نبدأ جولتنا من صحيفة الأوبزرفر، ومقال بعنوان “حملة بايدن من أجل الديمقراطية العالمية عفى عليها الزمن ومحكوم عليها بالفشل”، كتبه سايمون تيسدال.
يرى الكاتب أن الأسبوع الماضي كان أسبوع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ زار خلاله العاصمتين الأوكرانية كييف والبولندية وارسو، وكان أداؤه نشطا “يذكر بأسلوب حملة انتخابية لرجل أصغر (سنا) بكثير”.
وكتب “لقد صور بايدن نفسه على أنه قلب الأسد (ملك إنجلترا قبل قرون) العصر الحديث، حيث قاد حملة صليبية عالمية ضد الأشرار – وهو ما يسميه (اختبار العصور). إنه منتشي. إنه يعتقد أنه وقضية الديمقراطية ينتصران. للأسف، إنه مخطئ”.
ويعني بايدن بكلمة الأشرار الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين، لكنه يعني أيضا بشكل بلاغي المستبدين والطغاة في كل مكان – أي شخص يتحدى النموذج الديمقراطي الغربي. وهذا يشمل الحكومات التي تحكم ما لا يقل عن نصف البشرية، مثل الصين والهند والعديد من الدول الأفريقية، حسب الكاتب.
“يحمل تقسيم بايدن للعالم إلى معسكرين (معنا أو ضدنا) أصداء غير مريحة لعهد جورج دبليو بوش حوالي عام 2001، ولبوتين نفسه. إن حقيقة أن قَدَر أمريكا الواضح بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وتعزيزهما في كل مكان هو رسالة تؤتي ثمارها بشكل جيد، في العادة، مع الناخبين الأمريكيين”.
يرى الكاتب أن ذلك حدث مرة واحدة على الأقل، خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي “حين تشكلت نظرة بايدن للعالم. وعلى الرغم من نزعة بوتين الإمبريالية العدوانية، فإن تلك الحقبة قد ولت، لأن عالم اليوم الممزق والمفتت متعدد الأقطاب ومعقد من الناحية الجيوسياسية”.
وبعد أفغانستان والعراق “يتساءل العديد من الأمريكيين عن سبب استمرار الولايات المتحدة في تحمل أعباء ومسؤوليات القيادة العالمية، كما دعا إليها السياسيون من جيل بايدن دون تفكير”.
ويشير الكاتب إلى أن الحرب في أوكرانيا تدور حول القوة ومبدأ السيادة الإقليمية، وما إذا كان النظام العالمي المصمم غربيًا (بقيادة الولايات المتحدة) سوف يصمد أمام تحديات جديدة من موسكو وبكين.
ويعدد أوجه فشل بايدن إذ “لا تزال تايوان تفتقر إلى الوضوح الاستراتيجي والأسلحة المطلوبة لصد الغزو الصيني (المحتمل). لقد فشلت دبلوماسية بايدن النووية مع إيران. إسرائيل وفلسطين هي فراغ سياسي تحدث فيه أشياء سيئة. كان انسحابه من أفغانستان كارثة مخزية”.
وعندما يتعلق الأمر بما يعتبره المعركة الأكثر أهمية على الإطلاق – من أجل الحريات والقوانين والقيم العالمية – فإن بايدن يخسر الأرض في جميع الجهات، وفق الكاتب.
وبينما أعلن بايدن في وارسو أن “الديمقراطيات في العالم أصبحت أقوى والمستبدين أصبحوا أضعف”، اعتبر تيسدال أن أوكرانيا نجت حتى الآن، لكنه تساءل عن بيلاروسيا المجاورة حيث وقف الغرب يشاهد سحق النشطاء المؤيدين للديمقراطية؟ وماذا عن ميانمار، حيث يرتكب المجلس العسكري المدعوم من بكين جرائم يومية ضد الإنسانية؟”
وكتب “فكر أيضًا في هونغ كونغ، حيث تعتبر حرية التعبير ذكرى عزيزة، والشعوب المقموعة في شينجيانغ وكشمير ونيكاراغوا وفنزويلا والضفة الغربية وسوريا واليمن، وتيغراي ومالي وكمبوديا وغيرها من الثقوب السوداء للديمقراطية، حيث فشلت الولايات المتحدة (وحلفاؤها) في التصرف، أو أدارت ظهرها – أو كانت متواطئة بنشاط. هذه هي الرواية البديلة المناهضة لرواية بايدن”.
ويرى الكاتب أن الفكرة الكاملة عن شن الغرب حملة من أجل ديمقراطية عالمية حديثة بنجاح – أو الحرب الباردة الثانية – تجهل التاريخ، وتتغاضى عن التغيير، وإمبريالية خفية جديدة، وأكثر من ذلك، هي اقتراح خاسر.
واختتم “نية بايدن طيبة. لكنه يظهر عُمره (فكره القديم). إن خطابه الوردي الذي عفى عليه الزمن (نحن وهم) يمثل طريقًا جيوسياسيًا مسدودًا. لقد تقدم العالم، لكن بايدن لم يفعل مثل شريكه الروسي في السجال”.
