وبينما كانت الأجواء ربيعية مشمسة، تأتي هذه الموجة القطبية التي تضرب إقليم كردستان لتهبط بدرجات الحرارة هناك لعتبة الصفر وما دونه ليلا في بعض المناطق، والتي ستستمر ليوم الأحد وفق هيئة الأنواء الجوية في الإقليم، فيما توقعت هيئة الأنواء الجوية العراقية بدء انحسار العاصفة الترابية في بعض مناطق غرب ووسط البلاد يوم السبت.
مفارقات الطقس
لكن اللافت هو هطول الثلج في مثل هذا الوقت من العام، والذي يكون عادة في شهري يناير وفبراير، حيث لم يقتصر على المرتفعات والمناطق الجبلية فقط، بل حل الزائر الأبيض في مراكز المدن الكبرى مثل دهوك والسليمانية.
هذا وخلف تزامن العاصفتين الثلجية شمالا والترابية غربا، تعليقات واسعة ومتندرة في الشبكات والمنصات الاجتماعية، من أن البلاد تستقبل في آن واحد الزائرين الأبيض (كناية عن الثلج) والأصفر (كناية عن الغبار).
فيما استغرب معلقون تساقط الثلوج في غير موسمها في مطلع أبريل، وسرعة بدء موسم هبوب العواصف الترابية التي عادة ما تنشط خلال شهري مايو ويونيو، كما حصل العام الماضي.
ماذا يحدث؟
يقول الأستاذ بجامعة دهوك والخبير المناخي والمائي العراقي الدكتور رمضان حمزة، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
* هطول الثلوج في الثلث الأخير من شهر مارس وبداية شهر أبريل في منطقتنا، رغم أنه قد يبدو غريبا لوهلة، لكنه حالة مناخية قد تحدث كل بضعة سنوات، والإحصائيات تفيد أنه خلال السنوات الخمسين الماضية حدثت مثل هذه الحالات من انهمار الثلوج في فصل الربيع خلال 18 عاما متفرقة.
* هذه الموجة القطبية التي تضرب العراق والتي تصاحبها الرياح الشديدة البرودة القادمة من البحر الأسود والبلقان، ينجم عنها هذا السقوط الكثيف للبرد والثلج في العديد من مناطق كردستان العراق وخاصة في محافظة دهوك.
* وهي ولا شك شكل من أشكال التطرف المناخي الذي يجتاح المنطقة والعالم، وتغير أنماط الظواهر الجوية والطبيعية، لكنها ليست ظاهرة جديدة تماما.
* أما تزايد العواصف الترابية فهو كذلك نتيجة لتفاقم ظاهرة التغير المناخي التي تعصف بالعراق كأحد أكثر الدول تضررا منها، حيث يزداد التصحر والجفاف ويقل الخزين المائي بما فيه الجوفي، وتنحسر تاليا المساحات الخضراء، ما يترتب عليه تصاعد وتيرة العواصف الترابية الخانقة.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.