حظرت السلطات الإسرائيلية زيارات اليهود والسائحين لحرم المسجد الأقصى في القدس حتى نهاية شهر رمضان الجاري، وأفاد مراسل بي بي سي في القدس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر العمل بتوصية الشرطة وجهاز الأمن العام “الشاباك” ومنع اليهود من دخول باحات المسجد الأقصى خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان كما هو المعتاد في السنوات الماضية.
وتأتي الخطوة في أعقاب اجتماع لتقييم الأوضاع عُقد مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ودعا وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير، إلى السماح لليهود بدخول باحات المسجد خلال الأيام القادمة.
وكان اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، الأسبوع الماضي، قد دفع إلى إشعال فتيل أزمة جديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، لحقه إطلاق صواريخ من غزة وجنوب لبنان وسوريا، وقوبل بشن غارات جوية وقصف مدفعي من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقال نتنياهو في بيان، بعد إجراء المحادثات الأمنية، إن زيارات غير المسلمين لحرم المسجد الأقصى، سوف تعلّق حتى نهاية شهر رمضان، 20 أبريل/نيسان الجاري.
بيد أن وزير الأمن الوطني اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، انتقد الخطوة، وقال في بيان: “عندما يضربنا الإرهاب لابد أن نرد بقوة كبيرة لا أن نستسلم لأهوائه”.
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من مسؤولين فلسطينيين على الحظر الذي كانت تفرضه إسرائيل خلال السنوات الماضية.
ويستطيع غير المسلمين، بموجب ترتيب “الوضع الراهن” طويل الأمد بشأن تنظيم الأوضاع في موقع المسجد الأقصى، الذي تقول إسرائيل إنها تحافظ عليه، زيارة حرم المسجد، والسماح للمسلمين فقط بممارسة العبادة.
وعلى الرغم من ذلك رُصدت زيارات متزايدة من جانب مجموعات صغيرة من اليهود وهم يصلّون على أطراف الموقع في خطوة تتحدى هذا الترتيب.
وكان العنف الإسرائيلي الفلسطيني قد تصاعد على مدار عام، لكن التوترات تزداد حدة بشكل خاص في حرم المسجد الأقصى تزامنا مع شهر رمضان للمسلمين وعيد الفصح لليهود.
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن اثنين من المسلحين الفلسطينيين فتحا النار من سيارة على موقع للجيش قبل أن يطلق جنود إسرائيليون النار عليهما ويقتلوهما على مقربة من مستوطنة “ألون موريه” شرقي مدينة نابلس، التي تشهد وقوع اشتباكات متكررة.
وأكدت مجموعة “عرين الأسود” المسلحة المحلية أن الرجلين من النشطاء، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية وفاتهما.
وقُتل ما يربو على 90 فلسطينيا، معظمهم من مقاتلي الفصائل المسلحة وبعضهم مدنيون منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما قُتل نحو 19 إسرائيليا وأجنبيا.
وتشهد محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، تعثرا منذ نحو 10 سنوات ولا تلوح في الأفق أي بادرة على إحياء تلك المحادثات.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.