وجاء هذا الإعلان في أعقاب الأداء القوي للعام الماضي 2022، وإظهار الابتكار والمرونة والتكامل بين قطاعيها.
وفي حوار مع ممثلي وسائل الإعلام، أكد سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أن الثقافة تأتي في صميم خطط الدائرة، مشيدا بالدور الذي تلعبه في النهوض بمجتمعات تتصف بالابتكار والمرونة. وضمن هدفها الاستراتيجي المتمثل في تعزيز الهوية الوطنية القوية، تواصل الدائرة مهمتها لتعزيز ونشر التراث الإماراتي والهوية الثقافية.
وقال الحوسني : “بما أن الثقافة تأتي في قلب كافة عملياتنا وأنشطتنا، فقد حفزنا ذلك على صياغة أهداف طموحة للعام الجاري 2023. ويجسد ذلك مساعينا الهادفة إلى تعزيز مكانة قطاعي الثقافة والسياحة أبوظبي وحماية تقدمها ودعم ازدهارها، وتعريف العالم أجمع بها. وفي هذا الصدد، فإننا نعرب عن فخرنا بنشر بعض نتائجنا للعام 2022، لاسيما وأنها تظهر بجلاء جهودنا لدعم نمو قطاعي الثقافة والسياحة وتعزيز حيويتهما ومرونتهما، انطلاقا من الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، إلى جانب الاستفادة من الشراكات مع الصناعات الإبداعية المختلفة”.
وأضاف: “إننا نسهم في تقدم أبوظبي وازدهارها من خلال دعم خلق فرص العمل الجديدة، ودفع وتيرة النمو في قطاع الثقافة من خلال الصناعات الثقافية والإبداعية، إلى جانب تمكين سياحة الأعمال والترفيه ودعم نموها. ويتمثل هدفنا الأسمى في الترويج للإمارة، والإسهام في إثراء حياة الناس فيها”.
خطط 2023.. إثراء حياة الناس ودعم النمو
وتركز دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الدائرة على تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية، ورعاية المواهب، وتوفير وعي أفضل بالتراث والقيم الإماراتية، وتطوير مشهد ثقافي قوي ومبتكر. وتواصل الدائرة تطوير السياسات للحفاظ على تراث أبوظبي ومتاحف الإمارة ومواقعها الثقافية، إضافة إلى تنظيم برامج الفنون المرئية والأدائية، واستقطاب جمهور متنوع من داخل الإمارات والمنطقة والعالم.
وترى الدائرة في قطاعي الثقافة والسياحة عاملين مهمّين لتمكين تطوّر الإمارة، ويعكس دعمها للصناعات الثقافية والإبداعية مدى التزامها ببناء اقتصاد محلي يتسم بالتنوع والديناميكية والاستدامة.
وباعتبارها الجهة القائمة على تأسيس وتطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية مع شركائها، ستدعم الدائرة توفير أكثر من 300 وظيفة في صناعة الألعاب الإلكترونية سريعة النمو. وستتم ترجمة هذا الهدف عبر أكثر من 20 شركة جديدة، مع إمكانية تحقيق توسع كبير، للتأسيس لمنظومة ناجحة للألعاب والرياضات الإلكترونية في أبوظبي.
وتعمل الدائرة أيضا على تعزيز اللغة العربية وحمايتها، لضمان ربط مبادراتها العديدة مع مسيرة الإمارة وسياق تطورها وأصالتها معاً. حيث يركز مركز أبوظبي للغة العربية على تشجيع إتقان اللغة العربية بين مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، مع دعم نمو صناعة النشر باللغة العربية من خلال مشاريع رئيسية مثل “كلمة” و”إصدارات”. كما يعد تشجيع شرائح المجتمع على زيارة معارض الكتاب والمهرجانات إحدى الركائز الاستراتيجية للمركز.
وأضاف الحوسني: “تسهم هذه الخطط مجتمعة في تعزيز مكانة عاصمتنا كمنصة رئيسية للثقافة والإبداع، حيث تزدهر فيها ريادة الفكر والتبادل الثقافي والابتكار. وفي الوقت نفسه، نفخر بمواصلة تطوير المتاحف الكبرى في أبوظبي، مثل متحف زايد الوطني ومتحف غوغنهايم أبوظبي ومتحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي ومتحف العين، كما نعمل على استضافة المزيد من الفعاليات الثقافية، ومن أبرزها “القمة الثقافية أبوظبي”، التي سيتم تنظيمها في وقت لاحق من هذا العام. وستستقطب النسخة السادسة من هذه القمة نخبة القادة من مجال الفنون والتراث والإعلام والمتاحف والسياسة العامة والتكنولوجيا. وسيناقش المشاركون السبل التي ترتكز عليها الثقافة لتسهم في إحداث التغييرات الإيجابية في المجتمعات حول العالم”.
