«اللوتس» يعزز مكانته في الحلويات الشرقية والغربية بمذاقه الشهي
انتقل من «التشيزكيك» إلى الفطائر والطواجن
الأحد – 3 شوال 1444 هـ – 23 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16217]
حلوى مميزة بنكهة الكراميل ( شاترستوك)
«اللوتس» يعطي لمسة ابتكارية للحلويات ( مدونة «Tasty bites»)
الأرز باللبن بالآيس كريم (الشرق الأوسط)
القاهرة: الشرق الأوسط
بمذاقه الفريد، ونكهته المستساغة، التي يمكن تمييزها بسهولة، استطاع «اللوتس» أن يغزو حياتنا خلال السنوات الأخيرة، مُحافظاً على طعمه الشهي؛ سواء كان على هيئته الأساسية «قطع البسكويت»، أو خُفق مع الكريمة متحولاً إلى زبدة (سبريد)، أو خُفف إلى «صوص»، والتي من خلالها اكتسب شهرة واسعة.
اقتحم «اللوتس» حياة الملايين في العالم العربي، ليصبح اقترانه مع الحلويات الشرقية والغربية، سواءً دخل كمكون رئيسي فيها أو أضيف إليها مُزيناً لقوامها الخارجي، بمثابة صرعة وموضة تميز متاجر ومحال ومطاعم الحلويات، التي يبدو كأنها اتفقت فيما بينها على توأمته مع أصناف عديدة، لا تزال تفاجئنا بوجوده ضمن مكوناتها، ليسجل «اللوتس» بأشكاله المختلفة حضوراً قوياً، معززاً مكانته بارداً وساخناً، وبطعمه المحبب للكبار والصغار.
بدأت قصة «لوتس» في عام 1932 في مخبز محلي في مدينة ليمبيك البلجيكية، عندما صنع خباز بلجيكي يدعى جان بون بسكويتاً بالكراميل لا يحتوي إلا على مكونات طبيعية منها الزنجبيل والقرفة، مطلقاً عليه اسم «لوتس»، على اسم الزهرة التي ترمز إلى النقاء، ومع حرفيته في عملية الكرملة المتقنة اكتسب بمنتجه شهرة كبيرة، نظراً لتركيبته الرقيقة مع روائح القرفة.
ومن هذه المدينة، التي لا تزال مخابز «لوتس» فيها مملوكة لعائلة جان بون، تمكن البسكويت من غزو العالم، حيث الاستمتاع به بشكل كبير كوجبة خفيفة مع القهوة أو الشاي بسبب قوامه المقرمش، ومن بعدها اكتسب «لوتس» شهرة عالمية عندما تم تقديمه جنباً إلى جنب مع القهوة في الطائرات، ومنه عرف مصطلح (Biscoff) «بيسكوف»، وهو مزيج بين الكلمتين: البسكويت والقهوة، حيث يكمل بعضهما بعضاً، وحيث اعتُبر «اللوتس» أفضل رفيق لكوب القهوة، بالنكهة العميقة للقهوة والطعم الفريد المقرمش للبسكويت، وهو ما جعل كثيراً من المطاعم والمقاهي الأوروبية تتوسع في تقديمهما معاً، ثم ما لبثت علامة Lotus Biscoff التجارية أن حققت نجاحاً كبيراً، ليتم الاستمتاع بها في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي.
مع الشهرة العالمية، قررت الشركة إنتاج منتج مشتق من البسكويت هو زبدة اللوتس (سبريد)، حيث البسكويت المطحون مع الزبدة ومكونات أخرى تجعله سلساً قابلاً أن يُدهن أو يُفرد على أسطح الكعك أو الكيك أو الخبز الفرنسي «توست»، ليؤكل ساخناً أو بارداً، وهو ما وجد إقبالاً كبيراً حول العالم.
تقول الشيف المصرية عبير عبد الفتاح، صاحبة مدونة «Tasty bites»، لـ«الشرق الأوسط»: «بفضل منتج الزبدة تصدر (اللوتس) قائمة أصناف الحلوى، بل إنه استطاع أن يزيح زبدة السوداني (النوتيلا) من الصدارة، وكافة أصناف الشوكولاتة القابلة للفرد، ليتربع هو على قائمة التفضيلات، كما توسعت استخدامات المنتج الجديد حيث رأى كثير من الطهاة أنه يتناسب مع كثير من الوصفات، ويعطي لمسة غير متوقعة للحلويات، لذا دخل كمكون أساسي فيها».
