وقع المرشحان الرئاسيان السابقان في أفغانستان، أشرف غاني وعبد الله عبد الله، على اتفاقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويقضي الاتفاق أن يكون غاني رئيسا لأفغانستان في حين يعين عبد الله أرفع مسؤول تنفيذي في البلد بصلاحيات تماثل صلاحيات رئيس الوزراء.
وتأتي الاتفاقية التي بثت وقائعها على شاشة التلفزيون الوطني بعد أشهر من النزاع بين الطرفين في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت الجولة الأولى منها في شهر أبريل/نيسان والجولة الثانية في شهر يونيو/حزيران الماضي.
ومن المقرر أن تعلن السلطات الانتخابية في وقت لاحق عن النتائج النهائية للانتخابات بعد تدقيق جميع الأصوات المدلى بها والبالغ عددها 8 ملايين صوت في أعقاب تبادل اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات.
وأدى النزاع بين الطرفين إلى حالة من عدم اليقين السياسي في أفغانستان والإضرار بالاقتصاد الوطني في ظل تدهور الأمن.
وسادت مخاوف بشأن احتمال انزلاق البلد إلى حرب أهلية إذ ينتمي غاني إلى إثنية البشتون في حين ينتمي عبد الله إلى إثنية الطاجيك.
ووقع الطرفان على الاتفاق خلال مراسم بالقصر الرئاسي بالعاصمة كابول، ثم تعانق الرجلان.
وأشاد الرئيس المنتهية ولايته، حامد كرزاي، بالاتفاق قائلا “إنه (فرصة) لتحقيق التقدم والتنمية في البلد”.
كما أشادت الولايات المتحدة بالاتفاق إذ قال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إرنست “إنها فرصة مهمة لتحقيق الوحدة”.
ويقول مراسل بي بي سي في أفغانستان، ديفيد لوين، الذي اطلع على نسخة من الاتفاق إنه يساعد على تجنب العنف من قبل أنصار الطرفين.
وأضاف مراسلنا أن الاتفاق ينص على أن أرفع مسؤول تنفيذي (رئيس الوزراء) سيكون مسؤولا أمام رئيس أفغانستان، غاني.
مستقبل أفغانستان
وينص الاتفاق أيضا على أن يقف أرفع مسؤول تنفيذي يعينه عبد الله جنبا إلى جنب مع الرئيس الأفغاني خلال مراسم التنصيب خلال الأيام القليلة المقبلة في إشارة على ما يبدو إلى أنهما يحظيان بنفس المرتبة.
ومن المقرر أن يكون لعبد الله الحق في تعيين كبار المسؤولين على أساس “المساواة” مع الرئيس غاني.
وينص الاتفاق كذلك على أن “الفريقين سوف يُمثلان في المستويات القيادية العليا بالتساوي”.
لكن مراسلنا يقول إنه لا توجد مذكرة ثنائية مكتوبة بخصوص هذه الوظائف، الأمر الذي قد يثير الجدل بين الفريقين مستقبلا.
وتدعو الاتفاقية إلى التحلي بروح الشراكة، ولكن بعد الحملات الانتخابية التي واجهت الكثير من الصعوبات وأشهر من النزاع على السلطة، لا توجد ضمانات في الوقت الحالي لاستقرار الحكومة.
وكان عبد الله قد صرح لبي بي سي في وقت سابق بأنه يقبل بأن يكون غاني هو الرئيس.
وصرح المتحدث باسم غاني بأنه لم يعد هناك أي خلافات بين الجانبين.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تكون من بين المهام الأولى للرئيس توقيع اتفاقية أمنية ثنائية مع الولايات المتحدة.
وسوف تسمح الاتفاقية ببقاء عدد محدود من القوات الأمريكية في أفغانستان بعد انتهاء عام 2014 بهدف تدريب قوات الأمن الأفغانية.
يُذكر أن كرزاي كان قد رفض توقيع الاتفاقية الأمنية المرتبطة باستمرار المعونة المطلوبة لسداد رواتب الموظفين الحكوميين، والمعلمين، والجنود.
وكان كلا من عبد الله وغاني قد تعهدا من قبل بتوقيع تلك الاتفاقية الأمنية.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.