وتتوصل رغبة السلطات الروسية في زيادة عدد المقاتلين المجندين في الجيش لضمان التفوق البشري وضمانًا للكتلة القتالية البشرية على الأرض ضد تكتل حلف الناتو الداعم لأوكرانيا، وهو ما يفسر رغبة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو زيادة عدد الجيش إلى 1.5 مليون جندي “بينهم 695 ألفًا بموجب عقد”، ما يتخطى العدد الذي حدده فلاديمير بوتين في أغسطس والبالغ مليونًا و150 ألفًا.
في سياق متصل، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، منذ ساعات، أن بلاده جندت أكثر من 230 ألف شخص، خلال الفترة من 1 يناير إلى 3 أغسطس الجاري.
تعويض الخسائر البشرية
يرى ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن تواصل الصراع ودخول الحرب بين موسكو وكييف شهرها الـ18 وراء النزيف الروسي في القوة البشرية المقاتلة، الذي بلغ 5937 قتيلًا حسب آخر حصيلة رسمية للقتلى تعود لشهر سبتمبر من العام الماضي.
ويُضيف ماتيوشين فيكتور، أوقعت المعارك 180 ألف قتيل أو جريح في صفوف الجيش الروسي و100 ألف في الجانب الأوكراني إضافةً إلى مقتل 30 ألف مدني، وفق تقديرات نشرها، رئيس الأركان النرويجي بعد مرور عام كامل على اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022.
ويقول الباحث الأوكراني في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن المحاولة لاستجلاب مقاتلين من خارج روسيا للقتال تحت رايتها ليست بالجديدة الدليل على ذلك دعوة السلطات الروسية في سبتمبر 2022 إلى تعبئة جزئية لجنود الاحتياط في مواجهة الخسائر على الجبهة، ما أتاح تجنيد 300 ألف عنصر على الأقل، ولكن ذلك تسبب أيضًا بفرار عشرات الآلاف من الروس إلى الخارج.
ويُفند ماتيوشين فيكتور عدد من الأسباب التي تدفع روسيا إلى تبني وجود عناصر مقاتلة من خارج الدولة.
- حاجة الجيش الروسي إلى تعويض مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المقاتلين الأشداء في حرب أوكرانيا.
- رغبة روسيا في كسب حليف وجار محايد (كازاخستان) بوجود عناصر مقاتلة منها في الحرب تدعم موسكو.
- تقليل الفاقد من القوة المقاتلة للجيش الروسي بوجود مرتزقة وعناصر بديلة يمكن الزج بها في الخطوط الأمامية.
- أثبتت معركة باخموت صحة منطق روسيا بالاعتماد على مقاتلين أشداء متخصصين على غرار “فاغنر”.
مزايا للمقاتلين الكازاخيين
- يتم دفع مبلغ لمرة واحدة بقيمة 495 ألف روبل (5300 دولار) لمن يوقع عقدًا مع الجيش الروسي.
- راتب شهري لا تقل قيمته عن 190 ألف روبل (2000 دولار).
- يوفر للمجندين المحتملين فرصة الانضمام إلى الجيش الروسي في منطقة سخالين في أقصى شرق روسيا.
- توقعات بحصول المقاتلين على تعويضات في حالة الإصابة ولعائلاتهم إذا قتلوا أثناء المعارك.
درس تمرد فاغنر
يقول الخبير والباحث الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، إن الانضمام إلى النزاعات العسكرية في الخارج للحصول على أجر أمر مخالف لقانون كازاخستان، ومن الصعب انضمام مقاتلين من دولة أجنبية إلى الجيش الروسي بعد تمرد فاغنر الذي كاد يسبب أزمة عسكرية وسياسية واسعة للكرملين.
ويُضيف تيمور دويدار في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الشيشانيون هم مواطنين روس في الأساس وبالتالي فانضمام كتائب أحمد إلى جيش روسيا غير مستغرب، ولكن مع اضطراريات الحرب ضد أوكرانيا قد يكون هناك انضمام غير رسمي من مقاتلين أجانب تحت راية موسكو، وروسيا لا تحتاج إلى مقاتلين خارجيين بعد إجراءات وقوانين برفع سن التجنيد إلى 30 عامًا.
وتابع دويدار قائلًا إن انضمام مقاتلين من كازاخستان إلى الجيش الروسي قد يتم عبر شركات خاصة على غرار فاغنر يمكنها توظيف أجانب بموجب عقود مقابل رواتب ومزايا مالية وحوافز.
واتخذت روسيا عدد من الإجراءات القوية في الشهور الأخيرة لتعويض خسائرها البشرية في حرب أوكرانيا، لا سيما بعد رحيل قوات فاغنر الخاصة إلى بيلاروسيا بعد تمرد فاشل في يونيو الماضي.
- أعطى مجلس النواب الروسي “الدوما” الموافقة الأولية على تشريع سيسمح لوزارة الدفاع بتوقيع عقود مع مجرمين مشتبه بهم، أو مدانين للقتال في أوكرانيا.
- محاولة موسكو تجنيد المزيد من الجنود لخوض أكبر حرب برية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
- أوامر روسية بتوقيع المقاتلين الأجانب وغير العسكريين عقودًا مع وزارة الدفاع لإبقائهم تحت السيطرة وضمان الولاء.
- يحصل المجندون الجدد على رواتب وتبقى وظائفهم المدنية “محفوظة خلال فترة الخدمة”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.