- جورج رايت
- بي بي سي نيوز
قرر الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر التوقف عن تلقي رعاية صحية في المستشفى والانتقال إلى منزله في ولاية جورجيا لتلقي رعاية نهاية الحياة.
وقال مركز كارتر إن الرئيس السابق فضل قضاء “ما تبقى من عمره مع أسرته”، لكنه لن يذكر الدافع وراء هذا القرار.
ويعاني كارتر، 98 سنة، من مشكلات صحية، من بينها سرطان الجلد. كما انتشر السرطان في الكبد والمخ أيضا.
وتولى أكبر رئيس أمريكي سابق سنا على قيد الحياة رئاسة الولايات المتحدة لفترة واحدة من 1977 إلى 1981.
وأثناء فترة ولايته، واجه الرئيس السابق الكثير من التحديات على صعيد السياسة الخارجية. كما هُزم الديمقراطيون في انتخابات إعادة ترشحه للرئاسة لصالح الجمهوري رونالد ريغان.
وقال مركز كارتر في بيان صدر بشأن الحالة الصحية للرئيس السابق: “حصل على الدعم الكامل من أسرته وفريقه الطبي. وتطالب أسرة كارتر بالخصوصية في الوقت الراهن، كما تعرب عن امتنانها لكل من أبدى اهتماما بحالته من محبيه”.
وقد يبدأ المرضى من ذوي الحالات التي لا يُرجى لها الشفاء تلقي رعاية نهاية الحياة بدلا من الخضوع للمزيد من العلاج. ولا تكون الأولوية في تلك الحالات لتوفير المزيد من العلاج، لكن لتوفير الراحة للمرضى أثناء اقترابهم من نهاية حياتهم.
وقال جايسون كارتر، حفيد الرئيس الأمريكي السابق وعضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية جورجيا، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “زرت جدتي وجدي أمس”.
وأضاف أنهما “يتمتعان بسلام – وكما هو الحال دائما – يملأ الحب منزلهما. شكرا لكم جميعا على كلماتكم الرقيقة”.
واحتفل الزوجان جيمي وروزلين كارتر، اللذان رُزقا بأربعة أبناء، بالذكرى الخامسة والسبعين لزفافهما عام 2021.
وولد جيمي كارتر عام 1924 في ولاية جورجيا ودخل عالم السياسة في الستينيات من القرن العشرين عندما انتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن الولاية ثم تولى منصب حاكم الولاية عام 1971.
وبعد خمس سنوات، فاز في انتخابات الرئاسة الأمريكية على حساب الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جيرالد فورد ليصبح الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة.
لكن سرعان ما تراكمت المشكلات التي واجهها فور توليه الرئاسة الأمريكية.
فعلى الصعيد الداخلي، شهدت البلاد أزمة نفط أسفرت عن ارتفاع في التضخم والبطالة، مما أدخل الرئيس كارتر في معاناة أثناء محاولة إقناع الأمريكيين بإجراءات تقشف كان لابد من تطبيقها حتى تمر الأزمة.
وكان الحدث الأهم على الإطلاق في تاريخ كارتر كرئيس للولايات المتحدة هو توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التي اعترفت فيها مصر رسميا بدولة إسرائيل. كما وقع اتفاقية كفلت لبنما استعادة السيطرة على قناة بنما.
لكن في عام 1979، أُسقط آخر شاه لإيران واحتجز 66 أمريكيا كرهائن في إيران. وقطع كارتر العلاقات الدبلوماسية مع إيران ردا على إسقاط الشاه، كما بدأ المقاطعة التجارية لطهران.
رغم ذلك، رأى الأمريكيون أنه ليس قويا بما فيه الكفاية، وبدأت شعبيته تتراجع، إذ احتجز الرهائن الأمريكيون في إيران لمدة 444 يوما. كما تعرض ترتيبه في استطلاعات رأي الانتخابات الرئاسية لضربة أخرى بعد محاولة لإنقاذ الرهائن من إيران باءت بالفشل وأدت إلى مقتل ثمانية جنود أمريكيين.
وأجلت إيران إطلاق سراح الرهائن حتى تولى رونالد ريغان حكم الولايات المتحدة خلفا لكارتر.
ومنذ مغادرته البيت الأبيض، ظل كارتر فاعلا في البلاد، إذ كان يعمل في أنشطة إنسانية مع مركز كارتر.
كما ترأس وفدا لإقناع القادة العسكريين في هايتي بتسليم السلطة عام 1994 وتوسط من أجل وقف إطلاق النار في البوسنة، وهو ما مهد الطريق أمام إبرام معاهدة سلام في المنطقة.
كما اكتسب سمعة دولية جيدة لعمله في الارتقاء بحقوق الإنسان، وحصل على جائزة نوبل عام 2002.
وأسس، بالتعاون مع نيلسون مانديلا، مجموعة “ذي إلدرز”، التي تتكون من عدد من القادة الدوليين كرسوا أنفسهم للعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان.
كما كان يسافر كثيرا حول العالم حتى أوائل التسعينيات من القرن العشرين – وشارك في رحلات سنوية لبناء منازل مع مؤسسة هابيتات الخيرية للأعمال الإنسانية.
لكن الرئيس الأمريكي السابق دخل في معاناة مع المرض في السنوات الماضية. وفي أغسطس/ آب 2015، خضع كارتر لجراحة لإزالة ورم سرطاني من الكبد.
وفي العام التالي، أعلن أنه لم يعد في حاجة إلى المزيد من العلاج، إذا قضى علاج تجريبي على السرطان في جسمه تماما .
وطالما أظهر كارتر في الكثير من المناسبات هدوء مذهلا في التعامل مع التحديات الصحية التي يواجهها.
وفي 2015، قال كارتر: “أشعر براحة كبيرة مهما يحدث لي، لقد عشت حياة مثيرة، وحافلة بالمغامرة والسعادة”.
واحتفل كارتر بذكرى ميلاده في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في مدينة بلاينز الصغيرة في ولاية جورجيا التي ولد فيها هو وزوجته في الفترة بين الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير، وهي أيضا المدينة التي عادا للإقامة بها منذ أن ترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة.
وأعرب عدد كبير من كبار السياسيين الأمريكيين، أبرزهم زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وحاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول وعضو مجلس الشيوخ رافاييل وارنوك، عن تعاطفهم مع أسرة كارتر مع ورود الأنباء عن توقف علاجه في المستشفى مساء السبت.
ونشر وارنوك تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها: “في مثل هذا الوقت الحزين الذي يستعد فيه للرحيل، أنا متأكد أن الرب معه. أتمنى أن يشعر هو وروزلين وجميع أفراد الأسرة بالراحة والسلام بينما نحيطهم بمحبتنا وصلواتنا”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.