وتقترب القوات الروسية من وسط مدينة باخموت وسط قتال عنيف، فيما يحذر مسؤولون غربيون من أن سيطرة موسكو على المدينة، سيمثل انتصارا رمزيا مهما في الحرب، وسيقطع أحد أهم خطوط الإمداد للقوات الأوكرانية.
وتواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن مدينة باخموت بشرق أوكرانيا بهدف “كسب الوقت” قبل أن تشن هجوما مضادا في مواجهة تقدم القوات الروسية.
أوكرانيا: مستمرون في القتال
وأفادت هيئة الأركان الأوكرانية باستمرار المعارك في باخموت، مشيرة إلى أن القوات الروسية لا تتوقف عن محاولات الاستيلاء على المدنية.
ولفتت الهيئة إلى أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية في مناطق عدة بمحيط باخموت.
وفيما يتعلق بسير العمل في محطة زابوروجيا النووية، قالت الهيئة: “نواجه نقصا كبيرا وكارثيا في العمال المهرة الذين يمكنهم ضمان العمل والنشاط الحيوي في محطة الطاقة النووي (…) الروس قاموا بتوظيف أشخاص من دون تعليم وخبرة في محطة زابوريجيا.
روسيا: قواتنا تتقدم
- في الجانب الروسي، أعلنت وزارة الدفاع أن قواتها تتقدم من الجهة الشمالية الغربية لمدينة باخموت.
- أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 16 طائرة مسيّرة أوكرانية واعتراض 12 صاروخا من طراز هيمارس الأميركي.
- كان رئيس مجموعة فاغنر الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين قال في وقت سابق الأحد إن الوضع في باخموت صعب للغاية، رغم تقدم قواته.
وأضاف في تعليقات نشرها مكتبه الإعلامي “كلما اقتربنا من وسط المدينة، زادت صعوبة القتال(…) الأوكرانيون يدفعون باحتياطات لا نهاية لها. لكننا نتقدم وسنتقدم”.
ويوم الأحد، قال بريغوجين، إن مقاتلي المجموعة يواصلون المضي قدما بالرغم من حقيقة أن قيادة القوات المسلحة الأوكرانية تلقي المزيد والمزيد من الاحتياطيات الجديدة في المعركة.
معلومات عن باخموت
• تقع باخموت على ضفتي نهر “باخموتوكفا” شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ويرجع تأسيسها إلى عام 1571، وتعد أقدم مركز تاريخي وثقافي في المقاطعة.
• المدينة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من أكبر مدن إقليم دونباس الحوض الصناعي لأوكرانيا، الذي سيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على أجزاء منه عام 2014، قبل أن تسيطر روسيا على أجزاء أخرى منه في الحرب الدائرة حاليا.
• تقع قرب الطريق الدولي “إم 03″ الذي يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوغانسك، ويشق طريقه نحو منطقة خاركيف.
• تبلغ مساحة مدينة باخموت 41 كيلومترا مربعا وعدد سكانها 71 ألفا حسب إحصاء عام 2021، وبسبب الحرب فر 90 بالمئة منهم وفقا مسؤولين أوكرانيين.
أهمية استراتيجية
في أبريل 2014، سيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على باخموت وأعلنوها جزءا من “جمهورية دونيتسك الشعبية”، إلا أن القوات الأوكرانية استعادتها في يوليو من العام نفسه.
وفي صيف 2022، باتت المدينة في قلب العمليات العسكرية التي شنتها روسيا في دونيتسك، وتعرضت على مدى أشهر لمحاولات اقتحام عديدة أحبطتها القوات الأوكرانية.
وتعززت أهمية باخموت بالنسبة لروسيا عقب خسارتها لمدينة إزيوم جنوبي منطقة خاركيف الشمالية منتصف سبتمبر، حيث باتت بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم قواتها في عمق مقاطعة دونيتسك، خاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
وفي المقابل، تعد باخموت بالنسبة للأوكرانيين حصنا منيعا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، ومنها يتم توجيه ضربات نحو مواقع القوات الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها، بما فيها مدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.
مركز صناعي
بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقعها الجغرافي في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، تعد باخموت مركزا صناعيا مهما، وأحد أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في أوكرانيا، كما أنها تشكل عقدة مواصلات مهمة، حيث يمر بها خط سكك حديدية يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.
وتعتمد باخموت بشكل رئيسي على استخراج الملح الصخري، وتسهم بـ30 بالمئة من إنتاج أوكرانيا من هذه المادة التي تقع مناجمها في سوليدار على بعد 10 كيلومترات شمال شرق المدينة.
وفي باخموت العديد من المصانع لمعالجة المواد غير الحديدية ومؤسسات صناعية أخرى، وتوجد فيها واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنبيذ بالطرق التقليدية في شرق أوروبا.
وإلى جانب كونها قلعة صناعية، يمارس سكانها أنشطة زراعية أيضا، حيث تنتشر حول باخموت حقول الحبوب ودوار الشمس وغيرها.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.