- مارك سافاج
- مراسل بي بي سي
انتشرت أغنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات المغنيين دريك وذا ويكند على وسائل التواصل الاجتماعي.
تحاكي أغنية (Heart On My Sleeve)، عمل نجمة البوب والممثلة سيلينا غوميز، التي سبق لها أن واعدت المغني (The Weeknd)، ومنذ نشرها يوم الجمعة، حققت الأغنية أكثر من 8.5 مليون مشاهدة على تيكتوك، بالإضافة إلى تشغيلها أكثر من 254000 مرة على تطبيق سبوتيفاي Spotify.
يقول مؤلف الأغنية، المعروف باسم غوست رايتر (ghostwriter)، إن الأغنية تم إنشاؤها بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي تم برمجته على الأصوات الموسيقية.
كُتب تحت فيديو الأغنية على يوتيوب: “هذه مجرد البداية”، ليرد أحد المستمعين في التعليقات قائلاً: “نحن حقاً في حقبة جديدة، لا يمكنني معرفة ما هو حقيقي أو مزيف بعد الآن”.
وأضاف مكاي ريجلي، مطور الذكاء الاصطناعي، على تويتر: “هذا هو المثال الأول للموسيقى التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي أذهلتني حقًا”.
تبدأ الأغنية بألحان آلة البيانو الموسيقية وينتقل إلى إيقاع الستيريو العالي، مثل موسيقى الراب للمغني دريك.
ثم يرد صوت الذكاء الاصطناعي الذي يشبه صوت المغني ذا ويكند بمقطع “يزعم” فيه أن جوميز خدعته قبل انفصالهما في عام 2017.
وتتضمن الأغنية أيضاً دعوة إلى المنتِج ميترو بومين الذي عمل مع فنانين مثل سافج 21 وفيوتشر ونيكي ميناج وكانيه وست.
تتميز الأغنية بجودة منخفضة، كما وتكون الأصوات في بعض الأحيان مشوشة ومُبهمة، ومن المحتمل أن تكون مصطنعة من الذكاء الاصطناعي، كما أنها لم تشهد تفاعلاً من الفنانين مع الأغنية بعد، لكن دريك أعرب مؤخراً عن استيائه من استنساخ صوته، ونشر على انستغرام: “هذه هي من أكبر الخدع للذكاء الاصطناعي”، وذلك بعد أن عثر على مقطع فيديو من صنع المعجبين ظهر فيه وكأنه يغني إحدى أغنياته.
في البداية، كتبت مجموعة يونيفيرسال ميوزك إلى خدمات البث بما في ذلك سبوتيفاي وآبل ميوزك، تطلب منهم منعَ شركات الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى مكتباتهم الموسيقية، إذ يُعتقد أن هذه الشركات تستخدم الموسيقى من أجل إعداد برامج الذكاء الاصطناعي.
وأضافت المجموعة: “لن نتردد في اتخاذ خطوات لحماية حقوقنا وحقوق فنانينا”.
كما تقدم العديد من المواقع الإلكترونية للمعجبين القدرة على إنشاء أغانٍ جديدة باستخدام أصواتٍ تشبه أصوات أكبر نجوم موسيقى البوب في العالم، إذ استخدم المنتج ديفيد غيتا الفرنسي مؤخراً موقعاً الكترونياً يُدعى أوبرداك لمحاكاة صوت مغني الراب إيمينيم وقام بإضافة الصوت إلى مجموعته الموسيقية.
وقال لبي بي سي: “أنا متأكد من أن مستقبل الموسيقى سيكون في الذكاء الاصطناعي، ولكن لن تكون التكنولوجيا مفيدة إلا كـ”أداة” لأخذ العينات، لأن ما يميز الفنان هو الذوق والمشاعر الإنسانية التي يريد التعبير عنها”.
تشمل المقاطع المزيفة الأخرى التي انتشرت مؤخراً أغنية (deepfake) للمغنية (Rihanna) وهي تغني أغنية (Cuff It) للمغنية (Beyoncé)، إضافة إلى أغنية Hey There Delilah بصوت المغني كانيه وست بواسطة الذكاء الاصطناعي.
أثار التطور السريع للتكنولوجيا ضجةً في صناعة الموسيقى. أغنية (Heart On My Sleeve)، على سبيل المثال، لا تنتهك حقوق الطبع والنشر، إذ تبدو كأنها النسخة الأصلية.
كما أوضح المؤلف أيضاً أن دريك وذا ويكند لم يشاركا في الأغنية، لكنهما سيستفيدان من تضليل الجمهور للاعتقاد بأنها حقيقية.
ورداً على ذلك، أطلقت مجموعة كبيرة من الموسيقيين والفنانين حملة الفن البشري، والتي تهدف إلى ضمان ألا “يقتل” الذكاء الاصطناعي الإبداع البشري.
حددت المجموعة، وبدعم من جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية، وجمعية الموسيقى المستقلة، التي تمثل صناعة الموسيقى البريطانية، سبعة مبادئ تدافع عن أفضل ممارسات الذكاء الاصطناعي، مشددة على أن حماية حقوق النشر يجب أن تُمنح فقط للموسيقى التي يؤلفها البشر.
قال هارفي ماسون جونيور، الرئيس التنفيذي لجمعية أكاديمية التسجيل الصوتي، الذي أطلق المبادرة: “هناك الكثير من الإمكانات في تقنية الذكاء الاصطناعي، لكنه يمثل أيضاً العديد من المخاطر لمجتمعنا الإبداعي”.
وأضاف: “من المهم جداً أن نفهم هذا الأمر مبكراً حتى لا نخاطر بفقدان السحر الفني الذي يبدع فيه البشر فقط”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.