أجلت العديد من الدول دبلوماسييها ورعاياها من العاصمة السودانية مع استمرارالقتال العنيف الذي يحتدم في الخرطوم.
فقد أعلنت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأحد عن نقل دبلوماسييها عبر جسر جوي إلى خارج البلاد.
وتعتبر فرنسا وألمانيا وإيطاليا من بين دول أخرى تعمل أيضاً على تنظيم عمليات إجلاء تبدأ الأحد.
وكان صراع شرس على السلطة بين الجيش النظامي وقوات شبه عسكرية قوية قد أدى إلى أعمال عنف في جميع أنحاء البلاد.
وقالت السلطات الأمريكية إنها نقلت جواً عدداً يقل عن 100 شخص بثلاث مروحيات من طراز تشينوك صباح الأحد في عملية وصفتها بـ “السريعة والنظيفة”.
وأغلقت السفارة الأمريكية في الخرطوم أبوابها الآن، وقالت في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر إن الوضع غير آمن بما فيه الكفاية كي تقوم الحكومة بإجلاء مواطنين أمريكيين من الأشخاص العاديين.
وتمكنت الحكومة البريطانية من نقل الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم في جسر جوي إلى خارج البلاد فيما وصف بعملية “معقدة وسريعة”. وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي إن الخيارات المتاحة لإجلاء ما تبقى من المواطنين البريطانيين في السودان “محدودة جداً”.
وقامت عدة دول أخرى بعمليات إجلاء الأحد:
- أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصول طائرة إلى جيبوتي الأحد تحمل مواطنين فرنسيين وآخرين
- غادرت ثلة من المواطنين الهولنديين الخرطوم على متن الطائرة الفرنسية، وتأمل هولندا بإخراج المزيد من المواطنين جواً مساء الأحد
- تجري ألمانيا عملية إجلاء لمواطنيها، مع هبوط أول طائرة عسكرية لها في الخرطوم بعد ظهيرة يوم الأحد
- بدأت عملية الإجلاء التي تقوم بها إيطاليا أيضاً، وفقاً لوسائل إعلام محلية
وأجلت دول أخرى بنجاح أشخاصاً السبت. فقد تم إجلاء أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من مواطني دول خليجية، بالإضافة إلى مصر وباكستان وكندا، عبر البحر إلى ميناء جدة السعودي.
في هذه الأثناء، تفيد تقارير بأن شبكة الانترنت انهارت بشكل شبه كلي في السودان، الأمر الذي من شأنه أن يعيق بشكل جدي تنسيق المساعدة لأولئك العالقين في الخرطوم ومدن أخرى.
وشهد الصراع على السلطة قصفاً بالمدفعية الثقيلة في العاصمة، مع مقتل المئات وجرح آلاف غيرهم.
وصدرت نداءات يائسة للمساعدة من قبل الكثير من الطلاب الأجانب- من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط- العالقين أيضاً في الخرطوم، وهي المدينة التي تضم نحو ستة ملايين نسمة.
وأدى إطلاق النار والقصف شبه المستمر في الخرطوم وأماكن أخرى إلى قطع الكهرباء وإمكانية الوصول الآمن إلى الغذاء والماء عن جزء كبير من السكان.
وقد تم تجاهل العديد من الهدنات التي بدت وكأنها متفق عليها من الجانبين، ومن بينها وقف لأطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر، الذي بدأ الجمعة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن القتال أودى بحياة أكثر من 400 شخص وجرح الآلاف. لكن حصيلة القتلى يُعتقد أنها أعلى بكثير مع صعوبة حصول الناس على الرعاية الصحية، حيث أن معظم المستشفيات في المدينة اضطرت للإغلاق بفعل القتال.
وبالإضافة إلى الخرطوم، تأثرت منطقة دارفور الواقعة غربي البلاد، وهي المنطقة التي ظهرت فيها قوات الدعم السريع لأول مرة، بشكل كبير بالقتال الدائر.
وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 20 ألف شخص- معظمهم من الأطفال والنساء- فروا من السودان بحثاً عن الأمان في تشاد، عبر الحدود من دارفور.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.