وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، إن الطراز الأحدث هو الأول من هواتفها الذكية الذي تم تصميمه من الألف إلى الياء للذكاء الاصطناعي “وقدراته الرائدة”، في حين تجمع الحضور في مسرح ستيف جوبز في حرم أبل في كوبيرتينو لحضور حدث إطلاق المنتج السنوي.
يأتي هاتف آيفون 16، الذي سيطرح للبيع في 20 سبتمبر مع بدء الطلبات المسبقة يوم الجمعة المقبل، في الوقت الذي تتحرك فيه شركة التكنولوجيا العملاقة لترسيخ نفسها كلاعب في مجال الذكاء الاصطناعي وإحياء مبيعات آيفون المتراجعة من خلال ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة في أحدث نظام تشغيل لها iOS18 على الرغم من أن المحللين اتفقوا على أن الإطلاق يفتقر إلى أي مفاجآت كبيرة، وفق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه.
ويتوقع محللو وول ستريت أن تشهد مبيعات آيفون ارتفاعا العام المقبل بفضل ميزات “آبل إنتليجنس” الجديدة، والتي تتضمن مساعد صوت Siri محسن، وميزات تحرير الصور، وأدوات مساعدة في الكتابة، والوصول المجاني إلى ChatGPT من خلال شراكة مع OpenAI .
وقد قدم حدث يوم الاثنين مزيدا من الوضوح بشأن توقيت عمليات الإطلاق هذه، والتي ستبدأ بعد أسابيع من بيع أول هواتف آيفون 16.
آبل إنتليجنس
وأعلنت الشركة أن بعض العناصر الرئيسية من عرضها الخاص بـ Apple Intelligence سوف يتم إطلاقها الشهر المقبل باللغة الإنجليزية الأميركية، وسيتم طرحها باللغة الإنجليزية المحلية في المملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا في ديسمبر. كما ستتم إضافة اللغات الصينية واليابانية والفرنسية والإسبانية في العام المقبل.
وتشمل هذه التطبيقات Siri المحسّن، وأدوات المساعدة في الكتابة، وملخصات البريد الإلكتروني والإشعارات. وتمثل هذه التطبيقات مجتمعة الموجة الأولى من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تأمل Apple أن تعمل على تحويل أجهزة المستهلك. كما سيتوفر Apple Intelligence على iPad وMacBook.
ومن المتوقع أن يصل تطبيق يتيح الوصول إلى ChatGPT الخاص بشركة OpenAI على أجهزة iPhone إلى المستخدمين بحلول نهاية العام، متأخرًا قليلًا عن الدفعة الأولى من التطبيقات التي تعزز الإنتاجية والمقرر إطلاقها في أكتوبر.
وقد ظهرت مغازلة أبل لشركة OpenAI المدعومة من مايكروسوفت – بما في ذلك الاستثمار المباشر المحتمل في الأفق إلى جانب Nvidia، والذي من شأنه أن يقدر قيمة شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة بأكثر من 100 مليار دولار – في وقت سابق من هذا العام عندما بدأ المستثمرون في التعبير عن مخاوفهم من أن أبل قد تتخلف عن منافسيها.
الهواتف الجديدة
- سيتوفر هاتف iPhone 16 بأربعة طرز Pro وPro Max وPlus وطراز أساسي.
- يتميز Pro وPro Max بشاشة أكبر وكاميرا أكثر تقدماً.
- سيبلغ سعر الطراز الأساسي 799 دولارًا، وPro 999 دولارًا، وPro Max الأكبر سعرًا 1199 دولارًا.
- يتميز هاتف آيفون 16 بشريحة A18 الجديدة، والتي من شأنها تحسين الأداء للتعامل مع متطلبات تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا على الجهاز.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز يوم السبت أن الشريحة صُممت على أساس بنية V9 من الجيل التالي من Arm.
وقال نائب رئيس مجموعة هندسة السيليكون بالشركة، سريبالان سانثانام، إن الشريحة أظهرت أن أبل تتقدم “جيلين إلى الأمام”، حيث أصبحت A18 “أسرع بنسبة تصل إلى 30 بالمئة” من المعالجات الموجودة في آيفون 15، بل وتتحدى حتى “أجهزة الكمبيوتر المكتبية المتطورة”.
وأضاف أن النسخة المحسنة من شريحة A18 في طرازات Pro من هاتف iPhone 16 ستكون “أسرع وحدة معالجة مركزية في أي هاتف ذكي”.
إصدارات جديدة
وقالت أبل أيضاً إن Apple Watch Series 10 ستكون متاحة اعتباراً من 20 سبتمبر. وأفات الشركة بأن Series 10 تتميز بشاشة أكبر وتصميم أنحف وشحن أسرع للبطارية وشريحة S10 جديدة للتعلم الآلي. كما ستأتي مع ميزة جديدة لاكتشاف انقطاع التنفس أثناء النوم.
