يجيب على هذا السؤال خبراء أفارقة، تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” عن الفرص والتحديات داخل دول غرب ووسط إفريقيا، والسيناريوهات المحتملة لموجة الانقلابات الأخيرة ومدى تأثيرها على إقرار نظم ديمقراطية أو تحقيق استقرار سياسي.
تعهد الجنرال بريس أوليغي نيغما، قائد الانقلاب العسكري في الغابون، الجمعة بـ”إعادة تنظيم” المؤسسات ضمن توجه “أكثر ديمقراطية” واحتراما “لحقوق الإنسان”، وذلك في خطاب أمام أعضاء السلك الدبلوماسي نقله التلفزيون.
وشهدت إفريقيا على مدار السنوات الثلاث الماضية نحو (10) انقلابات عسكرية، جاءت جميعها بدعوى الاستقلال وتطبيق الديمقراطية، ما يفتح الباب واسعا أمام السؤال عن إلى أي مدى نجحت الانقلابات داخل القارة في تحديد مسارات ديمقراطية.
طريق متعثر
يقول الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني بون ولد باهي:
- الشعارات التي رفعها قادة الانقلابات العسكرية في إفريقيا والتي تتركز أولا في محاربة الأنظمة الموالية للغرب، والثاني هو تحقيق الديمقراطية، هي أهداف في مجملها جيدة.
- نموذج الانقلابات الذي يحدث في إفريقيا لم ينجح حتى اليوم في تحقيق أي نوع من الديمقراطية أو الاستقلال، فهي ترسخ لحكم الديكتاتوريات.
- عندما انتقلت بعض دول القارة للتجارب الديمقراطية مطلع التسعينات، كان من الملاحظ أن هذه الأنظمة كانت تخضع للدول الغربية والمؤسسات المانحة، لذلك كان هذا النموذج مفروض على إفريقيا ولم يعكس تطور داخلي لهذه المجتمعات.
- المجتمعات الإفريقية اليوم مفككة ومنهوبة الموارد وليس لديها قدرة على السيادة.
- الأمل اليوم في جيل الشباب الذي يقود حركة الانقلابات الراهنة، ويبدو جاد في عملية تحرير بلاده من السطوة الاستعمارية والسير نحو نظم ديمقراطية.
- الداعم الأكبر للتحركات الأخيرة داخل إفريقيا اليوم هو الشعب الذي بات غاضبا من النظم الاستعمارية التي نهبت خيرات بلاده.
- أيضا لا تمثل الديمقراطية الأولية في الوقت الراهن بالنسبة لغالبية شعوب القارة، حيث يتصدر الفقر والبطالة والصحة والتعليم أولويات تبدو أكثر أهمية لتحقيقها في الوقت الراهن.
تحديات أمام الديمقراطية
أما الكاتب والأكاديمي المختص بالشؤون الإفريقية أحمد جيسود فيرى أنه:
- من المبكر الحكم على نجاح أو فشل الانقلابات التي تشهدها منطقة غرب ووسط إفريقيا منذ 2021، حيث تعاني معظم الدول الإفريقية الفساد والفقر والبطالة مع تدهور مشاريع التنمية.
- فضلا عن الاستبداد السياسي والمحسوبية بالإضافة إلى لجوء الحكام المدنيين إلى تمديد فترات حكمهم، فهذه هي العوامل المشتركة بين الدول الإفريقية.
- والانقلابات العسكرية الأخيرة، وجدت قبولا ورواجا لدى الشعوب الإفريقية بسبب ما تحمل شعارات مناهضة للنفوذ الفرنسي في إفريقيا، وضد استغلال فرنسا موارد دول غربي إفريقيا منذ العقود.
- البعض يطالب انهاء للوجود العسكري الفرنسي ومغادرتها في المنطقة.
- فرنسا ما تزال تتعامل مع القادة والزعماء الأفارقة من هلال النظرة الأبوية التقليدية بدول غرب إفريقيا، والانقلابات العسكرية قد نجحت في انتزاع الاستقلال الحقيقي وإسقاط الحكام التابعين لفرنسا، معظم القادة الأفارقة يحاولون اليوم تقرير مصير بلادهم بأنفسهم.
ونهاية أغسطس، أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الغابون استيلاءهم على السلطة في البلاد، وإلغاء نتائج الانتخابات الرسمية الأخيرة، التي فاز فيها الرئيس علي بونغو أونديمبا بولاية ثالثة.
وقبل إعلان تولي عسكريين السلطة في الغابون الأربعاء، كانت النيجر آخر دولة إفريقية تشهد انقلابا.
ووقعت محاولتان في بوركينا فاسو في عام 2022، إضافة إلى محاولات انقلاب فاشلة في غينيا بيساو، وغامبيا، وجزيرة ساو تومي وبرينسيبي.
وفي عام 2021، وقعت ست محاولات انقلابية في إفريقيا، نجحت أربع منها.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.