وقال الناطق باسم المنظمة إنه في حالة عدم توفير الوقود بكميات كافية “سنشهد انهيار مرافق الصرف الصحي، مما يهيئ الظروف لانتشار الأمراض وحصول مأساة”، على حد تعبيره.
فمنذ بدء التصعيد في غزة مطلعَ أكتوبر الماضي، تمنع إسرائيل دخول أي شحنات وقود للقطاع، لكنها سمحت مؤخرا بإدخال عدة آلاف من اللترات لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالإضافة إلى شركة الاتصالات الفلسطينية.
وتسبب منع إسرائيل لإدخال الوقود إلى غزة في توقف ضخ الماء من 76 بئرا، إلى جانب توقف محطتي تحلية المياه التابعة للأونروا، فضلا عن توقف 15 مضخة للصرف الصحي، وهو ما يمثل خطرا شديدا على الصحة العامة.
وخلف النقص في الوقود مأساة إنسانية، بعد أن واجه أطفال خدج مصيرا مجهولا في مستشفى الشفاء بغزة، إذ توقف العمل في قسم الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأوكسجين، قبل أن يتم نقلهم إلى مستشفيات في الجانب المصري.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر تجاوز 13 ألفا، وعشرات آلاف آخرون أصيبوا، علاوة على نزوح نحو مليون ونصف المليون شخص في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال.
الصحة العالمية تحذر
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد قالت قبل أيام إنها تشعر بقلق بالغ من انتشار الأمراض في قطاع غزة، حيث تسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع في تكدس السكان في الملاجئ مع نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة.
وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن: “نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء”.
وأضاف أنه جرى رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة وما يربو على 44 ألف حالة إسهال في قطاع غزة المكتظ بالسكان، مشيرا إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع، وفقا لوكالة “رويترز”.
وحذرت منظمة الصحة في السابق من “أنماط تبعث على القلق” في انتشار الأمراض في قطاع غزة، حيث تسبب القصف والهجوم البري الإسرائيليين المستمرين منذ أكثر من 40 يوما، في تقويض النظام الصحي وإعاقة وصول المياه النظيفة وأدى أيضا إلى تكدس الناس في أماكن الإيواء.
وأدى بدء موسم الأمطار واحتمال حدوث فيضانات إلى زيادة المخاوف من إرهاق شبكة الصرف الصحي في القطاع المحاصر، المكتظ بالسكان، وانتشار الأمراض.
كما أدى غياب الوقود بالفعل إلى إغلاق محطات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه ما يزيد من خطر تلوث المياه وتفشي الأمراض.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الجمعة إن حوالي 813 ألف نازح يقيمون في ما لا يقل عن 154 مركز إيواء تديره وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وحذر المكتب من أن “الاكتظاظ يؤدي إلى انتشار الأمراض بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال ما يثير مخاوف بيئية وصحية”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.