“المياه المشعة” تشعل أزمة بين الصين واليابان.. ما سر القلق؟
أخبار العالم

“المياه المشعة” تشعل أزمة بين الصين واليابان.. ما سر القلق؟


وبدأت اليابان، الخميس، تصريف المياه، حسب ما أظهره مقطع مصوّر بثته الشركة المشغلة “تيبكو”، دون الاستجابة لتحذيرات الصين من خطرها على الحياة البيئية؛ ما دفع الأخيرة لقرار وقف كل وارداتها من منتجات البحر اليابانية.

والمياه محل الخلاف، هي مياه استخدمتها اليابان لتبريد قلوب المفاعل النووي يوكوشيما المنصهر، إثر زلزال ضخم ضرب اليابان في 2011 تسبب في انهيار المحطة النووية المطلة على المحيط.

واحتفظت اليابان حينها بهذه المياه لتبدأ بمعالجتها ومحاولة إزالة المواد المشعة منها؛ تمهيدا لتصريفها، إلا أن هناك بعض المواد التي لا يمكن فصلها منها، وهي مادة التريتيوم.

وترى الصين أن اليابان تقدِم على فعل “أناني”، وأن المحيط ملكية مشتركة للبشرية، إلا أن الأخيرة تقول إن المياه آمنة، وحصلت على الضوء الأخضر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للخطة في يوليو.

لماذا القلق؟

تحدّث موقع “سكاي نيوز عربية” مع الخبير في الأمن النووي حاتم لاشين لمعرفة أي الجانبين على حق في هذه الأزمة، فقال موضحا ماذا يحدد كون هذه المياه آمنة من عدمه:

  • هناك فرق بين المياه الناتجة عن العمل الطبيعي للمحطات النووية والمياه التي استخدمت في تبريد مفاعل مدمر.
  • المياه الناتجة عن عمل المحطات قد تكون معدومة المواد المشعة، ونسبة الخطر منها غير موجودة بالمرة، لكن المياه التي يتم التصريف فيها يتم قياس درجة الإشعاع فيها كل فترة للتأمين.
  • ما حدث في محطة يوكوشيما مختلف تماما؛ لأنها محطة انصهر مفاعلها، وهذه المياه لامست قلب المفاعل لتبريده واحتواء تطاير مواد خطرة؛ بالتالي أصبحت جزءا من عملية مشعة.
  • المياه تحتوي على عناصر قادرة على الامتصاص والتفاعل مع مكونات مشعة ناتجة عن انصهار قلب المفاعل.
  • إذًا، فعملية التصريف قد تكون محفوفة بالمخاطر، ورغم تأكيد الهيئة الدولية للطاقة الذرية أن مستويات المواد المشعة في المياه ضئيلة فإن عملية التبريد ناتجة عن ظروف غير طبيعية، وهي الدخول في قلب المفاعل المنصهر.
  • لا توجد دراسات أو أبحاث استطاعت إعطاء إجابات واضحة عن سلامة مياه لامست قلب مفاعل منصهر؛ لأن هذه الأبحاث تكون شبه مستحيلة لعدم القدرة على التعامل مع المفاعل من الأساس.
  • في أزمة تشيرنوبل في روسيا، المياه التي استخدمت في التبريد تبخّر جزء منها، وحتى اللحظة هناك كوارث نتيجة هذا التبخر على التربة والحياة البشرية والأمطار.
  • الطبيعي في المياه أن يكون مستوى الإشعاع أقل من 1500 بيكيريل في اللتر، لكن هذه المياه قد تكون وصلت فيها مستويات الإشعاع لألف ضعف هذا المستوى أثناء عملية التبريد.

الحل الأفضل

عن الحل الأفضل الذي كان يمكن أن تلجأ إليه طوكيو لتأمين البيئة من مخاطر هذه المياه، وكذلك عدم إثارة غضب جارتها الصين، يقول لاشين:

  • هناك بدائل للتصريف، وهي إنشاء أحواض داخل حفر عملاقة داخل الأرض محكمة الغلق، وإذا صحت تصريحات اليابان فلن تتأذى تربتها، وأيضا لن يكون هناك خطر على الحياة البشرية والحياة البحرية.
  • اليابان كانت من الممكن أن تتدارك الأزمة مع بكين بأن تشركها في عملية الكشف عن مستوى إشعاع المياه، لكنها لجأت للمنظمة الدولية للطاقة الذرية، وهي جهة غير موثوق بها بالنسبة إلى الصين.
  • يتوقع أن تدوم عملية تصريف المياه الأولى في المحيط نحو 17 يوما، وتشمل 7800 متر مكعب من مياه محطة فوكوشيما.





المصدر


اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *