كما بُث البرنامج أيضا بدون مقدمته الموسقية وشارة البداية، وبدأ بقراءة رسوم غرافيكية لـ “بريميير ليغ هايلايتس” قبل عرض مقاطع من مباراة بورنموث ضد ليفربول، وعوض صوت الجماهير التعليق المعتاد.

واعترف ديفي أنه كان “يوما صعبا” بالنسبة لبي بي سي، بيد أنه أكد “أننا نعمل بجد لحل الموقف”.

وقال ديفي في مقابلة مع بي بي سي: “النجاح بالنسبة لي هو إعادة غاري إلى البث المباشر، ونحن معا نقدّم للجماهير تغطية رياضية عالمية المستوى، كما أقول، أنا آسف لأننا لم نتمكن من تقديمها اليوم”.

وقال ديفي إنه “لن يستقيل على الإطلاق”ـ مؤكدا أنه لم تكن هناك أي محاباة لأي حزب سياسي، وسط اتهامات من أحزاب المعارضة بأن المديرين التنفيذيين في بي بي سي، رضخوا لضغوط رئيس الحكومة والوزراء بشأن تغريدة انتقدت الحكومة.

وقال ديفي إنه طُلب من لينيكر “التراجع” بعد “تورطه في الأمور السياسية الحزبية”. وأضاف أنه مستعد لمراجعة قواعد الحياد للموظفين المستقلين مثل لينيكر.

ونُقل عن ابن لينيكر، جورج، في صنداي ميرور، قوله إنه يعتقد أن والده سيعود لتقديم البرنامج. رغم ذلك، قال جورج “إنه (لينيكر) لن يتراجع أبدا عن كلمته”.

وعلّق لينيكر على مشروع “قانون الهجرة غير الشرعية” يوم الثلاثاء، واصفا إياه بأنه “سياسة قاسية بشكل يتجاوز أي مقياس، تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفا بلغة لا تختلف عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات”.

وأثار تعليقه يوم الجمعة جدلا أوسع حول حيادية بي بي سي وسياسة الحكومة الخاصة باللجوء، وموقف رئيس المؤسسة ريتشارد شارب.

كما أدى إلى يوم غير مسبوق من الاضطرابات في التغطيات الرياضية في بي بي سي، مع طاقم عمل يضم بعضا من الوجوه والأصوات المعروفة.

وفي يوم كان من المفترض أن تُعرض برامج كرة القدم من الصباح إلى المساء على التلفزيون والراديو، اضطرت بي بي سي إلى إعادة بث البرامج أو تشغيل البودكاست على راديو “5 لايف” لسد الثغرات على الهواء.

كان من المقرر بث تغطية كرة القدم في الظهيرة، ولكنها ألغيت عندما قام المقدّم أليكس سكوت، قبل ساعة ونصف الساعة من الموعد المقرر لبدء العرض، بالتغريد قائلا إنه “لا يبدو أنه من المناسب المضي قدما في العرض اليوم” .

كما ألغي بث “فاينال سكور” أيضا، عندما قال المقدّم جايسون محمد لبي بي سي إنه يرفض التقديم.

وألغي برنامج “فايتينغ توك” الصباحي العادي الذي يبثه “راديو 5 لايف” عندما قاطعه طاقم العمل، وقال المقدّم كولين موراي إن القرار “اتخذه الجميع.. الفريق وأنا”.

ولم يجد المشجعون، الذين يتابعون أحداث ما بعد الظهيرة على التلفزيون، أمامهم إلا إعادات لـ”بارغاين هانت” و”ذا ريباير شوب” . وفي مرحلة ما، لجأت “لايف 5” إلى إعادة تشغيل المواد القديمة المسجلة مسبقا.

قبل بث “ماتش أوف ذا داي” على بي بي سي، قال المقدّم للمشاهدين “نأسف لأننا غير قادرين على عرض ماتش أوف ذا داي، بما في ذلك التعليق الليلة”.

هناك أسئلة رئيسية تحيط بالتغطية المخطط لها يوم الأحد، وما إذا كان بإمكان بي بي سي عرض “ماتش أوف ذا داي 2” مع مارك تشابمان على شاشات التلفزيون. وتغيّب المقدّم عن البث الإذاعي يوم السبت.

ووصف رئيس الوزراء، ريشي سوناك، لينيكر بأنه “مقدّم برامج موهوب” في بيان مساء السبت، لكنه أضاف أن الخلاف ليس من اختصاص الحكومة.

وقال “بصفتي رئيسا للوزراء، علي أن أفعل ما أعتقد أنه صحيح، مع احترام آراء الجميع الذين لن يوافقوا على الدوام. لهذا السبب كنت صريحا في مقاربتي لوقف القوارب”.

“كان غاري لينيكر لاعب كرة قدم رائعا ومذيعا موهوبا. آمل أن يُحل المشكل الراهن بين غاري لينيكر وبي بي سي في الوقت المناسب، لكن الأمر يخصهم حقا وليس الحكومة”.

وقال متحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام والرياضة إن “القضايا الفردية هي من اختصاص بي بي سي”.

وهاجمت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان ووزيرة الثقافة لوسي فريزر المذيع لتلميحه إلى مقارنة بين لغة الحكومة وألمانيا النازية.

وقالت برافرمان إن المقارنة النازية التي استخدمها لينيكر كانت “بليدة وغير مفيدة”.

وقد أعرب كبار السياسيين من حزب العمال عن دعمهم للينيكر، بما في ذلك كير ستارمر. وقال إن الحكومة يجب أن تركز على إصلاح نظام اللجوء بدلا من “التذمر” بشأن لينيكر، واتهم رؤساء البي بي سي بالانصياع لضغوط الوزراء.

دعا زعيم الديمقراطيين الليبراليين، إد ديفي، رئيس بي بي سي ريتشارد شارب إلى التنحي، قائلا إن الخلاف كشف “الإخفاقات في قمة” المؤسسة.

وأضاف “نحن بحاجة إلى قيادة في بي بي سي تتمسك بقيمنا البريطانية المثيرة للفخر، ويمكنها أن تصمد أمام السياسات المضطربة باستمرار وأساليب التنمر التي يتبعها المحافظون”.

في وقت سابق يوم السبت، قال غريغ دايك، الذي عمل مديرا عاما بين عامي 2000 و2004، إن بي بي سي “قوّضت مصداقيتها” بشأن تعاملها مع الخلاف.

وأشار إلى الجدل الدائر حول شارب، مضيفا أن خطوة لينيكر يمكن أن تخلق الانطباع بأن “بي بي سي رضخت لضغوط الحكومة”.

تجري مراجعة مستمرة بشأن تعيين شارب كرئيس لشبكة بي بي سي، في التحقيق فيما إذا كان قد فشل في الكشف بشكل صحيح عن تفاصيل مشاركته في تسهيل ضمان قرض قيمته 800 ألف جنيه إسترليني لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. ونفى شارب أي تورط في ترتيب قرض لجونسون.

كما تجري بي بي سي أيضا مراجعة داخلية خاصة بها بشأن أي تضارب محتمل في المصالح، قد يكون لشارب في منصبه الحالي كرئيس لبي بي سي.

وقد دعا روجر موسي، الرئيس السابق لقناة بي بي سي ومدير الرياضة، شارب إلى الاستقالة، وقال إن رئيس مجلس الإدارة “أضر بمصداقية بي بي سي”.

رغم ذلك، كان البعض الآخر أكثر دعما لأعمال بي بي سي. وقال ريتشارد آير، المراقب السابق لسياسة التحرير في المؤسسة، يوم الجمعة إن بي بي سي “ليس لديها خيار” سوى اتخاذ إجراء ضد لينيكر.

وقال إن المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي “حاول بوضوح” التوصل إلى اتفاق مع لينيكر لكنه فشل، مضيفا “من المحتم الآن بعد عدم إقالته فعليا ولكن إقالته مؤقتا على الأقل، أن بي بي سي ستتعرض لسيل من الانتقادات التي تقول إنها تعمل بأمر من الحكومة”.

قدّم لينيكر “ماتش أوف ذا داي” منذ عام 1999 وهو النجم الأعلى أجرا في بي بي سي، حيث كسب حوالى 1.35 مليون جنيه إسترليني في 2020-21. ويعمل لينيكر في بي بي سي بشكل مستقل.

من المتوقع أن يبقى موظفو بي بي سي محايدين في الأمور السياسية ويجب عليهم اتباع إرشادات صارمة لوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هناك جدل كبير حول كيفية تطبيق ذلك على الموظفين خارج الأخبار.