علقت صحيفة الفايننشال تايمز على الأزمة التي تعاني منها بعض البنوك في مقال افتتاحي تحت عنوان “كريدي سويس يقع فريسة لأزمة ثقة”.
وقالت الصحيفة إنه في أسبوع واحد، وقعت أزمتان مصرفيتان مختلفتان بشكل كبير، على جانبي المحيط الأطلسي.
وأشارت إلى أن المتاعب التي يعاني منها المصرف السويسري، البالغ من العمر 167 عاماً، تبدو مختلفة تماماً عن تلك التي عانى منها بنك سيليكون فالي الأمريكي.
ولكن، بحسب الفايننشال تايمز، يسلط مصير كلا المصرفين الضوء على هشاشة الأسواق المالية، حيث الأزمات تتعلق بالثقة.
ورأت الصحيفة أن فشل بنك سيليكون فالي قد يكون إلى حد كبير، نتيجة الخطأ الأساسي المتمثل في عدم إدارة مخاطر أسعار الفائدة بشكل صحيح.
وتابعت بالقول إن كريدي سويس ليس في الموقف ذاته، لأسباب ليس أقلها أنه بصفته مصرفا عالميا مهما على مستوى النظام، فهو يخضع لقواعد صارمة للسيولة ورأس المال، ولاختبارات ضغط من جانب الهيئات التنظيمية، وليس هذا هو الحال بالنسبة لمصرف سيليكون فالي.
واعتبرت الصحيفة أن القرار الأمريكي بإعفاء سيليكون فالي وأمثاله من القواعد التي صيغت في أعقاب الأزمة المصرفية الكبرى الأخيرة، كان خطأ.
وقالت إنه كان يمكن لبيان كريدي سويس الذي صدر هذا الأسبوع حول تقاريره المالية أن يعد، في أي وقت آخر، مجرد مرحلة متعثرة أخرى، مشيرة إلى أن الأمور تدهورت بعد قرار مساهم رئيسي – البنك الوطني السعودي – وقف الاستثمار في المصرف السويسري.
وإن السبب الرئيسي وراء اعتماد كريدي سويس على “هؤلاء المساهمين الذين لا يمكن التنبؤ بهم هو أن قاعدة المستثمرين الأكثر تقليدية فقدت صبرها بسبب التدفق المستمر للأخبار السيئة”.
وكذلك فعل المودعون، وفقاً للصحيفة، لا سيما في قطاع إدارة الثروات الكبيرة. فقد خرج 111 مليار فرنك سويسري من المصرف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022.
وقالت الصحيفة إن كريدي سويس يخطط لإعادة هيكلة وإن دعم المصرف المركزي السويسري ساهم ليس فقط في تعزيز الموقف المالي، بل كان إشارة مهمة للأسواق.
لكنها أضافت أن المستثمرين لا يزالون بحاجة إلى أن يقتنعوا بشأن الإستراتيجية العامة لبنك كريدي سويس، أو حتى لرؤية الكثير من التفاصيل حول إعادة الهيكلة التي تعتبر حتى الآن “غامضة للغاية ومكلفة وغير حاسمة”.
ورأت الصحيفة أن مثل هذا النهج لا يفعل الكثير لكسب الثقة، وهذا هو الأهم في أسواق اليوم.
لماذا تلعب الصين دور الوسيط في حرب أوكرانيا؟
وننتقل إلى الإندبندنت ومقال للكاتبة ماري ديجيفسكي عن الوساطة التي تقوم به الصين في حرب أوكرانيا.
وقالت ديجيفسكي إنه مع مرور عام على غزو أوكرانيا، وفي الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وبريطانيا والأوروبيين لعام آخر من الحرب، خرجت الصين بخطة سلام.
وأشارت إلى أنه بالرغم من الرفض الغربي في البداية للخطوة الصينية، لم تختف الورقة الصينية المكونة من 12 نقطة فحسب بعد مرور أسابيع قليلة.
وقالت إن هناك تقارير تفيد بأنه يتم النظر إليها على الأقل في باريس وبرلين، وربما حتى في واشنطن.
والأهم من ذلك، وفق ما ذكرت الكاتبة، أن كييف لم ترفضها من قبل، بل أبدت ما وصف بأنه “ترحيب حذر”.
وأضافت أنه من المتوقع أن يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو الأسبوع المقبل، مع عقد اجتماع “عن بعد” مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قبل زيارة روسيا بقليل أو بعدها.
ورأت ديجيفسكي أن ذلك قد يمثل تحولاً كبيراً. ولفتت إلى أنه لم يكن هناك اتصال رسمي بين أوكرانيا وروسيا، أو في الواقع أي اتصال معروف حتى من خلال وسطاء، منذ محادثات اسطنبول قبل عام تقريبًا.
