- أنتوني زورتشر
- مراسل بي بي سي – شمال أمريكا
يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب احتمالية التعرّض للتوقيف في نيويورك. وعبر منصته، تروث سوشال، ينشر ترامب بوتيرة متزايدة تصريحات تفيض بالإنذار والتهديد بأعمال “موت ودمار”. لكن مسيرة نظمها أنصار ترامب تحت سماء صافية في مدينة واكو بولاية تكساس، شهدت حركة أعمال تجارية وابتياع سلع تذكارية.
وتجوّل الآلاف من أنصار ترامب خلال خِيم تعرض بضائع تجارية، حيث ابتاعو ملابس مكتوب عليها عبارات من أمثال: “الرب والسلاح وترامب” أو “ترامب هو الذي فاز”.
ثم بعد ذلك احتشدت تلك الألوف في مدرج مطار محلي قبل ساعات من وصول متوقّع لترامب. وانتظر هؤلاء تحت شمس يوم صحو، بينما أغاني الروك لفريقَي أبا وبون جوفي -وكذلك أغاني لفرانك سيناترا- تتردد عبر مكبرات الصوت بينما تتولى جوقة من داعمي ترامب البارزين مهمة إلهاب حماس الجماهير المحتشدة.
وقام نجم أغاني الروك تيد نوغينت بأداء حماسي للنشيد الوطني الأمريكي على جيتاره الكهربي. وفي أثناء أدائه للنشيد الوطني، شنّ توغينت هجوما نابياً على مَن وصفهم بـ”البلطجية ذوي الأحذية العسكرية الغليظة” في الحكومة الفيدرالية والذين اتهمهم بالقيام ظُلما وعدوانا بحبس أنصار ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في يوم السادس من يناير/كانون الثاني من عام 2021.
وفي خضم ذلك، وجّه كل من نائبي الكونغرس عن فلوريدا مات غيتز، ومارغوري تايلور غرين كلمة للحشود الداعمة لترامب، وقام النائبان بشنّ هجمات على المدعي العام في نيويورك ألفين براغ، والمنوط به في الأيام المقبلة اتخاذ قرار بشأن اتهام ترامب في قضية دفع أموال لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز.
وقالت تايلور غرين: “إن هذا الهجوم هو تسليح مشين لنظام عدالتنا مصمَّم للسيطرة على سباق الرئاسة في 2024”. وأضافت نائبة الكونغرس: “ليس هذا سوى مطاردة ساحرات للرئيس ترامب، وهو بريء تماما”.
وصدرت عن الحشود، التي قدّرت حملة ترامب أن تصل أعداد المشاركين فيها إلى 15 ألفا، صيحات استهجان لدى سماع اسم المدعي العام في نيويورك (براغ)، في حين بدا أن قليلين قلقون بشأن تحقيق نيويورك في قضية شراء صمت ستورمي دانيلز.
وقالت ديبي هارفي من مدينة ميدلوذيان في تكساس إنها “لا تستمع إلى الأفكار المتشائمة”، وإنها تصلي من أجل ألا يوجّه اتهام للرئيس ترامب، قائلة إن “الرب لا يزال يجيب الدعوات”.
وقال ريتشارد تارنر، الذي يقيم في تكساس، إنه سيختار ترامب من بين مرشحي الجمهوريين للسباق الرئاسي في 2024.
ودافع تارنر عن اختياره بالقول إن ترامب “أثبت قدرته على إنجاز وعوده” بخلاف آخرين بينهم حاكم فلوريدا رون دي سانتيس – أبرز منافسي ترامب على منصب مرشّح الحزب الجمهوري للسباق الرئاسي.
وقبيل خروج مسيرة واكو، طرحت نوافذ إعلامية وكذلك عدد من منتقدي ترامب تساؤلات عن سبب اختيار الرئيس السابق مدينة واكو لخروج أول مسيرة حاشدة في حملته لانتخابات عام 2024.
وكانت واكو قد شهدت قبل 30 عاما مواجهة مسلحة دامية بين السلطات الرسمية في ولاية تكساس وأنصار طائفة دينية تُعرف باسم “الفرع الداوودي” والتي أسفرت عن مقتل 86 شخصا.
وأسهمت مسيرة واكو في تغذية مشاعر مناوئة للحكومة في الولايات المتحدة. وقد أثيرت في فعاليات المسيرة تعبيرات كتلك التي ساقها نجم الروك نوغينت في أثناء أدائه النشيد الوطني مثل “البلطجية ذوي الأحذية الغليظة” والتي عادة ما تستخدم للإشارة إلى ضباط إنفاذ القوانين الاتحادية.
وقال دان باتريك، نائب حاكم تكساس، للحشود، إن الربط بهذه الطريقة بين الأشياء هو من قبيل “الأخبار المفبركة”.
وأضاف باتريك: “لقد اخترت واكو، لأن الرئيس (ترامب) اتصل بي قبل عدة أسابيع وقال: أنا قادم إلى تكساس. أريدك أن تختار مدينة عظيمة”.
وتتمثل خطة ترامب في الوصول إلى واكو بالطائرة في وقت مبكر من المساء على غرار ما كان يفعل إبان حملاته الانتخابية في 2016 و2020. وقد كان ترامب قبل ثلاث سنوات يستقل طائرة الرئاسة، أما الآن فقد عاد أدراجه إلى استخدام طائرته الشخصية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.