتسليم مقاليد أمور المدينة إلى الجيش الروسي بحلول الأول من يونيو/حزيران، لكن كييف تقول إنها لا تزال تسيطر على جيوب في المدينة.
وقال إن قواته مستعدة للعودة، إذا ثبت أن الجيش الروسي النظامي غير قادر على إدارة الموقف.
وتعد المعركة في باخموت، الأطول والأكثر دموية من بين المعارك الجارية في أوكرانيا؛ حيث قاد مرتزقة فاغنر القتال فيها لصالح الجانب الروسي. وأفاد بريغوجين هذا الأسبوع بأن 20 ألفا من مقاتليه قتلوا في باخموت.
وقال بريغوجين في مقطع فيديو نُشر على تلغرام من المدينة المدمرة: “نقوم بسحب وحدات من باخموت اليوم”.
وتحققت بي بي سي من الفيديو وحددت الموقع الجغرافي لتصويره، والذي اتضح أنه التقط في منطقة قريبة من صيدلية شرقي باخموت.
وفي المقطع المصور، يظهر بريغوجين الذي أعلن الاستيلاء على المدينة يوم السبت، وهو يطلب من رجاله ترك الذخيرة للجيش الروسي، مضيفا أن بعض مقاتلي فاغنر سيتخلفون عنهم لمساعدة القوات الروسية.
وقال بريغوجين: “في اللحظة التي يكون فيها الجيش في وضع صعب، سيساندونه”، محذرا اثنين من المقاتلين من “التنمر على الجيش”.
وسبق أن استهدف رئيس فاغنر كبار المسؤولين العسكريين الروس، وانتقدهم علانية لعدم دعمهم قواته. وفي الشهر الماضي، هدد بسحب قواته من المدينة ما لم يُزوّدوهم بالذخيرة التي هم في أمس الحاجة إليها.
وعلى الرغم من ادعاءات فاغنر بتسليم باخموت، لم تعترف أوكرانيا بسقوط المدينة.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار، الخميس، إن قواتها ما زالت تسيطر على جزء من منطقة ليتاك جنوب غرب المدينة.
وكتبت على موقع تلغرام: “لقد استبدل العدو وحدات فاغنر في الضواحي، بقوات من الجيش النظامي التي حلت محلها، ولا تزال قوات فاغنر موجودة داخل البلدة”.
ويقول محللون إن باخموت لا تمثل قيمة استراتيجية تذكر لموسكو، لكن الاستيلاء عليها سيكون انتصارا رمزيا لروسيا بعد أطول معركة في الحرب في أوكرانيا حتى الآن.
وركز مرتزقة فاغنر جهودهم على المدينة لأشهر، ويبدو أن تكتيكاتهم المكلفة المتواصلة والمتمثلة في إرسال مجموعات من رجال المجموعة في موجات بشرية متتالية، أدت إلى تآكل مقاومة الأوكرانية في المدينة تدريجيا.
برز اسم بريغوجين كلاعب رئيسي في الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/شباط 2022، حيث كان مسؤولا عن قوات المرتزقة الخاصة.
وجند الآلاف من المجرمين المدانين من السجون الروسية، بغض النظر عن مدى خطورة جرائمهم، طالما وافقوا على القتال لصالح فاغنر في أوكرانيا.
وهذا الأسبوع، صرح بريغوجين بأن نحو نصف مقاتلي فاغنر، البالغ عددهم 20 ألفا، والذين لقوا حتفهم في باخموت كانوا من المدانين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت الولايات المتحدة إنها تعتقد أن أكثر من 20 ألف جندي روسي قتلوا في معركة باخموت وأصيب 80 ألفا آخرين.
ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
إن الاستيلاء على باخموت، سيقرب روسيا خطوات نحو هدفها المتمثل في السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها، وهي واحدة من أربع مناطق شرقي وجنوبي أوكرانيا ضمتها موسكو إليها في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد إجراء استفتاءات واجهت تنديدات واسعة خارج روسيا ووصفت بالمزيفة.
ومع ذلك، عندما قاتلت روسيا بضراوة للاستيلاء على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك الصيف الماضي، سرعان ما استعادت أوكرانيا مساحات شاسعة من الأراضي في أماكن أخرى.
وقبل الغزو، كان هناك نحو 70 ألفا يعيشون في باخموت، لم يبق منهم سوى بضعة آلاف في المدينة المدمرة، التي اشتهرت ذات يوم بمناجم الملح والجبس ومصنع النبيذ الضخم.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.