- كارمل أوغرادي
- بي بي سي
سافرت مصممة الأزياء الكينية نثينيا مويندوا إلى لوس أنجليس بهدف ضمان الترويج لحقائبها الفاخرة وتصويرها على السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز الأوسكار.
وتتاح حقائب مويندوا للمشاهير في ما يسمى “جناح الهدايا”. ففي هذه المناسبات، تعرض المنتجات في غرف الفنادق ويدعى النجوم لاختيارها مجاناً.
ويحدث ذلك على أمل أن يدعم الفنانون العلامة التجارية أو أن يرتدوا منتجات منها على السجادة الحمراء.
واختيرت حقائب الفنانة البالغة من العمر 37 عاماً من قبل، لكن مويندوا لم تحضر أبدا إلى هوليوود لترى البريق والسحر بنفسها.
وأدت شراكة بين الحكومة الكينية وشركة تدير أجنحة هدايا في حفل الأوسكار العام الماضي إلى عرض بعض إبداعاتها.
واختيرت أحد تصاميمها من قبل الممثلة الأمريكية الحائزة على جوائز فيولا ديفيس.
في اللحظة التي حدث فيها ذلك، سجلت مبيعاتها ارتفاعاً كبيراً.
“كأنهم يعتقدون أنه من الأفضل أن نشتري حقيبة منها قبل أن تصبح باهظة الثمن”، بحسب ما قالته مويندوا لبي بي سي.
وتبلغ تكلفة حقائب المصممة ما بين 150 دولاراً إلى 420 دولاراً،
“صراخ منتصف الليل”
قدمت هذه الشهرة العالمية دفعة تشتد الحاجة إليها بعد جائحة كورونا، وزادت بشكل كبير من مبيعات مويندوا في إفريقيا.
“فجأة، بدأ الكينيون ينتبهون. كأنهم يتساءلون، أين كانت هذه الفتاة؟ كانت تقوم بكل هذه الأشياء الكبيرة”.
وفي فبراير/ شباط، ظهرت إحدى حقائب مويندوا في جناح هدايا بجوائز غرامي، والتي كانت تضم أكبر الأسماء الموسيقية.
كانت محظوظة واختارت حقيبتها بيانكا أتربيري، المغنية وكاتبة الأغاني الأمريكية.
قالت مويندوا “كان حقيبة معصم من جلد السمكة الحمراء. إنها مجرد محفظة صغيرة. يمكنها أن تتسع لأحمر الشفاه وبطاقة الائتمان وهاتفك. شيء سهل حقاً وغير رسمي للارتداء، ولكنه أيضاً أنيق للغاية”.
“كانت تلك مفاجأة كبيرة. ثم عندما تبين أنها كانت تحملها على السجادة الحمراء، يا إلهي”.
كانت في منزلها في العاصمة الكينية نيروبي عندما نشرت على الإنترنت صور المغنية مع حقيبتها. امتلأ هاتفها بالرسائل، ولكن مع حلول منتصف الليل في كينيا، لم يكن لديها من تحتفل معه.
“كنت أصرخ بمفردي لأن الجميع كانوا نائمين … لقد كان الأمر مذهلاً”.
وقد دفع كل هذا بالمبيعات إلى خارج القارة الأفريقية، وتقول مويندوا إن منتج بيونسيه اتصل بها.
“إنه أمر رائع حقاً الآن لأن الناس يتعرفون علي بالفعل بسبب عملي”.
الحفاظ على تقاليد الماساي
حقائب مويندوا مصنوعة من مواد مستدامة مثل جلد السمك المهمل وجلود البقر. كما أنها تتميز بأعمال خرزية معقدة.
وجاء ذلك نتيجة تأثرها بوالدتها، وهي من شعب الماساي وتنحدر في الأصل من مقاطعة كاجيادو في جنوب غرب كينيا، حيث توظف مويندوا شابات من الماساي للقيام بأعمال الخرز للحقائب.
وتقول رائدة الأعمال في مجال الأزياء إنها تجعلها سعيدة حقا بالعمل مع المجتمع والمساعدة في ضمان قيمة أعمال خرز الماساي التقليدية بما يتجاوز بيعها كحلي سياحية.
وبالنسبة لمجتمعات الماساي المختلفة، يمثل عمل الخرز أشياء مختلفة – بأنماطها وألوانها الخاصة.
“أعمال الخرز من تنزانيا كلها بيضاء ومن ثم فإن الخرز من مسقط رأس أمي [في مقاطعة ناروك] مختلف”.
“لذلك أردت الحفاظ على هذه القصص لأنني شعرت أنها بدأت تختفي وأن الناس لم يعرفوا تلك المعلومات، والتي يمكن أن تجعلك تتعرف إلى عشيرة بمجرد النظر إلى زخرفة الخرز”.
كما غير إقبال المشاهير طريقة عمل مويندوا التي درست في مدرسة أرسوتوريا المرموقة لتصميم الحقائب والأحذية في مدينة ميلانو الإيطالية.
“لقد جعلني أفكر بشكل مختلف قليلا، في ما يتعلق بالسوق الدولية”.
“إذا شوهدت حقيبة واحدة على السجادة الحمراء، فما هو الخط التالي الذي سأصممه، أو المجموعة التالية؟ كما تعلمون ، كيف سيبدو ذلك إذا كان على السجادة الحمراء؟”
“لقد غيرت وجهة نظري في ما يتعلق بكيفية التصميم الآن”.
الدعوة إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام أمر “مذهل”، كما تقول مويندوا التي تعمل مع جناح هدايا دي بي إيه لوكس.
وهي تأمل أن يؤدي وجودها شخصيا للترويج لحقائبها إلى نتائج أفضل.
وتقول إن التركز على منتجاتها قد يجني ثمارا لها ولأولئك الذين يساعدون في صنع الحقائب.
“أنا ممتنة حقا لهذه الفرصة لتسليط الضوء على تراثي، وأن أكون قادرة على مشاركة قصصنا من خلال الحقائب الجميلة”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.