- برند دبوشمان جونیور
- بي بي سي نيوز – واشنطن
اتهم عضو الكونغرس الأمريكي جورج سانتوس بمجموعة واسعة من المخالفات، من بينها الاحتيال.
فقد واجه المشرّع البالغ من العمر 34 عاما، الذي اعترف بأنه “كاذب”، مزاعم الأكاذيب والاحتيال خلال حياته المهنية القصيرة في الكابيتول هيل.
ومن بين نقاط الجدل التي أثارها المشرع الجمهوري قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، عقارات غير موجودة، ومزاعم احتيال بشأن شهادات جامعية، وغموض علاقته باليهودية.
وقبل فوزه في الانتخابات النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وصف سانتوس نفسه بأنه “التجسيد الكامل للحلم الأمريكي”: مثلي الجنس من المهاجرين البرازيليين الذين ارتقوا إلى المراتب العليا في وول ستريت قبل دخول عالم السياسة.
ومنذ ذلك الحين، سقطت رواية سانتوس عن حياته، باعترافه أن أجزاء كبيرة من قصته كانت مختلقة بالكامل. لكنه يرفض الاستقالة بعد توجيه 13 تهمة له في نيويورك تتعلق باحتيال إلكتروني وغسيل أموال وسرقة أموال عامة.
من هو جورج سانتوس؟
وفقا لسيرة ذاتية نشرتها حملته على الإنترنت، والتي أعيد كتابتها منذ ذلك الحين، فإن سانتوس هو أمريكي ولد في حي كوينز بمدينة نيويورك.
وأشار الموقع إلى أن أجداده “فروا من اضطهاد اليهود في أوكرانيا، واستقروا في بلجيكا، وهربوا مرة أخرى من الاضطهاد خلال الحرب العالمية الثانية” قبل أن يستقروا في البرازيل. وهاجر والداه، المولودان في البرازيل، إلى الولايات المتحدة “بحثا عن الحلم الأمريكي”.
كما ادعى سانتوس أنه تلقى تعليمه في كلية باروخ في مدينة نيويورك قبل أن يصبح “ممولا ومستثمرا متمرسا في وول ستريت” يتمتع بخبرة العمل في شركات مرموقة، بما في ذلك غولدمان ساكس وسيتي غروب.
كما ادعى سانتوس أنه يمتلك 13 عقارا، “عمل بجد من أجلها”، وأن والدته كانت “في مكتبها في البرج الجنوبي” لمركز التجارة العالمي وقت هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وفي أكتوبر/تشرين أول، زعم موقع حملته على الإنترنت أنها نجت من الهجوم، وماتت بعد عدة سنوات.
تم الإشادة بالوافد الجديد نسبيا على السياسة الأمريكية، باعتباره أول جمهوري يصرح بمثليته الجنسية يفوز بمقعد في مجلس النواب لأول مرة، بعد فوزه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
لماذا زيّف سانتوس حياته؟
في 19 ديسمبر/كانون أول، نشرت صحيفة نيويورك تايمز قصة تطرح تساؤلات حول أجزاء كبيرة من سيرته الذاتية، بما في ذلك تعليمه وخبرته في العمل.
ومنذ ذلك الحين، لم تجد منافذ إخبارية أخرى أي دليل على أن أجداده قد فروا من معاداة السامية في أوروبا أو أنه يهودي، على الرغم من التباهي سابقا بكونه “يهوديا أمريكيا فخورا”.
ومنذ التقارير الأولية، اعترف سانتوس بأنه قام بتزييف سيرته، وأنه لم يتخرج من أي جامعة ولم يعمل في غولدمان ساكس وسيتي غروب. وبدلا من امتلاك العقارات في نيويورك، يعيش مع أخته في لونغ أيلاند.
كما تم الكشف عن وفاة والدته في عام 2016.
كما اعترف بأنه أساء تمثيل عقيدته، وقال لصحيفة نيويورك بوست إنه كاثوليكي وإنه قال إنه “يدعم اليهود” بعد أن علم أن عائلته الأم لديها خلفية يهودية.
في مقابلة مع بيرس مورغان، قال سانتوس إنه اختلق سيرته الذاتية وقصة حياته لكسب قبول الناخبين في الدائرة الثالثة في نيويورك.
وقال “لقد كنت كاذبا بشأن هذه الموضوعات وما أحاول أن أنقله إلى الشعب الأمريكي هو أنني ارتكبت أخطاء في السماح بضغوط ما اعتقدت أنه يجب القيام به (حتى يتم انتخابي)”.
لماذا تحقّق البرازيل بشأن سانتوس؟
تتزايد الادعاءات ضد سانتوس، فقد أكدت السلطات في البرازيل أنها تخطط لإجراء تحقيق بشأن تهم الاحتيال الموجهة إلى سانتوس فيما يتعلق بدفتر شيكات مسروق عام 2008.
ووفقا لسجلات المحكمة، أنفق سانتوس حوالى 700 دولار باستخدام اسم مزيف وشيكات مسروقة في مدينة نيتيروي، بالقرب من ريو دي جانيرو. وتم تعليق القضية لأن السلطات البرازيلية لم تتمكن من تحديد مكانه.
وفي بيان أرسل إلى شبكة سي بي إس الأمريكية، قال مدع برازيلي إن أداء سانتوس لليمين كعضو في الكونغرس يعني أن “لديه عنوان معين حيث يمكن استدعاؤه” وأنه يمكن مواصلة القضية.
وبشكل منفصل، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في 29 ديسمبر/كانون أول، أن حملة سانتوس دفعت 11000 دولار لشركة تنظيف “لتأجير شقة للموظفين”، بالإضافة إلى عدد كبير من مدفوعات لا تتجاوز 199.99 دولارا، وهو أقل بمقدار سنت واحد عن المبلغ الذي يتعين معه تقديم فواتير بموجب القانون الفدرالي.
وتشمل نفقات الحملة أيضا 40 ألف دولار للسفر جوا، وهو رقم أشارت الصحيفة إلى أنه “يشبه نفقات مذكورة لقيادات حزبية في الكونغرس، على الرغم من أنه عضو منتخب حديثا كان لا يزال يقدم نفسه للناخبين المحليين”.
ما التالي في حياته السياسية؟
بعد توجيه الاتهامات له، تعهد سانتوس، الذي أدى اليمين في الكونغرس في 3 يناير/كانون الثاني، بأن يسعى لإعادة انتخابه.
ومنذ دخول الكونغرس، شارك سانتوس في رعاية مشروع قانون لجعل أر-15 “البندقية الوطنية للولايات المتحدة”، وكان صوته حاسما في مشروع قانون جمهوري بشأن رفع سقف الديون.
لكنه ظل يعاني من الفضائح المتلاحقة. ففي فبراير/شباط، اتهم ديريك مايرز، وهو موظف سابق، عضو الكونغرس بالتحرش الجنسي، وقال إنه قدّم محضرا للشرطة وأرسل خطابا إلى لجنة الأخلاقيات بالكونغرس يطلب إجراء تحقيق. وقال سانتوس لشبكة سي إن إن إنه نفى صحة هذه المزاعم بنسبة “100٪”.
وفي أعقاب صدور لائحة اتهام ضده، واجه سانتوس دعوات متجددة للتنحي بما في ذلك من زملائه في مجلس النواب في نيويورك.
وقال مارك مولينارو، وهو جمهوري يمثل أجزاء من ولاية نيويورك للصحفيين: “عاجلا أم آجلا، وسواء اختار ذلك أم لا، ستصل إليه الحقيقة والعدالة”.
وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي أكثر حذرا، إذ قال “أعتقد في أمريكا، أنت بريء حتى تثبت إدانتك”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.