- داميان ماكغينيس من برلين وبول كيربي من لندن
- بي بي سي نيوز
نفذت الشرطة الألمانية مداهمات في سبع ولايات في إطار التحقيق بشأن ناشطينين بيئيين يُشتبه بتشكيلهم أو دعمهم جماعة إجرامية، وذلك بسبب نشاطاتهم المثيرة للجدل.
ويُشتبه بسبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 و28 عاماً. ولم يُعتقل أي شخص خلال المداهمات.
وعطلت منظمة “الجيل الأخير” حركة المرور لأشهر في المدن الألمانية، وقامت بأعمال مثيرة للجدل مثل رمي البطاطس على عمل فني.
وأدان المستشار الألماني أولاف شولتز حملتهم، ووصفها بأنها “مجنونة تماماً”.
وشهدت ألمانيا على مدى أسابيع حرباً ثقافية شرسة، بشأن ما إذا كان يجب تصنيف منظمة “الجيل الأخير” إجرامية من الناحية القانونية.
وطالب نواب حزب المحافظين بتشديد العقوبات، بما في ذلك عقوبة السجن، بينما حذر اليساريون من حملة استبداد خطيرة.
وشارك نحو 170 فرداً من الشرطة في مداهمات الأربعاء لشقق ومباني في برلين وبافاريا وهامبورغ وأماكن أخرى. وأقفلت موقع المنظمة وجمدت حسابين.
ويُتهم المشتبه بهم بتنظيم حملة لجمع ما لا يقل عن 1.4 مليون يورو لتمويل “المزيد من الأعمال الإجرامية”.
المحققون وعناصر الشرطة قالوا إن المداهمات كانت تستهدف الأعضاء المؤسسين في “الجيل الأخير”.
ويُحقق مع اثنين من الناشطين يُشتبه بهما في محاولة تخريب خط أنابيب نفط يمر عبر جبال الألب من الساحل الإيطالي في تريست إلى إنغولشتات، في العام الماضي.
تحركات نشطاء منظمة مؤثرة في برلين. وأصبحت أخبار قطع الناشطين للطراقات، فقرة منتظمة في تقارير المرور الإذاعية. وتوزع منشورات للأسر تدعوهم للتعرف على المنظمة ولحضور جلسات تدريب.
وقطع الناشطون 12 شارعاً الأسبوع الماضي بعد إلصاق أجسادهم على الأرض أو على السيارات. لكن هذه الاعتصامات في الطرقات أثارت انتقادات السائقين.
ونشر عدد كبير من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيها السائقون غاضبين يصرخون في وجه النشطاء.
وتُظهر استطلاعات الرأي، أن معظم الألمان يعارضون أساليب المنظمة. وفي استطلاع أجرته مجلة (دير شبيغل) ذات الميول اليسارية هذا الشهر، قال 79 في المئة من المشاركين إن تصرفات المجموعة كانت خاطئة، بينما أيّد 16في المئة فقط النشطاء.
لكن هذا لا يعني أن جميع الألمان يؤيدون القمع.
يقول العديد من اليساريين والسياسيين البيئيين وكذلك المعلقين على ما جرى، إنهم يعارضون أساليب المجموعة، لأنها تثير غضب الناس بدلاً من كسب تأييدهم في حماية البيئة. لكنهم يحاججون بأن حق النشطاء القيام بحملات سلمية يجب أن يستمر.
وأدانت منظمة “الجيل الاخير” مستخدمة عبارة المستشار الألماني “مجنونة تماما” كهاشتاغ. وتساءلت متى ستبحث السلطات بدلا من ذلك في “هيكليات اللوبي ومصادرة الأموال الحكومية الأحفورية”.
كما انتقدت منظمة بيئية أخرى تدعى “إندي غيلاندي” المداهمات ضد الأشخاص الذين يريدون “رفع الصوت بشأن أزمة المناخ بدلاً من أولئك المسؤولين عنها”.
وتقوم منظمة “الجيل الأخير” بحملات للحد من السرعة القصوى على الطرقات السريعة إلى 100 كلم في الساعة.
ولعبت المجموعة دوراً مهمًا ضد توسيع منجم للفحم في قرية لوتزراس في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث اعتُقلت الناشطة غريتا ثونبيرغ لوقت قصير.
ورمى ناشطان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي البطاطس المهروسة على لوحة لكلود مونيه في متحف في بوتسدام قرب برلين، ثم ألصقا نفسيهما على جدار. وهو أسلوب يعكس احتجاجات مشابهة تقوم بها المجموعة البيئية “فقط أوقفوا النفط – Just Stop Oil” في بريطانيا.
ولا تقتصر حملات “الجيل الأخير” على ألمانيا فقط. ففي فيينا، ألصق ناشطان نفسيهما في مكان مواجه للبرلمان النمساوي يوم الأربعاء، في تحدٍ لمنع الاحتجاجات خارج المبنى.
ومثل ثلاثة نشطاء إيطاليين أمام المحكمة الأربعاء لأنهما ألصقا نفسيهما بمنحوتة في متحف الفاتيكان، يعود تاريخها إلى العصر الروماني في أغسطس/ آب الماضي. وقام ناشطون من المنظمة برمي طلاء أسود في نافورة تريفي في روما احتجاجا على الوقود الأحفوري.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.