ومن الغارديان نطالع افتتاحية للصحيفة بعنوان “رأي الغارديان في المعجزة الاقتصادية الألمانية: لقد بُنيت على تخفيف الديون”.
تقول الصحيفة إنه قبل سبعين عاما، وفي يوم 27 من فبراير/ شباط عام 1953، شهدت اتفاقية لندن للديون شطب نصف ديون ألمانيا (ألمانيا الغربية آنذاك) والتي تراكمت بعد حربين عالميتين.
قاد عملية إلغاء الديون، التي تساوي أكثر من خُمس الناتج المحلي الإجمالي الوطني آنذاك، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وفي نهاية المطاف، وقعت دول أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا على الاتفاقية.
وترى الصحيفة أن الدول الغنية أسهمت في صنع المعجزة الاقتصادية الألمانية بعد الحرب، بينما لا تفعل الشيء نفسه مع الدول الفقيرة اليوم.
الدول الغنية في وقتنا الحالي هي أهم الدائنين للدول الفقيرة أو موطن لأهم الدائنين، وبدأت المؤسسات التي تديرها الدول الغنية – البنك الدولي وصندوق النقد الدولي – في التنازل عن ديون الدول الفقيرة بشروط في أواخر التسعينيات فقط من القرن الماضي. ومع ذلك، فإن الكرم الذي ظهر لألمانيا تُحرم منه الدول النامية اليوم.
وكتبت الغارديان “إن القوى الكبرى ليست في عجلة من أمرها لتشجيع الدول الفقيرة على التطور بعيدًا عن قطاعات مثل الزراعة والتعدين، حيث يتم استخراج الفوائض الوفيرة من قبل الشركات متعددة الجنسيات في الدول الغنية. وبينما تم دمج أوروبا من خلال التجارة – مع وجود ألمانيا الغربية المناهضة للسوفييت في القلب من ذلك – لكن في حالة أمريكا اللاتينية وأفريقيا، تسعى القوى الخارجية إلى النتيجة المعاكسة من خلال اتفاقيات التجارة الثنائية”.
تواجه البلدان الفقيرة بيئة سياسية واقتصادية معادية. ومع رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، تنخفض قيمة عملاتها، ما يجعل من الصعب على الدول النامية شراء سلع مسعرة بالدولار وتسديد القروض المقومة بالدولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما سيساعد تلك الدول هو تخفيف غير مشروط للديون، وتمويل أخضر (صديق للمناخ) مناسب قائم على المنح.
واختتمت “إن العولمة التي تنظمها حاليا أغنى دول العالم تخنق الدول الفقيرة. وما كشفته التجربة الألمانية هو أن إزالة القيود الاقتصادية سيسمح للدول النامية بالتنفس مرة أخرى”.
“ديمقراطية في خطر”
وأخيرا نطالع افتتاحية صحيفة فاينانشيال تايمز بعنوان “الديمقراطية المكسيكية التي تحققت بشق الأنفس في خطر”.
تقول الصحيفة إن الإصلاح الشامل للسلطة الانتخابية المكسيكية في التسعينيات من القرن الماضي أدى إلى إجراء انتخابات نزيهة، سمحت للمعارضة بالفوز بانتصار تاريخي في عام 2000، منهية 71 عامًا من حكم الحزب الواحد.
وكتبت “الآن يريد الرئيس المكسيكي الشعبوي، أندريه مانويل لوبيز أوبرادور، إعادة عقارب الساعة إلى الوراء”. وأصدر الرجل ذو التوجه اليساري تشريعات قوية من خلال الكونغرس المكسيكي الأسبوع الماضي لخفض ميزانية المعهد الانتخابي الوطني المستقل (الهيئة المشرفة على الانتخابات) وإضعاف سلطاته الرقابية. كانت هذه هي محاولته الثانية لتحييد المعهد بعد فشل تشريعات أكثر قسوة العام الماضي.
وتجري المكسيك انتخابات رئاسية ونيابية العام المقبل، حيث يحرص أوبرادور على ترسيخ هيمنته السياسية. وبينما تعد إعادة انتخاب الرئيس من المحرمات منذ قرن من الزمان في المكسيك، فإنه بدلاً من ذلك سيختار من يخلفه ليترشح تحت ألوان الحزب الحاكم، حسب الصحيفة.
ولمقاومة محاولات أوبرادور، تنظم المعارضة في المكسيك احتجاجًا جماهيريًا وتخطط للطعن في قانون الانتخابات الجديد أمام المحكمة العليا، التي هي نفسها محاصرة من الرئيس.
ودعت الصحيفة “حلفاء المكسيك وأصدقاءها للتنديد بما يجري”. وقالت إنه يجب أن يكون للاتحاد الأوروبي صوت. ولكن الأهم من ذلك هو الولايات المتحدة، جارة المكسيك وأكبر شريك تجاري لها”.
وتساءلت فاينانشيال تايمز “كيف يمكن أن تكون هناك (صداقة) مع بلد يزداد تعصبًا ضد المعارضة السياسية والمجتمع الحر المنفتح؟”
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.