تراجعت أسعار النفط العالمية إلى أدنى مستوياتها في تسعة أشهر، رغم المخاوف من زيادة الأسعار بسبب الصراعات في أوكرانيا والعراق.
وتراجع سعر خام برنت ليصل إلى 103.70 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
وفي شهر يوليو/تموز الماضي، بلغ سعر النفط أعلى مستوى له في تسعة أشهر، حيث وصل إلى 115.71 دولار للبرميل، بسبب العنف في العراق.
وأدى الانخفاض الحالي في الأسعار إلى زيادة الطلب من قبل الدول الغنية.
ومن المقرر أن يصدر العراق نحو 2.4 مليون برميل يوميا من خام البصرة الخفيف في سبتمبر/أيلول، مقارنة بـ 2.2 مليون برميل يوميا خلال الشهر السابق.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة في بيان لها يوم الثلاثاء “أسعار النفط تبدو هادئة بشكل مخيف في مواجهة تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي تمتد إلى مساحة كبيرة بشكل غير معتاد من العالم المنتج للنفط”.
وأشارت الوكالة إلى أنه بالرغم من استمرار التوترات في العراق والقتال في أوكرانيا، إلا أن هناك مصادر أخرى للنفط، مثل الولايات المتحدة وليبيا والمملكة العربية السعودية.
وأضافت “السوق الأطلنطي مزود بالنفط بشكل جيد لدرجة أن هناك تقارير تشير إلى أن ليبيا تجد صعوبة في العثور على مشترين للنفط”.
وكان يعتقد أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب دعمها للمتمردين في أوكرانيا قد يؤثر على توزيع النفط.
إيقاف الصنابير
وقالت الوكالة الدولية للطاقة “يبدو أن هناك حالة من التوافق في هذه الصناعة للدرجة التي لا تجعل للعقوبات أي تأثير ملموس على إمدادات النفط على المدى القريب”.
وقال مالكولم بركن، محلل متخصص في مجال النفط، إنه لا داعي للقلق بشأن النفط الروسي، مشيرا إلى أن وقت الاختبار الحقيقي قد مضى بالفعل.
وأضاف “أزمة القرم لم تجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرقل إمدادات النفط، ونفس الأمر ينطبق على أزمة دونباس. النفط الروسي يتدفق للغرب، وبوتين في حاجة إلى أموالنا أكثر مما نحتاج نفط بلاده، وهو ما يحد من خياراته أكثر منا”.
وقال بركن “روسيا هي أكبر منتج للنفط في العالم، بأكثر من 10 مليار برميل يوميا أو ما يعادل 13 في المئة من إمدادات النفط في العالم”.
وأضاف “إغلاق الصنابير الروسية من شأنه أن يسبب صدمة نفطية في الغرب، كما سيؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار واضطراب كبير، ولاسيما في ألمانيا، فضلا عن أنه سيؤدي إلى إفلاس روسيا”.
وتتزايد المخاوف أيضا إزاء ما يحدث في العراق.
وقالت أمريتا سين، محللة بارزة في مجال النفط بمؤسسة “إنرجي اسبكتس”، لبي بي سي “لا نتوقع أن يؤثر الصراع الجالي على صادرات النفط من جنوب العراق، والتي تشكل الجزء الأكبر من الصادرات العراقية، إذا لا تزال حقول النفط بعيدة عن القتال الدائر حاليا”.
وأضافت “ثمة احتمال ضعيف للغاية بتأثر الصادرات الجنوبية، وفي حال حدوث ذلك فمن المرجح أن ترتفع أسعار النفط بشكل حاد، وربما يصل سعر البرميل إلى 130 دولار أو أكثر”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.