تلقى الرئيس السوري بشار الأسد دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية القادمة في جدة.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الخارجية السعودية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، وذلك بعد قرار جامعة الدول العربية بعودة سوريا إلى مقعدها.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الأخبار المتلاحقة لاستئناف الدول العربية علاقاتها مع النظام السوري.
كما أثار تقرير لوكالة رويترز انتباه وتفاعل المغردين حول تقديم السعودية عروضاً مالية لسوريا على شكل مساعدات مقابل وقف تصدير المخدرات.
عودة بعد انقطاع
أعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، آخذة في الاعتبار القرار الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.
وبدورها أعلنت سوريا استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في السعودية كرد فعل على قرار الرياض الأخير.
يأتي ذلك بعد أن شكلت زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق في أبريل/ نيسان الماضي تغيراً واضحاً في سياسة المملكة تجاه سوريا، حيث تعتبر الزيارة الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، والتي جاءت بعد زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى الرياض.
يذكر أن السعودية بادرت بسحب سفيرها من دمشق عام 2012، بعد مطالبة العاهل السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز “بإنهاء إراقة الدماء في سوريا”، وهو ما اعتبر في حينه أول تدخل من زعيم عربي في هذا الشأن.
كما تمثل هذه الخطوة انعطافا واضحا في طريقة تعامل الخارجية السعودية مع الوضع السوري، حيث سبق وأن أعلن وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير أن “بشار الأسد سيرحل عن سوريا سواء بالعمل السياسي أو العسكري” خلال مؤتمر صحفي له عام 2016.
وتتجه الأنظار إلى المشاركة السورية في القمة العربية المقبلة الثانية والثلاثين، والتي ستعقد في المملكة العربية السعودية في التاسع عشر من مايو / أيار الحالي، حيث علّق أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن إمكانية مشاركة الرئيس السور بشار الأسد “إذا رغب في ذلك”.
وفي لقاء مع السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم دعوة رسمية من الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في القمة العربية المقبلة في جدة.
“عودة للحضن العربي”
رحب العديد من المغردين بأنباء دعوة السعودية للرئيس السوري لحضور القمة العربية المقبلة.
كما أشاد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعودة العلاقات السعودية السورية، واعتبروا أنها خطوة ستكون لها آثارها الإيجابية على العديد من المجالات وأهمها الجانب الاقتصادي.
واعتبر آخرون أن هذه الخطوة تمثل فرصة لانعاش الوضع السياحي في سوريا، متوقعين قدوم “وفود سياحية ضخمة”.
تهديد المخدرات
يرى معترضون على قرار التطبيع العربي مع النظام السوري أنه جاء في سياق العمل على مكافحة تجارة المخدرات في المنطقة. والتي تنشط عبر الحدود السورية مع دول الجوار.
وتداول بعض المغردين تقريرا لوكالة رويترز ذكر أن السعودية عرضت تمويلاً بقيمة أربعة مليارات دولار كتعويض عن توقيف تجارة الكبتاغون، تقدم على شكل مساعدات.
لكن التقرير ذكر أيضا نفي مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية صحة هذه الأنباء، بالإضافة إلى امتناع كل من مكتب الاتصال الحكومي السعودي والحكومة السورية على طلب التعليق.
رفض للتطبيع
اعتبر المجلس الإسلامي السوري في بيان له أن قرار إعادة النظام السوري لجامعة الدول العربية يعد “مكافأة لنظام مجرم شرد نصف الشعب السوري وقتل مئات الآلاف” بحسب ما جاء في البيان، وذكر أن العودة الطوعية الآمنة للاجئين السورين لا يمكن أن تتم مع بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.
من جانبه أعلن الائتلاف الوطني السوري رفضه قرار جامعة الدول العربية “إعادة نظام الأسد إلى الجامعة والتطبيع معه” حسب ما ورد في تعليق أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف عبد المجيد بركات.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.