أهداف سياحية طموحة
في إطار المساعي الهادفة لجذب أكثر من 24 مليون زائر في العام 2023 من 18 مليونا استقطبتهم طوال العام 2022، تتواصل الجهود الرامية للترويج لأبوظبي كوجهة سياحية، ومن ذلك على سبيل المثال افتتاح العديد من مناطق ومشاريع الجذب السياحي الجديدة مؤخرا، ومن أبرزها سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي ومجمع بكسول للألعاب وحديقة المغامرات (أدرينارك أدفنتشر) و”سنو أبوظبي”. وتتيح هذه المعالم للزوار المزيد من الفرص للاستمتاع بكافة العروض والخدمات التي تقدمها أبوظبي لهم، وحفزهم على زيارتها مرات متتالية.
وكانت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قد أطلقت علامة الوجهة واختارت لها شعار “حيّاكم في أبوظبي”، بهدف الترويج للإمارة كوجهة سياحية على مدار العام، كما تقدم لزوارها تجارب مثيرة وملهمة ومبتكرة، وتتيح للزوار اكتشافها بطرقهم الخاصة. ويشمل ذلك عرض “الواحة الحية” لمنطقة العين، وتوفير تجربة أصيلة للزوار من المنطقة والمهتمين بالفعاليات الثقافية.
وخلال العام الجاري 2023، ستصل تجربة “حياكم في أبوظبي” إلى أكثر من 40 محطة حول العالم، وذلك من خلال إطلاقها 22 حملة إبداعية. وفي إطار الجهود ذاتها، أطلقت مبادرة “حيّاكم في أبوظبي” سلسلة من الحملات المصممة خصيصا لعدد من الأسواق في العام 2023، من ضمنها فيديو ترويجي للوجهة والمخصص لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لسفراء الحملة الفنان أحمد حلمي والفنانة منى زكي. كما وقعت اتفاقية لسفير العلامة التجارية لمدة عامين مع نجم بوليوود، رانفير سينغ، في خطوة رائعة ضمنت لها إحداث صدى واسع في أوساط الجماهير الهندية.
ويتم جمع الفعاليات والتجارب على مدار العام في أبوظبي ضمن أجندة خاصة بالإمارة تكون حافلة بالكثير من الأنشطة والفعاليات الرائعة والمثيرة، وتصاحبها أيضاً عروض ترفيهية وحفلات موسيقية مناسبة لجميع أفراد العائلة، وتكملها علاقات تعاون مع شركاء عالميين، مثل منافسات بطولة “يو إف سي” ومباريات الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية وسباقات سيارات الفورمولا 1. وتشتمل الأجندة أيضاً مهرجانات تسوق موسمية، وفعاليات أخرى تتعلق بمهرجات الطهي والمأكولات، وفعاليات وبرامج متنوعة تحفز نمو السياحة وزيارات السياح إلى الإمارة.
2022.. عام من المبادرات الناجحة عبر قطاعي الثقافة والسياحة
كشفت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن تفاصيل تتعلق بأعداد الزوار خلال العام 2022 في تقريرها السنوي، وذلك من أجل إلقاء الضوء على النجاح الذي حققته إمارة أبوظبي في استقطاب 18 مليون زائر على مدار العام، أي بزيادة قدرها 17 بالمئة مقارنة بأعداد الزوار الذين قصدوها طوال العام السابق بعد تعافيها من تبعات الجائحة.
ويوضح هذا النمو في أعداد السياح المحليين والدوليين على حد سواء زيادة الوعي بأبوظبي كوجهة، وجاذبيتها الواسعة بفضل وجود مجموعة واسعة من التجارب الثقافية والترفيهية الرياضية، والمعارض التجارية، والعروض الترويجية الدولية على مدار العام.
وتأكيدا على أهمية الثقافة في بناء مجتمعات قوية ومبتكرة، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي التقرير المشترك “الثقافة في زمن كوفيد-19: الصمود والتجدد والنهضة”، والذي يُقدم نظرة عامة عالمية حول مدى تأثير الوباء على العالم، وتحديداً على قطاع الثقافة منذ بدء الجائحة في مارس 2020، وتحديد مسارات إعادة إحياء قطاع الثقافة الحيوي، والاستراتيجيات التي ستشكل القطاع بشكل أفضل ليصبح قطاعاً مرناً ومستداماً للأجيال القادمة.
ونظمت الدائرة عددا من المعارض الرئيسية وسلسلة رائعة من برامج الفنون المرئية والمسرحية عبر متاحفها ومواقعها الثقافية المختلفة، واستقبلت أكثر من 245,000 طالب لتعريفهم بالمشهد الثقافي في أبوظبي.
والتزاما بمهمتها المتمثلة في زيادة الوعي بالتراث الإماراتي، أدرجت الدائرة عنصرين جديدين من عناصر التراث الثقافي غير المادي في قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، بما في ذلك الحداء، وهو الفن القديم للنداء على الإبل، وشجرة نخيل التمر. وواصلت الدائرة أيضاً تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية الكبرى، مثل فن أبوظبي، ومهرجان الحصن، ومهرجان الحرف والصناعات التقليدية، ومهرجان التراث البحري، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب ومهرجان العين للكتاب.
وأعلنت الدائرة عن متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي، وقامت بالترويج له على مستوى العالم من خلال معرض تعريفي عرضت فيه الديناصور تي ريكس “ستان” الذي يعود تاريخه إلى 67 مليون عام. وسلط هذا الحدث الضوء على أهمية “الوجهة الجديدة للتاريخ الوطني”، ومكانة المتحف كمؤسسة بحثية وتعليمية وعلمية، إضافة إلى كونه مورداً تعليمياً للتعرف على توالي فصول قصة كوكب الأرض، من خلال عدسة عربية تهدف إلى إشعال الشغف بين الزوار من جميع الأعمار، ودعوتهم لاستكشاف العالم الطبيعي.
وعملت الدائرة على تعزيز زخم ترقب إطلاق (تيم لاب فينومينا أبوظبي)، من خلال معرض فني غامر أتاح للزوار تجربة الفن الرقمي على أرض الواقع.
الترويج السياحي في أبوظبي
أكدت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي نمو الزيارات الترفيهية وزيارات الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، وكشفت عن زيادة في معدلات إشغال الفنادق للعام 2022 بنسبة فاقت 70 بالمئة، لتتجاوز في ذلك المتوسط العام لمنطقة الشرق الأوسط. وشمل ذلك زيادة بنسبة 24 بالمئة في عدد نزلاء الفنادق ليصل إلى 4.1 مليون مقارنةً بالعام 2021، في حين كان متوسط مدة الإقامة لكل زائر ثلاث ليالٍ، ما أدى إلى تحقيق زيادة كبيرة بنسبة 18 بالمئة على أساس سنوي في الإيرادات لكل غرفة متاحة مقارنة بالعام 2022.
وتفخر أبوظبي بتحقيقها سمعة واسعة النطاق كمركز عالمي للأعمال، وإلى جانب ذلك تم تعزيز مكانتها كوجهة رئيسية لفعاليات الأعمال، حيث استقبلت 600,000 زائر لحضور الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، كما استضافت 1210 فعاليات تراوحت بين المعارض والمؤتمرات والاجتماعات طوال العام 2022، لتتمكن من عرض وجهاتها وفنادقها ومرافقها ومعالمها الداعمة الرائدة عالمياً.
وتم تعزيز زيادة أنشطة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض من خلال المبادرة المحسنة التي أطلقتها الدائرة تحت اسم (برنامج فرص أبوظبي) Advantage Abu Dhabi 2.0، التي توفر مجموعة من سبل الدعم والحوافز لمنظمي الفعاليات ومخططي الاجتماعات في جميع أنحاء العالم، لضمان استحواذ الإمارة على مرتبة الصدارة في أذهان المهتمين، باعتبارها مركزاً إقليمياً لفعاليات الأعمال.
وحول مستقبل نشاط الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في أبوظبي، فازت الدائرة مؤخرا بعرض استضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر (MC13) لمنظمة التجارة العالمية. ومن خلال استضافتها هذا الحدث الذي يتم تنظيمه كل عامين للمرة الأولى، سيسهم في ترسيخ مكانة عاصمة الإمارات كوجهة مفضلة، وإبراز قدراتها المثالية لتنظيم المؤتمرات العالمية المهمة.
وتواصل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي العمل مع ميرال والاتحاد للطيران ومركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) وشركاء آخرين في مجال المعارض والمؤتمرات لجذب المزيد من الاجتماعات والفعاليات إلى الإمارة.
وتم تصنيف أبوظبي مؤخراً كأفضل مدينة في الشرق الأوسط لاستضافة اجتماعات الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.