- إيما ساندورز
- بي بي سي
استطاع “متحف “الناشنال بورترية غاليري” البريطاني الاستحواذ على لوحة ماي (أوماي)، التي رسمها الفنان جوشوا رينولدز، بعد جمعه تبرعات بالتعاون مع متحف “غيتي” في الولايات المتحدة.
ونجح المتحف في جمع 25 مليون جنيه إسترليني، وهي نفس القيمة التي جمعها متحف “غيتي”.
وكان جامع مقتيات خاص قد اشترى اللوحة في مزاد علني عام 2001، وعرضها مؤخرا للبيع مقابل 50 مليون جنيه استرليني.
وسوف يجري عرض اللوحة حاليا في متاحف العرض الفنية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة تحت ملكية مشتركة.
وتعد لوحة ماي (أوماي) على نطاق واسع واحدة من أروع اللوحات التي رسمها رينولدز، الذي يوصف بأعظم فناني بريطانيا.
وكانت الحكومة البريطانية قد فرضت حظرا على خروج اللوحة من البلاد منعا لبيعها في الخارج.
وقال نيكولاس كولينان، مدير متحف “الناشنال بورترية غاليري” : “لوحة ماي الفريدة التي رسمها رينولدز تعد أهم عملية استحواذ قام بها المتحف الوطني للصور على الإطلاق، وأكبر عملية استحواذ قامت بها المملكة المتحدة، إلى جانب لوحات الرسام الإيطالي تيشان التي استحوذ عليها المتحف الوطني والمتاحف الوطني في اسكتلندا في عامي 2009 و2012”.
“مهمة على نحو فريد”
يستطيع الجمهور مشاهدة اللوحة الفريدة في متحف الناشنال غاليري في العاصمة لندن بعد إعادة افتتاحه في 22 يونيو/حزيران.
وسوف تُعرض اللوحة في متاحف أخرى في شتى أرجاء المملكة المتحدة، من بينها متحف “ذا بوكس” في بليموث.
كما سيجري عرض اللوحة لأول مرة في الولايات المتحدة في متحف “جيه بول غيتي” في عام 2026، بما في ذلك الفترة التي تستضيف فيها لوس أنجليس دورة الألعاب الأولمبية عام 2028.
وأعرب كولينان عن شكره لجميع من ساهموا وتعاونوا في صفقة الشراء مع “غيتي” لتمتعهم بـ “رؤية مكّنت الانضمام معنا في شراكة استراتيجية ابتكارية ضمنت دخول هذه اللوحة ذات الأهمية الفريدة إلى الملكية العامة لأول مرة، بمناسبة الذكرى الـ 300 لميلاد رينولدز، بحيث يشاهدها الجميع ويستمتعون بجمالها”.
واللوحة لشخص يدعى ماي، معروف باسم “أوماي” في إنجلترا، وهو من جزيرة راياتيا، وهي جزيرة تابعة حاليا لبولينيزيا الفرنسية، وكان قد سافر من تاهيتي إلى إنجلترا برفقة الكابتن جيمس كوك.
وقضى السنوات بين 1774 و1776 في لندن، واستقبله الملوك والنخبة المثقفة، وأصبح من المشاهير.
وعاد ماي إلى وطنه في عام 1777 وتوفي هناك بعد ذلك بعامين.
قلعة هوارد
وقال تيموثي بوتس، مدير متحف جيه بول غيتي: “إن لوحة ماي، لجوشوا رينولدز، ليست واحدة من أعظم روائع الفن البريطاني فحسب، بل هي واحدة من أكثر المظاهر الملموسة والأكثر إقناعا من الناحية المرئية التي تجسد اللقاءات الأولى بين أوروبا وشعوب جزر المحيط الهادئ”.
وأضاف: “تمثل فرصة الشراكة بين غيتي والمتحف، بغية الاستحواذ على هذا العمل وعرضه للجمهور في بريطانيا وكاليفورنيا وشتى أرجاء العالم، نموذجا مبتكرا نأمل في أن يدفع آخرين إلى التفكير فيه بشكل ابتكاري، لإبراز فعالية الشراكات في الأعمال الفنية الكبرى”.
وأعرب المتحف عن شكره لأصحاب اللوحة السابقين على تعاونهم، وشكر القائمين على صالة مزادات “كريستيز” على دعمهم في المفاوضات.
كما أسهم فنانون كبار في حملة التبرعات أمثال السير أنتوني غورملي، وريبيكا سالتر، وريتشارد ديكون، والمؤرخون سيمون شاما، وديفيد أولوسوغا، وسيمون سيباج-مونتيفيوري.
وكان رينولدز أول رئيس للأكاديمية الملكية، وتزين العديد من أعماله جدران المتحف الوطني، وكان قد حصل على وسام فارس من الملك جورج الثالث عام 1769.
وتوفي عام 1792 ودُفن في كاتدرائية القديس بولس.
واحتُفظ باللوحة في المرسم الخاص به في لندن حتى وفاته في عام 1792، واشتراها بعد فترة وجيزة فريدريك هوارد، خامس إيرل لمدينة كارلايل، وظلت معروضة في منزله الريفي، قلعة هوارد، في يوركشاير، بإنجلترا.
وظلت اللوحة هناك حتى عام 2001، عندما اشتراها جامع مقتنيات خاصة في مزاد علني وعرضها للبيع.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.