تونس.. ترياق من سم الأفاعي يعالج أمراض العيون
أخبار العالم

تونس.. ترياق من سم الأفاعي يعالج أمراض العيون


دواء من سمّ الأفاعي

وقالت أريج المسعدي في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” إنّ الدواء عبارة عن بروتين مشتق من سمّ أفعى موجودة في تونس ويمكن استخدامه في علاج بعض أمراض تشوش الرؤية وإصابات الشبكيّة التي يعاني منها مرضى السكري وكبار السن وأمراض العيون المصحوبة بتكوين فوضوي للأوعية الدموية.

وأكّدت الباحثة أن الدواء المخترع سيسمح بعلاج أنواع مختلفة من أمراض العيون المرتبطة بالتكوين الفوضوي للأوعية الدموية ويمكن أيضا استخدامه لعلاج الأورام السرطانية بعد إجراء مزيد من الاختبارات المتخصصة أكثر في هذا المجال.

وأوضحت المسعدي أنها “قامت بتجربة الاختراع الجديد على الحيوانات في المرحلة ما قبل السريريّة وأثبت نجاعة كبيرة بعد أن تبين لفريق البحث أن البروتين المطور من سم الأفعى يمكن استخدامه وحده أو في إطار علاج مزدوج مع أدوية موجودة حاليا ولكن لا يستجيب لها 30 بالمئة من المرضى بحسب الدراسات، وأنه تم قبول براءة الاختراع في اليابان وأميركا لأن الدواء الحالي يعرف مقاومة كبيرة لدى المرضى يمكن للدواء الجديد إنهائها”.

و تقول الباحثة إن تجاربها في المرحلة ما قبل السريرية أثبتت أن مشاركة الترياق الجديد مع العلاجات الموجودة في سوق الأدوية سمحت بنتائج إيجابية جدا و جدوى أعلى للعلاج، مشيرة إلى أن أمراض العيون بسبب فوضى الأوعية الدموية تنتشر في تونس لدى فئات عمرية مختلفة بسبب مرض السكري الذي ينتشر في البلاد بمؤشرات تفوق المعدل العالمي.

في الطريق إلى التسويق

طورت المسعدي اختراعها في مخابر معهد باستور بالشراكة مع معهد العلوم في فرنسا ثم تولت شركة دولية اقتناء براءة هذا الاختراع لمزيد من تطويره و تجريبه سريريا، على أن تبقى ملكية معهد باستور تونس للدواء في حدود الـ40 بالمئة.

و أوضحت المسعدي أن الدواء الذي تحصلت على براءة اختراعه مستخرج من سم نوع من الأفاعي تعتبر من التراث البيولوجي التونسي حيث لا تعيش إلا في تونس وفي بيئة متوسطية ، و بعد تجربته على حيوانات داخل المخبر أثبت نجاعته، خاصة و أن هذه الحيوانات لا تطور أمراض العيون المعنية بالعلاج تلقائيا، بل تمت تجربة نفس الأمراض البشرية عليها ثم تجربة الاختراع في مرحلة تسمى علميا التجارب ما قبل السريرية قبل المرور إلى التجارب السريرية التي ستتم بالتعاون مع شركة تطوير أدوية فرنسية على مركب كيميائي له نفس مكونات جزيئات سم الأفعى الذي انطلقت منه تجاربها وستستغرق في حدود العامين لأن ما يتعلق بالصحة البشرية يتطلب الكثير من الدقة و التجارب.

سنوات من البحث

وقالت المسعدي البالغة من العمر 46 عاما إن عملها على سم الأفاعي انطلق في إطار فريق بحث في معهد باستور منذ سنة 2001 و إنها تخصص كامل وقتها للأبحاث داخل المخبر بعد أن تحصلت على الدكتوراه في الطب بيطري من تونس ثم تخصصت في علم الأدوية و تابعت دراسات معمقة في علوم الدواء التجريبية بالجامعات الفرنسية .

وأشارت أن معهد باستور تونس يعرف بمخبره المتطور المتخصص في علوم السموم الذي يقدم تجارب تطبيقية هامة و معارف دقيقة على استخدامات سم الأفاعي و أنواعها و ميكانيزمات عملها على مستوى الخلايا و سبق و أن قدم علاجات مختلفة بالارتكاز على سم الأفاعي و طور أبحاثا بخصوص دواء علاج الضغط العالي المستخرج أساسا من سم ثعبان برازيلي.





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *