- دانيال ساندفورد
- مراسل الشؤون الداخلية بي بي سي
قضت محكمة بريطانية بسجن مزورين وفروا جوازات سفر لأكبر المجرمين الهاربين في بريطانيا.
فقد استخرج أنتوني بيرد جوازات سفر حقيقية باسماء آخرين، ووضع عليها صور مجرمين من بينهم متهمان بالقتل هاربان.
وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أعوام و8 أشهر، أما كريس ماكورماك، الذي كان صلته بالعصابات الإجرامية فسجن لمدة 8 أعوام.
وقال القاضي نيكولاس أينلي إنهما “ساعدا مجرمين أشرار”.
وذكرت الوكالة الوطنية للجريمة أن زبائن بيرد “جمعوا أموالا طائلة من الجريمة المنظمة”.
وقضت المحكمة بسجن فرد ثالث من العصابة لمدة 3 أعوام.
وتمكن بيرد، وهو محتال صغير، يبلغ من العمر 61 عاما، من إيجاد طريقة لاستخراج جوازات سفر حقيقية، لفائدة المجرمين، منذ عقدين من الزمن.
وكان يقصد أشخاصا في ظروف صعبة في مراكز إعادة التأهيل أو مراكز الشيخوخة، وأغلبهم يعانون من الإدمان، ويقنعهم باستعارة هوياتهم مقابل مبالغ مالية زهيدة.
فيطلب تجديد جواز السفر المنتهية صلاحيته، ولكنه يضع صورة حديثة لمجرم مطلوب للعدالة يبحث عن هوية جديدة، بدل صورة صاحب جواز السفر الحقيقي.
وتعتقد الوكالة الوطنية للجريمة أن بيرد استخرج بالتحايل ما لا يقل عن 180 جواز سفر حقيقي خلال 20 سنة، وتلقى ما بين 15 ألف إلى 20 ألف جنيه استرليني عن كل جواز. أما الشخص الذي استخدم جوازه فلا يتلقى إلا 100 جنيه استرليني.
وبعد سنوات من النشاط التقى بيرد شريكه ماكورماك، البالغ من العمر 67 عاما، المعروف أيضا باسم كريستوفر زيتيك، وهو مجرم معروف منذ سنوات، يقضى وقته بين جنوبي لندن، وأيرلندا وإسبانيا.
وارتبط اسم ماكورماك في التسعينات بعصابة إجرامية معروفة شمالي لندن، اسمها عائلة آدامز. أو منظمة كليرنكرويل الإجرامية، ومثل أمام القضاء مرة بتهمة تعذيب شخص مدين لعائلة آدمز، بطريقة وحشية، فلم يبق في وجه الرجل عظم يمسك أنفه وأذنه اليسرى إلا الجلد.
وعلى الرغم من وجود دم الرجل على سترة ماكورماك فإن لجنة المحلفين برأته من محاولة القتل.
وكسب ماكورماك ثقة المجرمين نظرا لسوابقه الإجرامية، فأصبح وسيطا بين بيرد جنوبي لندن وعتاة المجرمين في إسبانيا ودبي، المحتاجين إلى جوازات سفر للانتقال دون اكتشاف أمرهم.
وتوصل بيرد عن طريق ماكورماك إلى توفير جوازات سفر لأكبر المجرمين المطلوبين في بريطانيا.
فقد وفر بيرد وماكورماك 5 جوازات سفر على الأقل لعصابة غيليسبي في غلاسكو، التي يعتقد أنها أكثر العصابات الإجرامية ثراء في اسكتلندا.
فقد هرب أحد أعضائها، جوردن أوينز، إلى البرتغال بعدما أطلق النار على جيمي لي فقتله، في غلاسكو في 2017. وعاد إلى اسكتلندا وأدين بالقتل في 2022.
وتعتقد الوكالة الوطنية أن بيرد وماكورماك وفرا أيضا جوازات سفر للعديد من مهربين المخدرات في العصابة.
ومن أبرز المجرمين الذي وفر لهم بيرد وماكورماك جوازات سفر زعيم العصابة الأيرلندي، كريستي كيناهان، الأكبر. وقد عرضت الإدارة الأمريكية مبلغ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى القبض على كيناهان.
ويعتقد مسؤولون في الشرطة أن بيرد وفر جوازات سفر لمهرب المخدرات في ليفربول، مايكل موغان، ومهرب الأسلحة ريتشاد بورديت، وجيمي أكورت، أحد المتشبه فيهم في قتل ستيفن لورانس. ولم يستلم أكورت في الواقع جواز السفر المستخرج له. فقد ألقي عليه القبض في إسبانيا في عام 2018، وأدين بعدها بتجارة المخدرات.
وقال نائب مدير الوكالة الوطنية للجريمة، كريغ تيرنر، عن بيرد إنه كان “يتعامل مع عتاة الجريمة المنظمة”، وقد جمعوا من ذلك أموالا طائلة في بريطانيا وخارجها”.
وبدأت عملية الوكالة الوطنية للجريمة في 2017، وهذا أكبر تحقيقاتها حتى الآن واشتمل على عمليات مراقبة واسعة.
وصور أفراد شرطة متخفون بيرد وهو يلتقي الأشخاص الذين منحوه جوازات سفر لتجديدها، وكذلك عناصر العصابات الإجرامية. وسجلوا ماكورماك في بيته وهو يناقش طلبات جواز سفر لزبائنه مع بيرد.
وقالت الوكالة إنها تعاونت مع مصلحة جوازات السفر الملكية وشرطة اسكتلندا والشرطة الهولندية. وحصل أفراد الشرطة على تسجيلات لمكالمات بيرد الهاتفية مع مصلحة جوازات السفر، يستفسر فيها عن تجديد الجوازات بأسماء مختلفة. ووجدوا معه أيضا استمارات طلب الجوازات عليها بصمته.
واعترف بيرد بالتأمر لتضليل العدالة والتآمر لتزوير وثائق يوم 3 من يناير كانون الثاني الماضي، قبل المحاكمة في رادينغ. وعليه فإن القاضي خفف عليه الحكم.
أما ماكورماك وشريكه ألان تومسون البالغ من العمر 72 عاما فقد أدانتهم لجنة محلفين.
ووصف قاضي الحكم أينلي عملية الاحتيال بأنها “عملية تمت بمهارة واحترافية عالية”. وقال إنها كانت تهدف إلى تمكين “مجرمين أشرار من الإفلات من العدالة بتزويدهم بالوثائق للاحتيال على السلطات”.
وأضاف القاضي بأنه “من الواضح زيتيك هو المشرف، وهو الرابط مع المجرمين، أما بيرد فكان المساعد، وتومسون فكان دوره أقل أهمية”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.