رئيس مجلس النواب الأردني يستشهد بآية قرآنية تدفع رئيس مجلس الشورى السعودي للتدخل.. فما الحكاية؟
توجهت أنظار عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي نهاية هذا الأسبوع إلى جلسة المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العرب المنعقدة في العراق، حيث استوقف مقطع فيديو يتعلق بتفسير آية قرآنية الكثيرين.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا، السبت، فيديو يظهر رئيس مجلس الشورى السعودي وهو “يصحح” لرئيس مجلس النواب الأردني تفسير آية قرآنية استشهد بها خلال كلمته الافتتاحية للإشادة بالبلد المستضيف.
وقد خص رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، العراق بـ”دعاء تمنى فيها أن يبقى العراق آمنا مستقرا”.
وتلا الصفدي جزء من الآية القرآنية: “رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات”.
وفي معرض حديثه عن الآية التي استدل بها، أشار الصفدي إلى أن هذا الدعاء يعود للنبي إبراهيم، الذي سكن العراق لفترة من الزمن بحسب تفسيرات دينية.
وبمجرد أن فرغ الصفدي من كلمته حتى طلب رئيس مجلس الشورى في السعودية الشيخ عبدالله آل الشيخ مداخلة لإيضاح مقصد الآية.
وقال آل الشيخ في مداخلته بأن الآية المقصودة “نزلت في مكة وأهلها وليس في العراق”.
تابع بأن “تلك هذه الآية وردت في سورة البقرة (الآية 126)، ووردت أيضا في سورة إبراهيم وكلها تنص على أن المكان المقصود بها هي مكة المكرمة”.
“اقتباس أم تحريف أم هفوة”
لم تمر تلك المداخلة مرور الكرام على المنصات الرقمية، إذ انقسم المعلقون العرب بين لائم ينتقد الصفدي على “هفوته” وآخر يدافع عنه مستغربا مداخلة المسؤول السعودي.
وأبدى مغردون إعجابهم بتعقيب رئيس مجلس الشورى وحرصه على تصحيح “الخطأ”، على حد وصفهم
كما ذهب البعض إلى حد اتهام المسؤول الأردني بـ”تحريف” الآية وطالبوه بالاعتذار، مشيرين إلى “الخطأ ليس في التفسير فقط بل في قراءة الآية بطريقة غير صحيحة”.
في المقابل، اعتبر آخرون بأن آل الشيخ بالغ في مداخلته وحمّل الصفدي قولا لم يقله.
ومن المدافعين عن الصفدي من يرى أن كلامه “جاء عاما بصيغة الدعاء وبشكل مجازي لم يؤكد على ارتباط الآية ببلد معين”.
وثمة من حاول تبرير موقف الصفدي باستدعاء آراء لشيوخ أجازوا “الاقتباس القرآني أو الاستشهاد بها في ما يُحسن ويُجمل”.
لكن ذلك لم يرق لفريق آخر من المعلقين ممن أكدوا بأن الاستشهاد بالآيات القرآنية لا يقبل الاقتباس أو المجاز أو التأويل.
وفي النقاش الدائر حول مدى صحة موقف الصفدي وآل الشيخ، انعكاس لنقاش أوسع يرى كثيرون أنه “يتعلق باختلاف المناهج في تفسير اﻻﺳﺘﺸـﻬﺎد ﺑﺎﻵﻳـﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴـﺔ”.
واتخذ النقاش منحى آخر، إذ انخرط بعض الأردنيين والسعوديين في تقييم الرجلين بناء على موافقهم السياسية.
فلم يخل الحديث من مناكفات وتبادل للاتهامات، الأمر دفع فريق آخر من المعلقين للتدخل “لتوضيح بعض المعلومات أو لنبذ التعليقات المسيئة للبلدين “.
وفي رده على سؤال قناة “الرشيد” العراقية بشأن الضجة التي أثارتها مداخلته ، قال الصفدي إن ” ما حدث من تداعيات عبر منصات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يؤثر على علاقاتنا فالأردن والسعودية تربطهما علاقات تاريخية ومتجذرة..”
لاحقا تداول مغردون بكثافة صورة وثقت لقاء الصفدي وآل الشيخ وهما يضعان اليد باليد، عقب انتهاء الجلسة.
بينما سخر آخرون من إثارة الموضوع برمته، ووصفوا المداخلة التي شهدتها جلسة المؤتمر بـ “السخيفة”.
كما طالب بعضهم المسؤولين العرب بالالتفات للقضايا الهامة التي من شأنها خدمة المواطن العربي بدلا من “السفسطة والتفلسف في الحوارات”
في حين، تعامل البعض بشيء من التندر مع الأمر قائلا إن” لولا تلك المداخلة لم يكن ليسمع بمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي”.
ماذا نعرف عن اتحاد البرلمان العربي؟
والاتحاد البرلماني العربي هو منظمة تتألف من مجموعة تمثل المجالس البرلمانية العربية. وقد تأسس في حزيران/يونيو 1974.
وفي الوقت الذي يتساءل فيه نشطاء عن جدوى استمرار هذه المؤتمرات التي تخرج ببيانات متكررة لا ترتقي لتطلعات الشعوب، يجادل آخرون بأن وجودها مهم لتقريب وجهات النظر وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية.
وسلط الاتحاد البرلماني العربي في دورته الحالية، الضوءعلى عدة ملفات عالقة، أهمها الملف السوري.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، فإن وفدا يضم رئيس الاتحاد محمد الحلبوسى ورؤساء مجلس النواب في عدد من الدول العربية توجهوا إلى دمشق، اليوم الأحد، حيث التقوا الرئيس السوري بشار الأسد.
وهذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوفد عربي منذ 2011 قد تعطي إشارات قوية لقرب عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد أكثر من عشر سنوات على تعليق عضويتها.
وقد أثارت تلك الزيارة ردود فعل متباينة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
واختتم المؤتمر التي أعماله اليوم بالتأكيد على “الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق. ويقام هذا المؤتمر بالعراق للمرة الأولى منذ أربعين عاما.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.