- بول كيربي
- بي بي سي نيوز
اعتقلت روسيا صحفياً أمريكياً يعمل لصالح صحيفة وول ستريت جورنال متهمة إياه بالتجسس.
وكان الصحفي إيفان غيرشكوفتش، وهو مراسل خبير في شؤون روسيا، يعمل فيمدينة يكاترينبيرغ وقت اعتقاله.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إنها “قلقة للغاية” على سلامته ونفت بشدة الاتهامات الموجهة إليه.
وزعم الكرملين أن المراسل اعتقل “متلبساً”.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي الرورسي إنه “أوقف نشاطات غير مشروعة”، وإن المراسل كان “يعمل بناء على توجيهات أمريكية” و “يجمع أسرار الدولة”.
وبعد ساعات، أخذه جهاز الأمن إلى محكمة منطقة ليفرتوفو في موسكو من أجل اعتقاله رسمياً. وشوهد لاحقاً وهو يقاد خارج المبنى قبل أن يُؤخذ بسيارة بعيداً عن المكان.
وأمرت المحكمة باحتجازه حتى 29 مايو/ أيار.
وقال محاميه إنه لم يُسمح له بدخول قاعة المحكمة. وأفادت وكالة “تاس” للأنباء بأن الصحفي نفى التهم الموجهة إليه.
وكانت المحكمة قد أخليت في وقت سابق من الموظفين والزوار بسبب تهديد بوجود قنبلة، حسبما أفادت وكالة “ريا” الروسية الرسمية للأنباء.
وأكد جهاز الأمن الفيدرالي، في بيان رسمي، أن إيفان غيرشكوفتش كان لديه تصريح من وزارة الخارجية أثناء عمله في يكاترينبيرغ، الواقعة على بعد 1800 كيلومتر إلى الشرق من موسكو.
وتحدث في تقريره الأخير، المنشور في وول ستريت جورنال، عن تراجع الاقتصاد الروسي وكيف يضطر الكرملين للتعامل مع “النفقات العسكرية المتزايدة” مع الحفاظ على الانفاق الاجتماعي.
لكن جهاز الأمن الروسي زعم أن الصحفي احتجز وهو “يعمل بناء على توجيهات أمريكية” وأنه “جمع معلومات تشكل سراً للدولة حول أنشطة إحدى مؤسسات الدفاع الروسية”. وأضاف بأن قسم التحقيق في الجهاز بدأ التحقيق في قضية تجسس جنائية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، في بيان رسمي، إنها تتضامن مع المراسل وعائلته. وقال البيان”تنفي وول ستريت جورنال بشدة الاتهامات الموجهة من جهاز الأمن الفيدرالي، وتطالب بالإفراج الفوري عن مراسلنا الموثوق والمخلص، إيفان غيرشكوفتش”.
وعلق الكرملين أيضاً على اعتقال الصحفي الأمريكي. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف: “هذه مسؤولية جهاز الأمن الفيدرالي، وهم أصدروا بياناً بالفعل. والشيء الوحيد الذي يمكنني أن أضيفه، على حد علمنا، هو أنه ألقي القبض عليه متلبساً”.
ويعاقب القانون على التجسس في روسيا بالسجن 20 عاماً كحد أقصى.
وكان عمل الصحفيين ونقل تقاريرهم من روسيا قد أصبح صعباً حتى قبل الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
فقد وُسم الصحفيون المستقلون بأنهم “عملاء أجانب” وطُردت مراسلة بي بي سي في روسيا سارة رينسفورد من البلاد.
وعندما بدأت الحرب، أدخلت روسيا جريمة جنائية تخص من ينشر “أخباراً كاذبة”أو “ينال من سمعة الجيش”، وبموجبها أدين العشرات من المواطنين الروس لانتقادهم الغزو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأُسكتت جميع وسائل الإعلام المستقلة تقريباً، أو أغلقت أو حُجبت، بما في ذلك مؤسسات كبيرة مثل تي في رين” و إذاعة صدى موسكو وصحيفة نوفايا غازيتا. واختارت العديد من وسائل الإعلام الغربية مغادرة روسيا.
وقد غطى غيرشكوفتش الأوضاع في روسيا لصالح وول ستريت جورنال لمدة تزيد عن عام، بعد أن عمل في السابق لصالح وكالة فرانس برس وصحيفة موسكو تايمز.
وقالت الخبيرة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا إن اعتقاله جاء كصدمة. وأضافت أنه في منظور جهاز الأمن الفيدرالي للتجسس، فإن “جمع المعلومات” قد يعني ببساطة جمع التعليقات من الخبراء، بينما يشير العمل بناء على توجيهات أمريكية ببساطة إلى المحررين المسؤولين عنه في وول ستريت جورنال.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن ما كان يفعله موظف في صحيفة وول ستريت جورنال في يكاترينبيرغ “لا علاقة له بالصحافة”. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استغلال وضع “المراسل الأجنبي” في “التغطية على أنشطة ليست صحفية”.
وقد زادت حدة التوترات بين الكرملين والغرب خلال الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ 13 شهراً. وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود” التي تراقب حرية الصحافة إنها “منزعجة مما يبدو أنه انتقام”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالات الأنباء المحلية إنه من السابق لأوانه الحديث عن تبادل للسجناء. وقال “إنني لن أطرح حتى السؤال في هذه المرحلة الآن، لأنك تدرك أن بعض عمليات التبادل التي جرت في السابق تمت لأشخاص يقضون عقوبتهم”.
وهناك العديد من المواطنين الأمريكيين محتجزون في روسيا. فقبل أيام من الغزو، اعتقلت نجمة كرة السلة الأمريكية في مطار بموسكو وزج بها في السجن لحملها زيت القنب.
ومضت عشرة أشهر قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل الأفراج عن تاجر السلاح الروسي الشهير فيكتور باوت.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.