وتحدثت الكاتبة عن مزاعم حول انهيار تلك المحادثات بسبب تدخل رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون، بتعليمات من الولايات المتحدة.
وعرضت الكاتبة بعض ما جاء في ورقة الوساطة الصينية ورأت أنه من الناحية العملية، تدعو الصين إلى استئناف الحوار المباشر “في أقرب وقت ممكن” بهدف الوصول “في نهاية المطاف” إلى “وقف شامل لإطلاق النار”.
كما تناشد مبادرة الصين أطراف النزاع والدول الأخرى المساعدة في تهيئة الظروف اللازمة لحدوث ذلك – وكل ذلك يبدو مهمة صعبة للغاية، وفق ما ذكرت ديجيفسكي.
لكنها أضافت قائلة إنه قد يكون من المفيد إعطاء مبادرة الصين مصداقية أكثر بقليل مما تلقته حتى الآن، على الأقل في الغرب.
هذا لأنه، بحسب الكاتبة، مع وجود الحرب التي مضى عليها عام واحد والتي لا يبدو أنها قريبة من الحل، قد تظهر الكثير من المصالح المتباينة.
وأشارت إلى أن الحرب منحت فرصا لبكين ربما ظلت بعيدة جدا عنها، في أحسن الأحوال.
وأضافت أن الحرب عززت أمن طاقة الصين ومنحتها منطقة نائية أكثر ودية في وقت تشعر فيه أن أمنها البحري يتعرض لتهديد من الولايات المتحدة.
كما سمحت للرئيس الصيني، بحسب ديجيفسكي، بالاستعراض بصفته المدافع العام عن كتلة غير غربية تُعرف أيضا باسم “الجنوب العالمي”.
وقالت ديجيفسكي إنه مع ذلك، في حال إحراز تقدم، يجب أن يُنظر إلى مبادرة الصين على أنها مقدمة لنظام دولي جديد بالكامل.
هل تصمد الولايات المتحدة أمام هجوم نووي من كوريا الشمالية؟
ننتقل إلى صحيفة التايمز وتقرير للكاتب مايكل إيفانز يتناول قدرة الولايات المتحدة على الصمود أمام ترسانة الصواريخ البالستية التي تستعرضها كوريا الشمالية.
وانطلق اختبار كوريا الشمالية الأخير لصاروخ بالستي عابر للقارات قبل أيام على اجتماع قادة كوريا الجنوبية واليابان في طوكيو.
وقال إيفانز إن توقيت اختبار الصاروخ القادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، جاء بمثابة استفزاز.
وقد سقط الصاروخ في البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان.
وقال الكاتب إن عرض 11 صاروخًا بالستيًا عابرًا للقارات من طراز “هواسونغ – 17” أمام أعين زعيم كوريا الشمالية الشهر الماضي، أثار الشكوك حول قدرة الولايات المتحدة على الصمود في وجه ضربة نووية من قبل كوريا الشمالية.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تكون هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية متعددة، الأمر الذي يشكل تحديا كبيرًا للصواريخ الاعتراضية الموجودة في في ألاسكا وكاليفورنيا، للرد على “ضربة محدودة” لصاروخ باليستي عابر للقارات من كوريا الشمالية أو إيران.
وأضاف قائلاً إن قدرة هذا العدد الصغير المطمئن على التعامل مع ضربة من كوريا الشمالية هو الآن موضع تساؤل. وتحدث عن إشارة بعض خبراء الصواريخ النووية غير الحكوميين في الولايات المتحدة، إلى أن هجوما جماعيا من كوريا الشمالية بواسطة 11 صاروخًا من طراز “هواسونغ – 17، قد يغمر صواريخها الاعتراضية.
ونقل الكاتب عن أحد هؤلاء الخبراء قوله إنه تم اختبار الصواريخ الاعتراضية مرة واحدة فقط في الليل وفشلت، وإن ذلك يثبت أن النظام لا يمكن أن يعمل بكفاءة في الظلام ويحتاج إلى الشمس لتتبع جسم معادية تحمل رأساً نوويا.
وأضاف أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك مشككاً في ضمان عمل أنظمة هذه الصواريخ الاعتراضية.
وقال الكاتب إن الدفاع الصاروخي لا يتعلق فقط باعتراض الرؤوس الحربية القادمة، بل بالتخطيط الاستراتيجي للولايات المتحدة أيضا.
وأكد الحاجة إلى نهج أكثر شمولية للتعامل مع التهديد النووي من كوريا الشمالية يتضمن جمع المعلومات الاستخباراتية وإرسال التحذيرات لبيونغيانغ، وإذا لزم الأمر، اتخاذ إجراءات استباقية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.