حزب الله: جدل حول الموقف من المناورات العسكرية التي أجراها الحزب في ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان
أثارت المناورات التي أجراها حزب الله مطلع الأسبوع الحالي تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.
وجاء هذا الاستعراض العسكري تزامناً مع الذكرى الثالثة والعشرين للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، في الخامس والعشرين من أيار / مايو عام 2000.
وأشاد جمهور الحزب ومؤيدوه بقوته العسكرية، بينما انتقد المعارضون له تهديده لسيادة الدولة ووصفوه بأنه “دويلة ضمن الدولة”.
ورد الجانب الإسرائيلي على رسائل الحزب التي أراد إيصالها من خلال المناورات، بالسخرية وإبداء الاستعداد لأي مواجهة.
كيف تفاعل أنصار حزب الله؟
تحت وسم “اليوم لبنان وغداً فلسطين” أحيا مناصرون لحزب الله في لبنان ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب الأراضي اللبنانية، والذي يسمونه “عيد المقاومة والتحرير”.
وتفاعل رواد مواقع التواصل مع هذه الذكرى من خلال نشر مقاطع الاستعراض الأخير الذي أجرته قوات الحزب يوم الأحد الماضي.
وشمل العرض العسكري للحزب محاكاة لاقتحام مستوطنة إسرائيلية، واستعراضا للدراجات النارية والقدرات البدنية، بالإضافة لمشهد تفجير جدار اسمنتي.
كما نشر المغردون على شكل واسع صورة المعتقل السابق في سجن الخيام راني بزي، وهو يصرخ بعد أن خرج من معتقل الخيام، الذي دخله أهالي جنوب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه في الثالث والعشرين من أيار / مايو عام 2000.
واعتبر المؤيدون لخطوة حزب الله الأخيرة أنها تحمل رسائل سياسية للمنطقة، وخاصة للجانب الإسرائيلي بحكم طبيعة التدريبات التي تم استعراضها، وفي هذا الوقت بالتحديد الذي تشهد فيه المنطقة توتراً.
كيف تفاعل الجانب الإسرائيلي؟
سخر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي من هذه المناورات، واعتبر أنها تمثل “حملة جديدة لوزارة السياحة اللبنانية” بهدف “الترويج لاستقبال السياح الأجانب برعاية حزب الله” على حد وصفه، ونشر مقطعاً له وهو يعلق على مقاطع المناورات مع خلفية موسيقية لأغنية “هلا بهالطلة هلا”، وأشار في تغريدته إلى وزير السياحة اللبناني وليد نصار.
كما نقل أدرعي عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسـي هليفـي في تصريح له، قال فيه: إن “حزب الله مردوع من حرب يخوضها مع إسرائيل” على حد وصفه، معلقاً على ذلك أن الجيش الإسرائيلي لديه جاهزية على الساحة الشمالية، وأن “هذا يبني أرضية للمفاجآت”.
كيف تفاعلت أطراف لبنانية أخرى؟
استقبلت أطراف لبنانية أخرى رسائل مناورات حزب الله بأسلوب مختلف، حيث رأي سامي الجميل النائب السابق في البرلمان اللبناني والقيادي في حزب الكتائب أن غياب ردة فعل رسمية لبنانية يعني “أن الدولة بشكل كامل تحت قبضة حزب الله” على حد وصفه، وطالب الجميّل “بوحدة الصف والموقف اللبناني” لمنع إضفاء شرعية على دور حزب الله من خلال انتخاب رئيس يدعم مواقف الحزب، بحسب وصفه.
وهو ما طالبت به حسابات أخرى على مواقع التواصل أيضاً، حيث طالبوا بانتخاب رئيس للجمهورية يمنع ما وصفوه “بمشاهد الميليشيا”.
واعتبر مغردون آخرون أن المناورة الأخيرة التي تمت كانت “إيرانية” على حد وصفهم، وأن ذلك يمثل “عدوانا على الدولة والشعب”.
بينما رأى الدكتور السعودي منصور المالك أن ما قام به حزب الله من مناورات “يمثل إرهابا لمعارضيه في الداخل” على حد وصفه.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.