وتعرضت العاصمة الروسية وبعض مناطقها المدنية، يوم الثلاثاء، لهجوم بنحو 8 مسّيرات، تسبب بأضرار “طفيفة” في أبنية مدنية دون أن يسفر عن سقوط ضحايا.
واتهمت روسيا خصهما أوكرانيا بشن أكبر هجوم بالطائرات المسيرة على موسكو، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية دمرت جميع المسيرات المستخدمة، وفقا لوكالة رويترز.
وهذه هي المرة الأولى التي تطول فيها هجمات مناطق مدنية في العاصمة الروسية، في وقت نفت كييف، التي تتبع عادة سياسة الغموض الاستراتيجي بشأن ضرب الداخل الروسي، تورطها في الحادث.
ماذا قال بوتن عن الهجمات؟
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على موسكو “عملية إرهابية” هدفها استفزازي، معتبرا أن هدف كييف هو ترهيب السكان الروس.
- “الناتو” خدع روسيا بتعهداته عدم التمدد نحو الشرق وحاول ضم أوكرانيا.
- أنظمة الدفاع الجوي عملت بشكل طبيعي وبكفاءة أثناء هجوم المسّيرات.
- روسيا دمرت المقر الرئيسي للاستخبارات العسكرية الأوكرانية .
- قواتنا تهاجم البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا فقط خلافا لكييف التي تهاجم أهدافا مدنية.
ثغرات دفاعية وموجة ترهيب
وجاء الهجوم الأوكراني الذي شجبته دول غربية، بعد توجيه روسيا ضربات ليلية بمسيرات طالت كييف، وأسفرت عن سقوط قتيل على الأقل، وفق رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو.
كما شنت موسكو عمليات قصف مركزة استخدمت طالت مطارات ومنشآت البنى التحتية في كييف وضواحيها وعدد من المدن الأوكرانية الأخرى.
ومن جانبها وصفت “نيويورك تايمز” رد فعل الكرملين على الهجوم على موسكو “هادئا إلى حد كبير”.
وقال فيكتور سوبوليف، وهو ضابط روسي سابق، إن تلك الهجمات كانت مفاجأة كاملة للسكان، ولم يكن هناك أي إنذار أو تحذير من وقوع هجوم جوي.
وأوضح أن الرادار الروسي لم يتمكن من رصد الطائرات المسيرة، وإطلاق صافرات إنذار الغارات الجوية، لأن تلك الطائرات كانت تحلق على ارتفاع منخفض للغاية.
وأضاف أنه “يتعين على روسيا إنشاء أنظمة يمكنها رؤية الطائرات المُسيرة على ارتفاعات منخفضة للغاية”، وفق الصحيفة الأميركية.
ووفق أندريه كارتابولو، أحد كبار المشرعين الروس، لموقع أخبار الأعمال الروسي RBC، فإن روسيا دولة كبيرة وستكون هناك دائما ثغرة تمكن مسيرة من التحليق حول المناطق التي توجد بها أنظمة الدفاع الجوي.
وعن الغرض من تلك الهجمات على العاصمة الروسية يضيف:
- إثارة غضب الشعب الروسي.
- ترهيب السكان المدنيين ومصمم لخلق موجة من الذعر.
حرب نفسية وتحّول كبير
ووفق مراقبين فإن استهداف موسكو بهذه الطريقة، يوحي بتحولات كبيرة في سير المعارك نحو العمق الروسي، وتحليق المسيرات فوق موسكو، يؤكد التحول المباشر بالحرب.
ويقول الخبير العسكري الأوكراني، أوليه غدانوف، إن الهجوم الأوكراني المحتمل الأخير ربما شمل:
- طائرات من دون طيار من طراز UJ-22 بمدى يبلغ حوالي 1000 كيلومتر ويتم إنتاجها في أوكرانيا.
- بعض تلك الطرازات قادرة على الوصول إلى “موسكو وما وراءها”.
- لكن الخبير العسكري الأوكراني أوليكسي ستيبانوف، يقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هذه الهجمات نفذتها:
- مجموعتان من المعارضين الروس، في إشارة إلى التنظيمين المسلحين “فيلق حرية روسيا” و”سلاح المتطوعين الروس” المدعومين من أوكرانيا.
- تمت بتنسيق مع الجانب الأوكراني لكن القوات الرسمية لكييف لم تشارك
وعن هدف تلك الهجمات يضيف:
- التأثير النفسي على المجتمع الروسي.
- إظهار ضعف القوات البرية والدفاع الجوي الروسي وعدم قدرته على حفظ أجواء العاصمة.
- إيصال رسالة لموسكو بأن تعتني بشأنها الداخلي.
- موسكو تقوم بتنفيذ أسوأ الهحمات بأوكرانيا.
ورد الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور بقول إن هجمات موسكو على كييف، تستهدف فقط معرفة تموضع منصات إطلاق صواريخ باتريوت الأميركية والبنية التحتية العسكرية خلافا لكييف التي تهاجم أهدافا مدنية داخل روسيا.
ويضيف لموقع” سكاي نيوز عربية” أن الهجمات السابقة التي تمت بمقاطعة بيلغورود الروسية انطلقت من أراض أوكرانية تحت إشراف المخابرات الأوكرانية واستُخدمت فيها مدرعات أميركية، ولا وجود في روسيا لقوى معارضة فقط هي مجموعات ومرتزقة تابعين لأوكرانيا، وفق تعبيره.
تكتيك “توازن الرعب”
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير العسكري الروسي سيرغي ليونكوف، أن الهجوم على موسكو يشكل ردا أوكرانيا على تكثيف الضربات الروسية ضد مراكز القيادة والسيطرة ومخازن السلاح الغربي والبنية التحتية العسكرية لكييف في اليومين الماضيين.
ويضيف لموقع ” سكاي نيوز عربية”، أن النظام الأوكراني بمهاجمة موسكو يريد تحقيق عدة أهداف بينها:
- إحداث ما يسمى بـ” توزان الرعب” لأن استهداف موسكو محاولة لرفع الروح المعنوية بالجيش والشارع الأوكراني
- محاولة للتأثير النفسي على المدنيين الروس.
- يسعى لفرض واقع ميداني جديد وإرباك الدفاعات الروسية لكشف نقاط الضعف.
وعن استمرار الهجمات الروسية على كييف يؤكد أنها تسعى:
- لإجهاض الهجوم المضاد الذي تتجهز له أوكرانيا لإرضاء بريطانيا وأميركا.
- روسيا أحطبت الهجوم قبل أن يوُلد والجيش الروسي حتى الآن لم يستخدم ترسانته المتطورة لعدم استهلاكها مقدما لأن واقع المعارك يشي بحرب طويلة الأمد.
- الضربات الروسية دمرت المقر الرئيسي للاستخبارات العسكرية الأوكرانية حيث تواجد خبراء أجانب بينهم بريطانيون وأميركيون، لذا شنت كييف بإيعاز من تلك الدول هجمات على موسكو للرد على تلك الخسائر.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.