وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بغية إظهار تضامنه ضد ما يُوصف بالهيمنة الغربية، بينما سيقدم شي الصين كصانعة سلام عالمية عازمة على التوسط في إنهاء الحرب الأوكرانية.
وسيصبح شي أول زعيم يصافح بوتين منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الزعيم الروسي يوم الجمعة، بسبب مزاعم تتعلق ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا منذ بداية الحرب. وهي تهمة ترفضها موسكو.
ستقدم روسيا زيارة شي لها، وهي الأولى له منذ حصوله على فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة هذا الشهر، كدليل على أن لديها صديقا قويا مستعدا للوقوف إلى جانبها، ضد الغرب التي تعتبره روسيا معاديا لها وتقول إنه يحاول عزلها وإلحاق الهزيمة بها.
وستكون هذه الزيارة بالنسبة إلى الرئيس الصيني جسرا دبلوماسيا ممدودا، بعد أن أصدرت الصين اقتراحا مؤلفا من 12 نقطة لحل الأزمة الأوكرانية، ولكن بكين تسعى كذلك في الوقت ذاته إلى تقوية العلاقات مع حليفتها، موسكو.
وقال شي، في مقال نُشر مع بداية الإعلان عن زيارته لموسكو، إن اقتراح الصين هذا والذي صدر الشهر الماضي، يعكس وجهات النظر العالمية ويسعى إلى تجنب عواقب الحرب. كما أنه أقر بأن الحلول ليست سهلة.
ويُرجح أن أوكرانيا وداعميها الغربين سيرفضون أي محاولة لضمان وقف إطلاق النار، بوصفها أكثر من مجرد حيلة، يكسب من خلالها بوتين وقتا لتعزيز موقفه، وتأخير هجوم أوكراني مضاد يتُوقع أن يكون على نطاق واسع.
بينما قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه لن يبحث التسويات السلمية إلا بعد مغادرة القوات الروسية أراضي أوكرانيا.
ويحتوي اقتراح الصين لحل الحرب الروسية الأوكرانية على بيانات عامة فقط، حيث لا يوجد اقتراح ملموس، حول كيفية إنهاء تلك الحرب التي استمرت لمدة عام والتي قُتل فيها عشرات الآلاف من الأشخاص ودُمرت كذلك المدن، وأجبر الملايين على الفرار.
وقال بوتين، في مقال لصحيفة صينية نُشر على موقع الكرملين الإليكتروني، إنه يعلق آمالا كبيرة على زيارة “صديقه القديم الحميم” شي، الذي وقع معه شراكة استراتيجية “بلا حدود” العام الماضي. كما رحب باستعداد الصين للوساطة.
وأضاف بوتين قائلا: “نحن ممتنون للخط المتوازن… بشأن الأحداث الجارية في أوكرانيا، لفهم خلفيتها وأسبابها الحقيقية. نحن نرحب باستعداد الصين للعب دور بناء في حل الأزمة”.
وتشكك الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة في دوافع الصين، بعد أن رفضت بكين إدانة روسيا وقدمت لها شريان حياة اقتصاديا، في وقت فرضت دول أخرى عقوبات عليها. واتهم كل من الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي (الناتو) الصين مؤخرا بالتفكير في إمداد روسيا بالأسلحة وحذراها من القيام بذلك. ونفت الصين الاتهامات.
في سياق آخر، يجتمع وزراء العدل من جميع أنحاء العالم في لندن اليوم لمناقشة دعم المحكمة الجنائية الدولية بعد أن أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب: “نجتمع اليوم في لندن متحدين في قضية واحدة، وهي محاسبة مجرمي الحرب على الفظائع التي ارُتكبت في أوكرانيا خلال هذا الغزو الجائر وغير المبرر وغير القانوني”.
وستوقع العديد من دول الاتحاد الأوروبي اتفاقا اليوم في بروكسل لشراء قذائف مدفعية من طراز 155 مليمترا لأوكرانيا، مع احتمال تقديم الطلبات الأولى للشراء بحلول نهاية مايو/أيار. وترى أوكرانيا أن توريد القذائف أمر بالغ الأهمية، إذ يطلق الجانبان، الروسي والأوكراني، آلاف القذائف كل يوم.
ولا يزال القتال العنيف مستمرا في أوكرانيا في مدينة باخموت الشرقية، حيث شن كل جانب هجمات مضادة. وصمدت القوات الأوكرانية في باخموت، منذ الصيف الماضي في معركة حربية تعد الأطول والأكثر دموية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.