وردت أنباء عن عودة الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما يشكل خرقا للهدنة التي وافق عليها الطرفان يوم الجمعة بمناسبة عيد الفطر.
واتهم الجيش قوات الدعم السريع بخرق الهدنة، وحمّلها مسؤولية “القصف العشوائي” للمطار والقصر الرئاسي.
وأفاد شهود عيان بوقوع إطلاق نار متقطع بين الطرفين في مناطق بالعاصمة الخرطوم، وذلك بعد وقوع عدة انفجارات لليلة السابعة على التوالي.
وكان الجيش السوداني قد أعلن يوم الجمعة عن موافقته على هدنة مدتها 72 ساعة، بمناسبة عيد الفطر وللسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
وجاء ذلك عقب إعلان صدر عن قوات الدعم السريع في وقت سابق، بالموافقة على الهدنة التي دعا إليها أيضاً كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ورحب بلينكن بإعلان الطرفين موافقتهما على الهدنة وقال: “من الواضح، رغم ذلك، أن القتال مستمر وهناك انعدام ثقة خطير بين الجانبين”، وحثّ على “وقف القتال مؤقتاً” و على “السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق”.
ودعت بريطانيا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، بشأن التطورات في السودان.
وأفادت منظمة الصحة العالمية عن مقتل أكثر من 400 شخص. وطالبت منظمة الصليب الأحمر الدولي بوصول المساعدات الإنسانية “بشكل فوري ودون عراقيل”.
وأفادت الأمم المتحدة بنزوح ما يصل إلى 20 ألف شخص إلى تشاد.
واندلعت الاشتباكات منذ أسبوع بين قوات الجيش المسلحة تحت قيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائب البرهان، محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، فيما رآه محللون صراعاً بين الجنرالين على السلطة.
جهود دولية لإجلاء الرعايا
في غضون ذلك، وضعت دولا خططاً لإجلاء رعاياها من السودان.
وأعلنت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة أن استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع يعرض محاولات إجلاء موظفي سفارتها في الخرطوم لخطر كبير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل إنه “بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، فإنه ليس من الآمن في الوقت الحالي إجراء إخلاء منسق من قبل الحكومة الأمريكية”.
وقال باتيل “لقد أوضحنا للجانبين أن أي هجمات أو تهديدات أو مخاطر يتعرض لها دبلوماسيونا، هي غير مقبولة على الإطلاق”.
وأعلنت وزارة الدفاع يوم الخميس أنها تحشد قواتها في المنطقة لدعم عملية إجلاء، يفترض أن تكون موجهة من القاعدة الأمريكية في جيبوتي.
وقالت في بيان “إننا ننشر قدرات إضافية في مكان قريب في المنطقة لأغراض طارئة، تتعلق بتأمين وربما تسهيل مغادرة موظفي السفارة الأمريكية من السودان”.
ونشرت كوريا الجنوبية واليابان قوات في دول مجاورة للغرض نفسه، وستقوم دول الاتحاد الأوروبي بخطوات مماثلة.
وأفادت تقارير عن وضع بريطانيا قوات وطائرات في حالة تأهب لإخلاء موظفي السفارة والمدنيين إذا لزم الأمر.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن وزارة الدفاع منخرطة في “التخطيط الحذر” فيما يتعلق بالصراع الحالي في السودان.
وبحث رئيس الوزراء البريطاني مع رئيس جيبوتي في وقت سابق من يوم الجمعة، الوضع الأمني في السودان وسبل حماية بريطانيا لمواطنيها.
وذكرت مجلة دير شبيغل الأسبوعية الألمانية أن برلين ألغت محاولة لإجلاء رعاياها من السودان يوم الأربعاء.
وقالت إن ثلاث طائرات نقل عسكرية اتجهت إلى البلاد لإجلاء 150 مواطناً ألمانياً، لكنها تلقت تعليمات بالعودة.
وأعلنت كوريا الجنوبية الجمعة أنها سترسل طائرة عسكرية وجنودا، للاستعداد لإجلاء رعاياها من القاعدة الأمريكية في جيبوتي.
وقالت اليابان إنها تستعد لإجلاء رعاياها من السودان. وقال المتحدث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو إن نحو 60 يابانيا موجودون في السودان، من بينهم موظفو السفارة. وتمتلك اليابان أيضا قاعدة في جيبوتي خاصة بقوات الدفاع الذاتي اليابانية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.