وقال خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الانتخابات الأميركية المقبلة ستحمل العديد من المفاجآت خاصة في ضوء تتابع الأحداث الدولية التي تلعب فيها الولايات المتحدة دورا محوريا، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الداخلية والتي تمثل عاملا محوريا بالنسبة للناخب الأميركي.
لماذا تراجعت شعبية بايدن؟
ويقول عضو الحزب الديمقراطي الأميركي مهدي عفيفي إنه هناك حالة من عدم الرضا نتيجة الدعم المطلق العلني لإسرائيل يقتنع الأميركيون أنه قد شجعها على ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
داخل الكونغرس يواجه بايدن حالة من نقم من جانب التيار التقدمي أو اليساري، كما يواجه غضب من الأميركيين من أصول عربية مسلمة وهي فئة كانت تناصر بايدن بشكل ، وذلك سيؤثر بلا شك على حظوظه الانتخابية.
بايدن سيدفع بلا شك ثمن دعمه المطلق لإسرائيل، فضلا عن استياء الأميركيين من تصريحات الرئيس التي وصف فيها نفسه بأنه صهيوني، كما قال وزير خارجيته أنه ذهب لإسرائيل كونه يهودي وليس دبلوماسي في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.
هناك غضب أيضا تجاه الآلية التي تتعامل بها إدارة بايدن مع المطالب الخاصة بوقف إطلاق النار، وهي لم تمارس ضغوطا على اسرائيل بهذا الصدد بل تشجعها على سفك المزيد من الدماء.
ويشير عفيفي إلى أن جانب كبير يمتنع أيضا عن دعم ترامب لذلك ربما يكون هناك حديث حول شخصية توافقية في الانتخابات المقبلة.
4 عوامل تحكم الانتخابات الأميركية
ويقول كمال الزغول الخبير المختص بالشأن الأميركي والعلاقات الدولية إن انتخابات عام 2024 مليئة بالمفاجآت.
ويشير الزغول إلى أن ما أظهرته الاستطلاعات حول مرشحين ضعيفين وهما دونالد ترامب والرئيس الحالي بايدن قد يقلب الكفة ويخرج نتيجة لا تخدم المصالح الأميركية، فهناك عدة عوامل تتحكم بالنتيجة خاصة بعد خسارة بايدن ما يقارب 10 نقاط في استطلاعات الرأي في 5 ولايات وهم أريزونا وجورجيا وميشيغن ونيفادا وبنسلفانيا.
العامل الأول، وهو الأهم وهو بسبب ضعف المتنافسين ترامب وبايدن سيظهر بعض المرشحين من المستقلين والذي بدوره سيرجح كفة أما بايدن وأما ترامب وهذا عنصر سلبي سيؤثر على اختيار رئيس كفؤ لأن تشتيت الاصوات سيسهم في فرز رئيس ضعيف.
ومن بين هؤلاء المرشحين التقدمي كورنيل ويست، وروبرت إف كينيدي جونيور، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يفوز بنحو 20 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين بعدما انسلخ عن الحزب، وقد يؤثر ايضا على أصوات ذاهبة إلى ترامب أيضا.
العامل الثاني، وهو الحروب الخارجية، فأمامنا عام كامل، فلا نعرف أن كانت الصين لديها النية لغزو تايوان، ولا نعرف أن كانت أوكرانيا ستخسر مزيدا من الأراضي، ولا نعرف ما هي نتيجة الحرب على غزة، كل تلك الحروب ستؤثر على شعبية بايدن ولاحظنا كيف انخفضت نسبة شعبيته عن ترامب بفارق 11 نقطة في الولايات المتأرجحة.
العامل الثالث، وهو محاكمات ترامب، فمن الممكن وحسب نتائجها ستحرف الناخبين إلى مسار بعيد عن المرشحين الاثنين ترامب وبايدن.
العامل الرابع والأخير، وهو العمر وكلا المرشحين هما من كبار السن، وما زال أمامنا عام لتقييم وضعهما الصحي في نهاية المطاف.
انخفاض شعبية بايدن
وفق الزغول انخفضت شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن.
بعد حرب غزة ودعمه المطلق لإسرائيل، وفي المقابل هناك منافس له أيضا غير مرغوب فيه وهو ترامب، بالإضافة إلى مسارح الحروب الخارجية مثل حرب غزة وأوكرانيا، وظهور مرشحين مستقلين يؤثرون على كليهما
كل هذه الظروف مجتمعة من الممكن أن تؤدي، بحسب الزغول إلى فوز أحدهما وستبقى الولايات المتحدة ترضخ تحت الانقسام الحزبي، ففي عام 1979 خسر الرئيس الأسبق كارتر فترة رئاسية ثانية بسبب مشكلة الرهائن في إيران، وفي عام 2020 خسر الرئيس ترامب ولايته الثانية بسبب وباء كورونا ومآلاته.
ولذلك التنافس بين ترامب وبايدن إن لم يظهر مرشحون جدد في كلا الحزبين هو تنافس يخضع للمحددات والعوامل التي ذكرناها سابقا ولا يخضع لأي عنصر كفاءه يتسم به المتنافسون، أميركا أمام اختبار وليس اختيار، لأن الأخير سيؤثر على أداء الرئيس المنتخب إن لم يظهر مرشحون آخرون من ذوي الكفاءة في كلا الحزبين.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
أظهرت استطلاعات عديدة قبل عام تحديدا من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 2024 تراجع الرئيس جو بايدن أمام منافسه دونالد ترامب، والشرخ بينه وبين الرأي العام الأميركي المتشائم جدا.
وأورد استطلاع أجرته نيويورك تايمز مع معهد سيينا أن دونالد ترامب الملياردير الجمهوري والبالغ 77 عاما يتقدّم على منافسه الديمقراطي والبالغ 80 عاماً في نوايا التصويت في نيفادا (52 بالمئة/41 بالمئة)، وجورجيا (49/43)، وأريزونا (49/44)، وميشيغن (48/43)، وبنسلفانيا (48/44)، في حين يتوقع أن يفوز جو بايدن في ويسكونسن (47/45).
وأورد استطلاع شبكة “سي بي إس” أن 73 بالمئة من الأميركيين يعتبرون أن بلدهم ليس بخير، وهي أعلى نسبة منذ بداية العام.
كما أظهر استطلاع أجرته شبكة “أيه بي سي” أن 76 بالمئة من الأميركيين مقتنعون بأن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ.
ويشاطرهم الرأي 67 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وفي هذا الاستطلاع أيد 71 بالمئة فكرة أن بايدن “أعجز من أن يكون رئيساً فعالاً” في الثمانين من عمره.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.