برعاية من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم الإعلان مطلع هذا الأسبوع في سويسرا عن توصل طرفي الصراع في اليمن إلى اتفاق يقضي بإطلاق مجموعة جديدة من الأسرى والمحتجزين لدى كل من الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله الحوثية.
وتنص الصفقة، التي استغرق التفاوض بشأنها عشرة أيام، على إطلاق سراح 887 محتجزا والعودة الى الاجتماع مجددا في شهر مايو/ أيار لاستكمال تنفيذ بقية الاتفاق.
وقالت جماعة الحوثي إنها ستفرج عن 181 محتجزا ، بينهم 15 سعوديا و3 سودانيين، مقابل 706 سجناء ستفرج عنهم الحكومة اليمنية. وأعلن رئيس وفد الحوثيين في المفاوضات عبد القادر المرتضى أن التبادل سيتم في غضون ثلاثة أسابيع.
يذكر أن الجانبين كانا قد وقعا اتفاقا برعاية دولية في مارس/آذار 2022 لتبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين. غير أن عملية الإفراج تعثرت وسط اتهامات متبادلة بعرقلتها. ولا يعرف على وجه الدقة عدد الأسرى والمعتقلين والمختطفين لدى كل طرف الا أنهما قدما قوائم بأكثر من 15 ألف اسم.
وساد أجواء المفاوضات في جنيف شعور بالتفاؤل بالمستقبل. وقال عضو الوفد الحكومي ماجد فضائل إن صفقات أخرى ستتبع الصفقة الحالية إلى أن يتم الإفراج عن كل الأسرى لدى الجانبين. وثمة شعور بمزيد من التفاؤل بالمستقبل وايجاد حل نهائي للصراع في اليمن بعد الإعلان نهاية الأسبوع الماضي عن استئناف العلاقات الديبلوماسية بين إيران والسعودية.
ووصف فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، الذي حضر تلك المفاوضات، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بأنه “تعبير عن الأمل….. عن الإنسانية… ومؤشر على طبيعة الطريق الذي ستسلكه أطراف النزاع”.
كما أثنى المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج على الاتفاق واعتبره تطورا يحمل على الاعتقاد بأن الأمور تمضي “في الاتجاه الصحيح” نحو حل الصراع بشكل نهائي. وقال: “بالنسبة لمئات الأسر اليمنية اليوم يوم سعيد تتطلع فيه للقاء جديد مع أحبتها”.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاتفاق وجه المسؤول الدولي كلامه إلى طرفي النزاع قائلا: “لابد أن تتذكرا أنكما التزمتما باتفاق تبادل الأسرى وقدمتما تعهدا ليس فقط لبعضكما بل لآلاف الأسر اليمنية التي كابدت آلام فراق أحبتها لسنوات طويلة… أحثكما على الإفراج عن مزيد من الأسرى وبشكل متواصل. هذا تطور ايجابي وترجمة للوفاء بالتزاماتكما بموجب اتفاق ستوكهولم بشأن الإفراج عن كل الأسرى من الجانبين”.
وكان جروندبرج قد أبلغ مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي أن جهودا ديبلوماسية حثيثة تبذل على أكثر من مستوى لوقف الحرب في اليمن، خصوصا وأن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة قبل حوالي العام صامدة إلى حد كبير رغم انتهاء صلاحيتها في أكتوبر تشرين الأول الماضي دون موافقة الأطراف على تمديدها.
وترى الأمم المتحدة أن وتيرة القتال التي انخفضت في اليمن على مدى العام الماضي بفعل الهدنة لابد وأن تقود هذا العام الى نهاية حرب بالوكالة غذتها بالذخيرة والعتاد كل من المملكة العربية السعودية وإيران منذ أن أطاح الحوثيون بالحكومة المركزية في العاصمة صنعاء عام 2014.
ويثير الوضع الإنساني وتدايات الحرب في اليمن قلقا بالغا لدى الأمم المتحدة. فقد قتل الآلاف وجرح عشرات الآلاف وشرد الملايين وبات 11 مليون آخرين يعتمدون في قوتهم اليوم وبقائهم على قيد الحياة على ما تمدهم به منظمات الإغاثة الدولية.
لقد قوبل استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران بترحاب كبير عبر عواصم العالم ويرى محللون أن وقف الحرب في اليمن أضحى أهم أولويات العهد الديبلوماسي الجديد بين العاصمتين بعد أن أدرك البلدان أن حرب اليمن كانت عبثية منذ اندلاعها ونتيجة ظروف لم تعد موجودة اليوم، وإن لم يصرحا بذلك.
هل تشكل صفقة تبادل الأسرى مدخلا لمفاوضات سلام حقيقية بين الحوثيين والحكومة اليمنية؟
هل تستطيع الرياض وطهران طي صفحة ضغائن الماضي القريب؟
ما الدور الذي ينبغي أن تضطلع به كل من الرياض وطهران لوقف الحرب في اليمن؟
ما هو تصورك لصيغة الحل السياسي في اليمن التي تكفل إنهاء الحرب؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 22 آذار/ مارس
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابطعلى موقع يوتيوب
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.