لا تزال الخلافات بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي، تعلو تارة وتنخفض تارة أخرى خلال الفترة الماضية.
وعلى وقع هذا الخلاف، يحبس السودانيون أنفاسهم خوفا من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية، بين الجيش بقيادة البرهان من جهة وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي من جهة أخرى، قد لا يحمد عقباها.
ففي خطاب أمام قوات للجيش بمنطقة المرخيات العسكرية في أم درمان، الأربعاء 15 آذار/مارس، قال البرهان إنه لن يسمح بتفكيك الجيش وتوعد كل من “يقدح” في سيرته أو مهنيته.
وكشف البرهان في خطابه عن تكوين قوة تدخل سريع قوامها حوالي 3 آلاف مقاتل تكون تحت إمرة القائد العام للجيش.
كما كشف البرهان كذلك عن امتلاك القوات المسلحة السودانية تكنولوجيا تسليح حديثة وطائرات “مسيرة”، تجعلها قادرة على حسم أي تهديدات داخلية أو خارجية.
ويرى محللون أن هذه الرسالة موجهة إلى قائد قوات الدعم السريع حميدتي، وذلك في إطار الشد والجذب بينهما المتواصل منذ فترة خاصة فيما يتعلق بملف إدماج قوات حميدتي في الجيش وهو من نقاط الخلاف الأساسية بين الجانبين.
كما يرون أيضا أن الجيش استعد من خلال هذا الإعلان لأي مشاكل قد تنجم عن دمج قوات الدعم السريع ككل في الجيش، وقوامها حوالي 100 ألف مقاتل، وهو ما يوازي تقريبا حجم قوات الجيش التي تبلغ حوالي 110 ألف جندي.
تأتي كلمة البرهان بعد أيام من اتفاقه مع حميدتي على تشكيل لجنة أمنية مشتركة، لمتابعة الأوضاع الأمنية في البلاد.
كما اتفق الطرفان على ضرورة المضي قدما، في الترتيبات المتفق عليها بشأن العملية السياسية في السودان، وذلك خلال اجتماع حضرته القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري.
وجاء الاجتماع على وقع خلافات بين البرهان وحميدتي بشأن الاتفاق الإطاري الذي وقع نهاية العام الماضي، أشارت إليها تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية خاصة من بينها موقع “سودان تربيون” وصحيفة الراكوبة”.
وأشارت تلك التقارير إلى أن حميدتي يدعم فكرة التسليم السريع للسلطة إلى حكومة مدنية، في حين يرى البرهان ضروة التأني والبحث عن مزيد من التوافق بشأن الاتفاق الإطاري مع القوى السياسية وضم القوى غير الموقعة إليه.
ويرى مراقبون أن تفاقم الخلافات بين الرجلين يعود إلى مواقفهما المتباينة من الاتفاق الإطاري الموقع بين المجلس العسكري الحاكم وقوى مدنية في 5 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وينص الاتفاق في أحد بنوده على دمج الدعم السريع في الجيش، وهو ما وافق عليه حميدتي.
لكن حرب التصريحات زادت في الفترة الأخيرة، ما جعل كثيرين يخافون من أن تتحول إلى صدامات مسلحة.
الحرب الكلامية بدأت تزداد وتيرتها منذ إعلان حميدتي في خطابه خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري فشل الانقلاب الذي قاده البرهان بمشاركة حميدتي نفسه، كما أظهر الأخير في خطابه حماسا لدعم الانتقال المدني.
في المقابل، قال عضو مجلس السيادة السوداني الفريق أول ياسر العطا في تصريحات نهاية الشهر الماضي، إنه لا توجد دولة محترمة فيها جيشان، ودعا إلى دمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة داخل الجيش السوداني.
وأكد العطا تصميم الجيش على دمج قوات الدعم السريع وكل الحركات الموقعة على اتفاق السلام في القوات المسلحة.
وأضاف أن التهديد بامتلاك “جيش خاص والتكسب الشخصي والاقتصادي” قد يؤديان لانهيار الدولة السودانية.
وشدد العطا على قدرة القوات المسلحة على بسط الأمن والسيطرة على أي أعمال تفلّت غير مسؤولة “لا قدر الله.”
وكان الفريق ياسر العطا أقر بوجود خلاف بين قيادتي الجيش والدعم السريع وليس بين القوتين.
وقال العطا إن “الخلاف بين البرهان وحميدتي سببه اختلاف في الرؤى السياسية”، ففي حين ترى قيادة قوات الدعم السريع تشكيل الحكومة بأي قوى محدودة، يتمسك الجيش بحكومة ذات قاعدة عريضة وتوافق وطني واسع، لأن تشكيل حكومة ضعيفة وهشة سيكون مهددا للأمن القومي.
وكانت مصادر قد كشفت الشهر الماضي عن أن البرهان يعتزم حل مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته، على أن يستمر في مهامه السيادية إلى حين التوافق على المستوى السيادي الجديد واختيار رئيس للوزراء، وذلك بهدف تقليص نفوذ حميدتي.
في غضون ذلك، قالت القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان إنها توافقت على شروط معايير اختيار رئيس الوزراء خلال الفترة الانتقالية.
وقال ياسر عرمان إنه اتفق على اختيار شخصية سياسية ذات خبرة في العمل العام ومنحازة إلى الثورة حسب قوله، مشيرا إلى أن الشروط سلمت إلى الوساطة الدولية والمبعوثين الدوليين.
وأوضح عرمان أن القوى الموقعة ترفض وجود حكومة تصريف أعمال أو اجراء انتخابات مبكرة كما طالبت بعض القوى السياسية، مضيفاً أن المدنيين والعسكريين توافقوا على تشكيل حكومة مدنية في أقرب وقت ممكن.
وأكد القيادي في تحالف الحرية والتغيير أنهم لن ينتظروا رافضي الاتفاق إلى الأبد حسب تعبيره، مبينا أن الموقعين سيضطرون إلى تشكيل الحكومة من دون الرافضين إذا اقتضت الضرورة.
وترفض فصائل مسلحة وأحزاب سياسية الاتفاق الإطاري الذي وصفته بأنه ثنائي، وبالتالي لن يقود إلى إنهاء الأزمة السياسية في البلاد.
ونص الاتفاق الإطاري الموقع بين المكون العسكري والقوى المدنية على تشكيل حكومة مدنية تحت قيادة رئيس وزراء بصلاحيات واسعة.
هل يتجاوز البرهان وحميدتي خلافاتهما؟ ولماذا؟
كيف يمكن تجنيب السودان خطر مواجهة مسلحة بين الجانبين؟
هل يمكن تشكيل حكومة مدنية بدون رافضي الاتفاق الإطاري؟
من المسؤول بالدرجة الأولى عن تعثر المرحلة الانتقالية في السودان؟ ولماذا؟
كيف يمكن إنهاء الأزمة السياسية في السودان؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 17 آذار/ مارس
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.