- إيموجين جيمس
- بي بي سي
افتتحت مصر مسجدا حطم الأرقام القياسية في عاصمتها الإدارية الجديدة، وهو ما أثار انتقادات واسعة بسبب التكاليف المترتبة على ذلك.
وتعمل الحكومة المصرية على بناء مدينة جديدة في الصحراء، في محاولة لإبعاد الناس عن القاهرة المكتظة بشدة.
لكن افتتاح المركز الثقافي والمسجد الجديدين تعرض لانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك في وقت تعاني فيه مصر من ارتفاع الأسعار، حيث وصل التضخم إلى أكثر من 30 في المئة بقليل في مارس/آذار الماضي.
وتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر على بعد 45 كيلومترًا شرقي القاهرة.
ويضم مركزها الثقافي الإسلامي الجديد أيضًا المسجد الكبير، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 19 ألف متر مربع ويتسع لـ 107 آلاف مصلٍ.
وتكلف المسجد 800 مليون جنيه مصري (25.9 مليون دولار) وهو ثاني أكبر مسجد في إفريقيا.
واحتفلت وسائل الإعلام الحكومية بالمسجد لتحطيمه ثلاثة أرقام قياسية عالمية – بما في ذلك أعلى منبر في العالم – حيث يبلغ ارتفاعه 16.6 مترًا ومصنوع يدويًا من أجود أنواع الخشب.
والثاني والثالث هما الثريا (النجفة) الرئيسية للمسجد، وهي الأثقل في العالم حيث يبلغ وزنها 24.3 طن، والأكبر بقطر بلغ 22 مترًا وتتألف من أربعة مستويات.
وحضر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حفل الافتتاح الذي وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه يظهر “عظمة” مصر.
لكن على وسائل التواصل الاجتماعي كانت هناك انتقادات شديدة.
وتواجه مصر أزمة اقتصادية متفاقمة، إذ فقدت عملتها نصف قيمتها مقابل الدولار خلال العام الماضي، مما تسبب في وصول التضخم إلى أعلى مستوى له في خمس سنوات.
كما تقوم الحكومة ببيع أصول مملوكة للدولة إلى مستثمرين خليجيين، للمساعدة في سد عجز الميزانية الآخذ في الاتساع.
وذهب الكثيرون إلى موقعي تويتر وفيسبوك، لانتقاد الإنفاق الباذخ على الأماكن الدينية في هذا الوقت الحرج، حيث يكافح ملايين المصريين كل يوم من أجل توفير الطعام على مائدتهم.
وكتب أحد مستخدمي فيسبوك: “مبالغة في الإنفاق وجنون وإهدار للمال. أعلى منبر وأثقل ثريا (نجفة) بينما لا يستطيع الناس العثور على أي شيء يأكلونه. قم ببيع هذه الثريا والمنبر والمسجد بأكمله، إذا كان هذا سيساعد في حل المشكلة”.
وقال مستخدم آخر إن المسجد يظل مغلقا طوال العام، ويفتح كل ثلاثة أشهر ليتمكن 100 شخص من استخدامه، ثم يغلق مرة أخرى.
وأثار ثالث مخاوف بشأن الإسراف في الإنفاق على المشاريع الضخمة، فكتب: “حسنًا، ما الذي يجب أن نفعله مع الأشخاص الذين لا يجدون ما يأكلونه، أو الشباب الذين لا يستطيعون الزواج؟ لا يهم. لدينا أكبر مسجد، وأثقل ثريا وأكبر دين خارجي سنستمر في سداده إلى يوم القيامة”.
وشكر الرئيس السيسي – الذي قاد الإطاحة العسكرية بسلفه محمد مرسي في عام 2013 بعد احتجاجات ضد حكمه – المشاركين والعمال والمغنين في الحفل الذي حضره أيضًا رئيس الوزراء.
واستخدم المتحدث الرسمي باسمه وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور له وهو يستمتع بالاحتفالات، وهو حدث وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه إطلاق لعهد “الجمهورية الجديدة”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.