قالت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إن الولايات المتحدة “قررت رسميا” أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.
وفي حديثها في مؤتمر ميونيخ للأمن ، اتهمت هاريس روسيا بارتكاب “أعمال شنيعة من القتل والتعذيب والاغتصاب والترحيل” منذ غزوها.
ودعت زعماء العالم في المؤتمر إلى دعم طويل الأمد لأوكرانيا.
ويأتي المؤتمر في ألمانيا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وقالت هاريس في المؤتمر إنه يجب محاسبة مرتكبي الجرائم الروسية المزعومة في أوكرانيا.
وقالت إن “ما قاموا به، هو اعتداء على قيمنا وإنسانيتنا المشتركة”.
وتُعرِّف الأمم المتحدة الجرائم ضد الإنسانية بأنها “هجوم واسع النطاق أو منهجي” على مجموعة سكانية معينة من المدنيين.
ونفت موسكو مرارا استهداف المدنيين خلال غزوها.
وقالت ممثلة الادعاء السابقة، هاريس، أمام المؤتمر: “في ما يتعلق بما قامت به روسيا في أوكرانيا، قمنا بفحص الأدلة، ونعرف المعايير القانونية، ولا شك أن هذه جرائم ضد الإنسانية”.
واستشهدت بالفظائع “البربرية وغير الإنسانية” خلال الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك عشرات الجثث التي عُثر عليها في بوتشا بعد وقت قصير من الغزو، وتفجير مسرح في ماريوبول.
وقالت هاريس: “دعونا نتفق جميعًا: نيابة عن جميع الضحايا، المعروفين منهم وغير المعروفين، يجب تحقيق العدالة”.
وتتم محاكمة الجرائم ضد الإنسانية في المحكمة الجنائية الدولية.
لكن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها سلطة اعتقال المشتبه بهم ويمكنها فقط ممارسة الولاية القضائية داخل الدول التي وقعت على الاتفاقية التي أنشأت المحكمة.
وروسيا ليست من الدول الموقعة على هذا الاتفاق، لذلك من غير المرجح أن تسلم أي مشتبه به.
ويمثل التجمع الذي يستمر ثلاثة أيام في ميونيخ، اختبارا رئيسيا للدعم الغربي لكييف حيث يستعد كلا الجانبين في الحرب لهجوم الربيع.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن موسكو “شنت حرب إبادة جماعية” لأنها لا تعتقد أن الأوكرانيين “يستحقون الوجود كدولة ذات سيادة”.
وفقد عشرات الآلاف أرواحهم وأجبر الملايين على ترك منازلهم جراء غزو فلاديمير بوتين.
تحليل لجيمس لانديل – المراسل الدبلوماسي
يمثل هذا المؤتمر إلى حد كبير تجمعا للقادة الأمريكيين والأوروبيين، ويعد فرصة لهم لإعادة تأكيد دعمهم لأوكرانيا وإظهار عزمهم.
ودعا ريشي سوناك إلى ميثاق جديد للناتو لضمان أمن أوكرانيا على المدى الطويل. واتهمت كامالا هاريس روسيا رسمياً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
لكن الأمر لم يخل من بعض الأصوات المعارضة على الهامش.
على سبيل المثال عارضت رئيسة وزراء ناميبيا، سارا كوغونغيلوا أماديلا، إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا ودعت إلى حل سلمي للحرب. وقالت إن بلادها عانت من الركود وارتفاع الأسعار وتعطل سلاسل التوريد.
ومثل هذه الآراء، المنتشرة بصورة واسعة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، هي ما يدور في الأذهان عبر المحيط الأطلسي.
ويدرك الساسة الغربيون أنه بعد مرور عام تقريبًا على الغزو الروسي، عليهم إعادة صياغة قضية الدفاع عن أوكرانيا.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.