من جهته ينفي الرئيس الجمهوري السابق ارتكاب أي مخالفات، وكان ترامب قد توقع أن يتم اعتقاله يوم أمس الثلاثاء ودعا مؤيديه إلى الاحتجاج و”استعادة أمريكا”.

وفي رسالة بريد إلكتروني اطلعت عليها بي بي سي، قال براغ وهو ديمقراطي إن مكتبه “لن يتسامح مع محاولات ترهيب مكتبنا أو تهديد سيادة القانون في نيويورك”.

براغ مدع مخضرم تولى منصبه في بداية عام 2022 ويسعى إلى ايجاد بدائل للسجن، مع تكثيف محاكمات أصحاب الياقات البيضاء وقضايا الفساد العام.

وركزت حملته لتولي هذا المنصب بشكل كبير على سيرته الذاتية الشخصية والرغبة في إصلاحدائرة النيابة العامة.

وُلد وترعرع في حي هارلم بنيويورك خلال ما عُرف بوباء الكوكايين في الثمانينيات.

تلقى تعليمه في جامعة هارفارد وهو متخصص في قضايا الاحتيال والحقوق المدنية، مثل تمثيل عائلة إريك غارنر، الرجل الأسود الذي توفي على يد شرطة نيويورك في عام 2014.

وقال براغ أنه ساعد في مقاضاة إدارة ترامب أكثر من 100 مرة في فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات، كما قاد دعوى قضائية في نيويورك ضد منتج الأفلام المشهور هارفي واينستين.

يتمتع براغ بخبرة في الملاحقات القضائية على جميع مستويات الحكومة، وشغل سابقًا منصب مساعد المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية لنيويورك، ونائب المدعي العام لنيويورك وكبير المحامين في مجلس مدينة نيويورك.

بعد أيام من توليه منصبه، قام براغ بوضع سياسات فرض الرسوم الجديدة والكفالة والترافع وإصدار الأحكام لمنطقة مانهاتن، وقال إن مكتبه لن يلاحق بعد الآن الجرائم “الصغيرة” مثل التهرب من دفع أجرة النقل العام والجنح المتعلقة بالقنب.

دفعت الاحتجاجات من جانب سلطات إنفاذ القانون المحلية وقادة الأعمال وسط تصاعد العنف في مدينة نيويورك، براغ إلى الاعتذار ومراجعة السياسة.

وأشار منذ ذلك الحين إلى إحصائيات تظهر تراجع الجرائم الكبرى تحت قيادته، لكن منتقديه بمن فيهم ترامب وحلفاؤه يهاجمونه باعتباره ليبراليًا “راديكاليًا” يتساهل مع المجرمين.

ورث براغ التحقيق مع ترامب من سلفه سايروس فانس جونيور، الذي فتح القضية منذ ما يقرب من خمس سنوات بينما كان ترامب لا يزال في البيت الأبيض.

وفي وقت مبكر من ولايته، استقال اثنان من المدعين العامين من مكتبه، وادعى أحدهما أن التحقيق قد “تم تعليقه إلى أجل غير مسمى”من قبل براغ “غير الحكيم” الذي لا يرغب في محاكمة ترامب.

ورد مكتب براغ بأن القضية لا تزال قيد الدرس وأنه “ينظر في أدلة لم يتم استكشافها من قبل”.

في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أُدينت اثنتان من شركات ترامب بارتكاب انتهاكات ضريبية في دعوى جنائية رفعها براغ، ولم يتم توجيه تهم إلى ترامب نفسه، لكن المدير المالي لمؤسسة ترامب، آلان ويسلبيرغ يقضي حاليًا عقوبة سجن لمدة خمسة أشهر.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي جمع براغ هيئة محلفين كبرى لتقييم الأدلةالمتوفرة في هذا التحقيق وبعد دعوة ترامب الأخيرة للإدلاء بشهادته اعتقد الكثيرون أن هيئة المحلفين تختتم عملها.

مع محاولة ترامب الثالثة لدخول البيت الأبيض، يقول الكثيرون إن توجيه الاتهام له يمكن أن يزيد شعبيته بين مؤيديه وحماسة المعجبين به مما يعزز فرصه في تولى منصب الرئاسة مجدداً.