أصبح «اللوتس» مذاقاً مفضلاً لمُحبي الكيك، والتشيزكيك، والكب كيك، والبان كيك، والتارت، والتراميسو، والمافن، والبراونيز، والترافلز، والكوكيز، والسينابون، والبيتي فور، والآيس كريم. كما أضيف كنكهة مميزة لعدد من المشروبات، مثل: القهوة، واللاتيه، والميلك شيك.
لم تكن المنطقة العربية بعيدة عن مذاق «اللوتس»، بل حرص الطهاة على تضمينه في وصفاتهم؛ لا سيما الحلويات الشرقية، حيث نجحوا في «تعريب» المنتج الأوروبي، وتقول الشيف عبير: «انتشر (اللوتس) في الحلويات الشرقية مثل الغربية، وأصبح مجالاً للتجريب؛ لكون الناس أحبت مذاقه بشكل كبير، كما أن قطاعاً واسعاً من الزبائن يبحث دائماً عن الابتكارات، فأقبلوا على تجربة (اللوتس) في أشكاله الجديدة، ومنها بسبوسة باللوتس، وكنافة وقطايف وزلابية وبلح الشام باللوتس، وأرز بلبن باللوتس».
امتد استخدام زبدة «اللوتس» أيضاً إلى الفطائر الشرقية الحلوة، لتظهر فطيرة «اللوتس» منفردة، أو فطيرة يتجاور فيها «اللوتس» مع مكونات أخرى مثل الشوكولاتة والكراميل، إلى جانب كريب «اللوتس». كما اقتحم «اللوتس» عالم الطواجن، لنرى طاجن «اللوتس» الذي يتكون من طبقة وقطع البسكويت ويقدم ساخناً، وطاجن «أم علي» بالمكسرات وزبدة «اللوتس».
كذلك تم إدماج «اللوتس» مع أصناف حلوى المولد النبوي الشريف، الشهيرة في مصر، حيث ظهر «ملبن اللوتس» و«قشطة اللوتس»، و«فولية اللوتس»، وهي الأصناف التي لاقت إعجاباً من الزبائن خلال السنوات القليلة الماضية، إلى جانب توظيفه في صناعة كعك وبسكويت الأعياد.
وبرأي الشيف عبير، فإن هذا الانتشار يعود إلى طعم «اللوتس» المميز، ومذاق السكر المضبوط، مما يعطي نكهة مختلفة ومميزة لأي منتج يضاف إليه، لافتة إلى أن اللوتس انتشر بأشكاله المختلفة، وهي بترتيب الانتشار: الزبدة، ثم الصوص، ثم البسكويت المطحون، مؤكدة أن «هذه الأشكال أعطت مذاقاً لذيذاً للحلويات بأنواعها كافة، وتمكن (اللوتس) بها أن يُنتج من الحلوى الأصلية مُنتجاً آخر مختلفاً في المذاق، بل يتفوق عليه في أوقات كثيرة، فمحبو الحلويات يروق لهم الآن تجربة المنتج بعد إضافة (اللوتس)».
من الوصفات التي تحرص الشيف عبير على تقديمها بشكل دائم: «الجوزية باللوتس»، وتقول عنها: «الجوزية باللوتس من الابتكارات المناسبة لكافة المناسبات، وهي عبارة عن (بيتي فور) مجوف من الداخل ومحشو بزبدة اللوتس، لذا فهي ذات مذاق رائع ومحبب لكل من يتذوقها، وهي تلائم السهرات والاحتفالات المختلفة، أو تقدم كهدية للغير، كما أنصح بتناولها صباحاً مع فنجان من القهوة الفرنسية».
أما عن طريقة تحضير زبدة اللوتس في المنزل، فهي كما يلي:
ـ المكونات: 4 ملاعق كبيرة من كريمة خفق سائلة، و15 قطعة من بسكويت لوتس، وملعقة كبيرة من زيت نباتي، وملعقة كبيرة من سكر بني، وفانيليا سائلة أو بودرة.
ـ الطريقة: يوضع البسكويت في الخلاط الكهربائي ويطحن حتى يصبح ناعماً، ثم تضاف نصف كمية المكونات، ويطحن البسكويت مرة أخرى حتى تمتزج جميع المقادير معاً، ثم يضاف النصف الآخر ويطحن جيداً حتى نحصل على القوام المطلوب.
مصر
مذاقات
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.