وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، نقلته وكالة “أذرتاج”: “بدأت عمليات لمكافحة الإرهاب في المنطقة”، مضيفة أنها تستخدم “أسلحة عالية الدقة عند الخطوط الأمامية وفي العمق”، ولا تستهدف المدنيين ولا البنية التحتية، وإنما الأهداف العسكرية المشروعة فقط.
وأشارت باكو، إلى أنها أبلغت روسيا وتركيا بشأن عملية مكافحة الإرهاب في ناغورني كاراباخ، والدولتان على علم بما يجري.
وروسيا هي الضامن لاتفاق السلام الهش الذي أنهى حرب 2020 بين أذربيجان وأرمينيا.
ووقعت هذه التطورات الدامية بعد يومين من حديث رئيس الوراء الأرمني عن احتمال التوصل لاتفاق سلام قريب بين البلدين لتسوية النزاع التاريخي حول السيادة على ناغورني كاراباخ.
كيف تفجر الصراع مجددا؟
- أعلنت أذربيجان، الثلاثاء، أن 4 رجال شرطة ومدنيَّين قتلوا بانفجار لغمَين في إقليم ناغورني كاراباخ، واتّهمت “الانفصاليين الأرمن في الإقليم بالمسؤولية عما وصفتها بالأعمال الإرهابية”.
- قالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين، إن رجال الشرطة الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدية إلى بلدة شوشا في ناغورني كاراباخ، الخاضعة لسيطرة أذربيجان، كما قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها.
- أفادت وكالة أذرتاج الرسمية نقلا عن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع، أن جنديين اثنين للجيش الأذربيجاني أصيبا بجروح بعد إطلاق نار على مواقع الجيش في محافظة أغدام، واتخذت وحدات جيش أذربيجان تدابير للرد على الهجوم.
- هذه الأحداث سبقها تصعيد في التوتر الأسابيع الأخيرة بين يريفان وباكو، مع اتهام أرمينيا لأذربيجان بعرقلة حركة المرور في ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بإقليم ناغورني كارباخ، ويتم عبره نقر البضائع.
- عقب هذا التوتر، نقلت وكالة “تاس” الروسية عن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الأحد، أن بلاده وأذربيجان بإمكانهما التوصل لاتفاق سلام بحلول نهاية العام.
تاريخ معقد وغضب روسي
مع هذه التطورات، لا يتفاءل الباحث في الشؤون الدولية، محمد صالح الفتيح، بالتوصل لاتفاق سلام قريب بين البلدين، خصوصا مع نهاية هذا العام، مستندا في ذلك على أحداث تاريخية وحالية، قائلا:
- مسار العلاقات الأرمينية – الأذرية ونزاعاتهما الحدودية، لا يشجع على توقع إنجاز سلام قريب.
- بالنظر لكون أرمينيا هي من بدأ التحشيد العسكري مؤخرا، فإن تصريحات رئيس الوزراء الأرمني بقرب التوصل لاتفاق سلام محل شك.
- لا بد من التساؤل عن الراعي المحتمل لاتفاق السلام، فروسيا التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار 2020 مشغولة الآن بصراعاتها مع الغرب منذ الحرب في أوكرانيا.
- روسيا أيضا غاضبة من تقارب أرمينيا مع الولايات المتحدة، ما يرجح حصول تغيير في علاقتها معها وموقفها من هذا الملف، خصوصا وأن تصاعد التوتر بين باكو ويريفان تزامن معه اشتراك أرمينيا في تدريبات عسكرية مع الولايات المتحدة على الأراضي الأرمينية 11 سبتمبر باسم “شريك النسر”، ما يعني احتمال خروجها من الفلك الروسي.
- من غير المستبعد أن تعطي روسيا أولوية لدعم أطراف قريبة لها في أرمينيا ومناهضة لرئيس الوزراء باشينيان، لقطع مسار تقاربها مع واشنطن.
- هذا يعني أن المحتمل هو حدوث جولة جديدة من المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان، لتتجنب موسكو منح باشنيان نصرا سياسيا يتمثل في اتفاق السلام يظهر نجاح تكتيكاته في الحشد العسكري الأخير.
- بعيدا عن صراعات القوى العظمى، فالملفات الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان شديدة التعقيد، وأي تنازل رسمي فيها من أي من الجانبين يضعف شرعية الحكومة، لذا فالظروف محليا ودوليا لا تشجع على حصول انفراجات كبرى.
- المواجهة القادمة لن تكون على شاكلة مواجهات 2020، ولكن السيناريو الأكثر احتمالا أن تكون مناوشات متفرقة يحاول فيها البلدان، وخاصة أرمينيا، اختبار قدراته العسكرية الجديدة.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.