تغريهم بفوائد مرتفعة.. لماذا تسعى آبل خلف ودائع زبائنها؟
أخبار العالم

تغريهم بفوائد مرتفعة.. لماذا تسعى آبل خلف ودائع زبائنها؟



ورغم إطلاقها للعديد من الخدمات المالية المرتبطة بالدفع الإلكتروني في السابق مثل Apple Pay وApple Card، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن تقدم آبل على خطوة، تمنح من خلالها المستخدمين إمكانية إنشاء حساب توفير يمنح فوائد مرتفعة.

فقد أعلنت آبل منذ أيام أنه بات بإمكان مستخدمي آبل كارد في أميركا الاستفادة من خدمتها الجديدة، التي تتيح لهم إنشاء حساب توفير، يساعدهم في ادخار أموالهم مع إمكانية الاستفادة من نسبة عائد سنوية، تبلغ 4.15 في المئة وهو معدل أعلى بعشر مرات من متوسط العائد الوطني الأميركي على حسابات التوفير والبالغ 0.35 في المئة.

وخدمة إنشاء حساب توفير من آبل، تم الإعلان عنها في الأشهر الأخيرة من عام 2022، إلا أن الشركة واجهت العديد من المشكلات اللوجستية التي أخرت عملية إطلاق هذا المنتج المالي، الذي سيجعل من الشركة منافساً محتملاً للمصارف والبنوك.

منافسة المصارف

ويقول المستشار المالي والمصرفي بهيج الخطيب في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه في الوقت الحالي لا يمكن القول إن شركة آبل باتت منافساً للمصارف والبنوك، وذلك لسبب واضح وهو أن صانعة الآيفون تعاونت مع مصرف Goldman Sachs لإطلاق خدمتها المالية الجديدة، وهو ما أشارت إليه الشركة صراحة عند الإعلان عن منتجها الجديد، بالقول إنه يمكن لمستخدمي Apple Card الاستفادة من حساب توفير من Goldman Sachs، لافتاً إلى أن تحول آبل إلى شركة مصرفية يحتاج للكثير من الإجراءات والتراخيص ولكنه أمر غير مستبعد.

 آبل مجرد واجهة

ويؤكد الخطيب أن ما لا يدركه عدد كبير من الأشخاص، هو أن جميع الخدمات المالية التي قامت بتقديمها آبل في السابق كانت تتم عبر تعاون الشركة مع مصارف وبنوك عالمية، ففي الوقت الذي يتم فيه التسويق على أن آبل هي صاحبة هذه الخدمات، تكون الحقيقة هي أن آبل مجرد واجهة لمؤسسات مالية ضخمة تعمل في الخلفية، مشيراً الى أن احتمال أن تتحول آبل من شريك للمصارف إلى منافس، هو أمر محتمل ولكن ليس حالياً حيث ستأتي هذه الخطوة بعد تثبيت آبل لمسارها في هذا المجال.

إغراء الفائدة

ويضيف الخطيب أن أي منتج مالي جديد لكي يحقق النجاح، يحتاج لعناصر تجذب المودعين، ومن هنا يمكن فهم سبب منح حساب التوفير من آبل نسبة عائد مرتفعة تصل إلى 4.15 سنويا، حيث يعتبر هذا الأمر بمثابة إغراء يساعد في نجاح الخدمة الجديدة، مشدداً على أن نسبة الفائدة التي يمنحها حساب آبل غير محصورة في الشركة، بل هناك الكثير من المصارف الأميركية التي تمنح المودعين نسب فوائد مماثلة، أو حتى أعلى مثل مصرف CIT الذي يمنح نسبة عائد تصل إلى 4.75 سنويا.

ماذا ستفعل آبل بأموال المودعين؟

ويلفت الخطيب إلى أن آبل لجأت أيضاً ولتشجيع الناس على إيداع أموالهم معها، إلى جعل خدمتها دون رسوم وقيود ودون حد أدنى للإيداعات أو للرصيد، مع إمكانية اكتساب نقاط يمكن تحويلها إلى مبالغ نقدية، مشيراً إلى أن استفادة آبل من هذه الأموال لن تكون حالياً، بل في مرحلة لاحقة عندما يصبح حجم السيولة التي جمعتها من أموال المودعين كبيراً، لتستخدمها في استثمارات ومشاريع خاصة تعود عليها بالأرباح، تماما كما تفعل المصارف والمؤسسات المالية بودائع زبائنها.

تنويع مصادر الدخل

من جهته يقول الكاتب في شؤون التكنولوجيا ألان القارح في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن أي شخص يتابع آبل منذ سنوات، لن يفاجأ بحقيقة التحول الذي تقوم به نحو قطاع الخدمات وخاصة الخدمات المالية، وهو نهج توسعت فيه الشركة في السنوات الأربع الأخيرة، فصحيح أن آبل تربح مليارات الدولارات من بيع الهواتف والأجهزة الإلكترونية، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث تحقق الشركة أيضاً مليارات الدولارات كعوائد من الخدمات التي توفرها وهذا ما يسمح لها بتنويع مصادر دخلها وعدم الاعتماد على مصدر دخل واحد.

ثنائية ناجحة

وبحسب القارح فإن خدمة حساب التوفير من آبل هي خدمة مكملة لـ Apple Card والخدمات المالية الأخرى التي تقدمها الشركة، وستشكل جزءاً مهماً من أرباحها، حيث إنه وفي حال تراجعت مبيعات آيفون أو المنتجات الأخرى تكون لدى الشركة مصادر عديدة أخرى لتحقيق الأرباح، متوقعاً أن تحقق الخدمة الجديدة نجاحاً كبيراً بسبب قدرة الجذب والإقناع التي تمتلكها آبل خاصة في السوق الأميركية، وبالتالي فإنها ومصرف Goldman Sachs سيشكلان ثنائية ناجحة في عالم المنتجات المصرفية، يمكن أن تتطور في السنوات المقبلة.





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *