تتعرض جزيرة توتي وسط العاصمة السودانية الخرطوم إلى حصار تام تفرضه قوات الدعم السريع، بعد أن سيطرت على الجسر الذي يعتبر المنفذ البري الوحيد لها.
وتسبب الحصار المفروض على الجزيرة بأوضاع إنسانية وصفت بالكارثية بسبب نفاد المواد التموينية والخدمات الطبية.
ويستمر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان في نشر المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها السكان المدنيون منذ اندلاع الاشتباكات في الخامس عشر من نيسان / أبريل الماضي.
“نداء استغاثة”
فقد نشر حساب منبر المغردين السودانيين تغريدة معنونة بنداء استغاثة، ذكر فيها أن قوات الدعم السريع تمنع الدخول والخروج بشكل تام إلى الجزيرة بعد سيطرته على الجسر، الأمر الذي “تسبب بأوضاع إنسانية كارثية، وشح في المواد التموينة والخدمات الطبية وتوفر الأغذية للسكان”.
ووصل الأمر إلى حد مواجهة صعوبة كبيرة في دفن الموتى، حيث ذكر الحساب أن المركز الصحي الوحيد في الجزيرة، ويعمل بإمكانيات متواضعة حاليا، يفتقد للمساعدات الطبية، كما تفتقر الصيدليات للأدوية وبخاصة الأدوية الأساسية.
كما نشر “محامو الطوارئ” (وهي منظمة مجتمع مدني) بياناً بخصوص الحصار المفروض على الجزيرة، جاء فيه أن الحصار مستمر لليوم الثامن على التوالي، وأن الدعم السريع يُحكم حصاره من خلال إغلاق جسر توتي، بالإضافة إلى إطلاق النار على كل من يقترب من ضفاف النيل ويحاول الخروج من الجزيرة.
وذكر البيان أن القوات أطلقت النار على أحد عمال “الكمائن” مما أدى إلى وفاته، كما منعوا دفن الموتى في مقابر “حلة حمد” واضطر الأهالي لدفن موتاهم في الجزيرة، كما حرمت قوات الدعم السريع خروج الحالات المرضية الحرجة والوصول للمستشفى.
وناشد محامو الطوارئ في بيانهم قوات الدعم السريع بفتح ممرات آمنة واحترام مبادئ القانون الدولي، محذرين من تفاقم الوضع الإنساني بسبب نفاد الأدوية من الصيدليات، وشح المواد الغذائية وخصوصاً الدقيق، الأمر الذي يُنذر بكارثة تتحمل عواقبها قوات الدعم السريع حسب وصفهم.
مناشدات عبر وسائل التواصل
ولجأ ناشطون في مناهضة الاقتتال في السودان إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن صعوبة الأوضاع المعيشية التي يمر بها سكان الجزيرة، عبر وسوم مثل #توتي_تحت_حصار_الجنجويد ، و #توتي_تستغيث ، هذا بالإضافة إلى الوسوم العامة مثل #لا_للحرب_في_السودان و #رصد_جرائم_الحرب.
وفسّر مغردون أن الدعم السريع “يضغط على المواطنين بكل الطرق الوحشية”، واعتبر عموري في تغريدته أن القوات تستخدم معاناة المواطنين ورقة ضغط على القوات المسلحة وفق تعبيره”.
وانتقد حسان حصار قوات الدعم السريع للجزيرة، الذي وصفه متهكماً بأنه “سعي واضح ومباشر لجلب الديمقراطية والمدنية”، منتقداً من يغض الطرف عن الحصار.
واعتبرت الكاتبة السودانية رؤى أن قائد قوات الدعم السريع يدّعي التزامه باتفاقية جدة وبتقديم المساعدات الإنسانية، بينما تنتهك قوات الدعم “كل حقوق الإنسان”.
وذكر أحد المغردين أن تجار الجزيرة كانوا سابقاً يتمكنون من الحصول على المواد بعد معاناة، كما كانت قوات الدعم تصادر نصف المواد قبل السماح بإدخالها، لكن “الوضع ماشي لأسوأ” حسب تعبيره بعد فرض الحصار.
ونشر حساب قوات الدعم السريع على تويتر مقطع فيديو مع وصف يقول إن “مواطنين يُشيدون بدور القوات في تقديم المساعدات الإنسانية والوقوف إلى جانب الشرائح الضعيفة”، ليرد عليه محمد ياسين بالتذكير بحصار الجزيرة المستمر، متسائلاً عن الإنسانية التي تتحدث عنها القوات.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.