كذلك، قامت شركة Apple بتسويق AirPods Pro 2 كمنتج يتمتع “بقدرات صحية مذهلة”، بما في ذلك ثلاث ميزات مخصصة للصحة.
ستكون حماية السمع، التي يتم تشغيلها افتراضيًا عبر أوضاع الاستماع، متاحة لجميع المستخدمين. وبما أن 80 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة لم يخضعوا لفحص السمع في السنوات الخمس الماضية، وفقًا لشركة أبل، فقد قدمت الشركة اختبار سمع تم التحقق من صحته سريريًا مع AirPods Pro وiPhone والذي يستغرق إكماله خمس دقائق فقط، وفقًا للشركة.
كذلك ستحتوي AirPods Pro أيضًا على ميزة مساعدة سمعية من الدرجة السريرية بدون وصفة طبية. وقالت الشركة إنه بعد خضوع المستخدمين لاختبار السمع، يمكن أن تتحول AirPods Pro بسهولة إلى مساعدة سمعية مخصصة. وسيتم تطبيق “ملف تعريف السمع” الناتج تلقائيًا على الموسيقى والأفلام والمكالمات الهاتفية عبر جميع أجهزة المستخدم.
وقالت شركة أبل إن هذه الميزات سوف تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء والهيئات التنظيمية الأخرى قريبًا.
معايير أبل
من جانبه، قال العضو المنتدب لشركة “آي دي تي” للاستشارات والنظم التكنولوجية، خبير أسواق المال محمد سعيد، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
- عندما نتحدث عن منتجات أبل، فإنها دائماً ما ترتبط بالجودة العالية والتميز المستمر.. هذه المعايير مكنت الشركة من الهيمنة على السوق والحفاظ على موقعها الريادي، خاصة بفضل أجهزة مثل الآيفون.
- كل منتج جديد تطلقه أبل يعزز من مكانتها ويجذب عملاءً جددًا، في حين أن عملاءها الحاليين يظلون أوفياء بسبب المستوى الرفيع الذي لا يمكنهم الاستغناء عنه.
- “ما يميز أبل أيضاً هو استمراريتها في تطوير منتجاتها استجابةً لاحتياجات مستخدميها. هذا النهج لا يعزز فقط علاقتها مع العملاء، بل يسهم بشكل مباشر في تحسين أدائها المالي ورفع قيمتها السوقية”.
- الابتكار المستمر في منتجاتها -وهو ما بدا واضحاً في مؤتمرها الأخير والذي شهد الإعلان عن هواتفها الجديدة- يضمن تدفق الأرباح، والمستخدمون يترقبون ما ستقدمه الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشار سعيد إلى أن المنتجات الجديدة تتماشى مع التطورات في الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من ناحية التطوير، بل من حيث الابتكار أيضاً، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي سيعزز كفاءة هذه المنتجات ويزيد من مستوى الأمان السيبراني، مما يوفر حماية أكبر للخصوصية. ومن المتوقع أن تساعد تقنيات أبل الجديدة المستخدمين في تلبية احتياجاتهم قبل حتى أن يطلبوها.
واختتم العضو المنتدب لشركة “آي دي تي” للاستشارات والنظم التكنولوجية حديثه قائلاً: رغم هذه الطموحات، تواجه أبل عدة تحديات رئيسية، على النحو التالي:
- تأخرها في دخول مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بشركات مثل أوبين إيه آي وغوغل ومايكروسوفت
- المنافسة الشديدة والاستثمارات الكبيرة المطلوبة للحاق بركب المنافسين.
- كما أن ثمة تحديات قانونية تتعلق ببعض ممارسات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب إعادة صياغة قانونية.
- ولا ننسى التحديات الأخلاقية، حيث قد يُساء استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق غير مسؤولة.
- وأخيراً، يتطلب الابتكار في هذا المجال استثمارات ضخمة في البحث والتطوير لضمان نجاح دخول أبل في سوق الذكاء الاصطناعي.
الابتكار المستمر
وإلى ذلك، قال المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن ثمة عوامل رئيسية تؤثر على القيمة السوقية لشركة أبل من خلال تجديد المنتجات تشمل:
- كل منتج جديد من أبل -كما المنتجات الأخيرة التي تم الإعلان عن تطويرها- من شأنها أن يجلب ميزات محسنة تجذب المستهلكين، مما يعزز مبيعاتها ويدعم السهم في السوق.
- قاعدة العملاء المخلصين الذين كانوا ينتظرون التحديثات والمنتجات الجديدة يسهمون في استقرار الطلب وارتفاع الإيرادات.
- بفضل التحديثات الدورية والتجديد المستمر، تحافظ أبل على سمعتها كعلامة تجارية فاخرة ورائدة، مما يعزز قيمة الشركة السوقية.
وأضاف: الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لنمو أعمال أبل في المستقبل، ويمكن أن يقدم دفعة قوية بطرق متعددة، على النحو التالي:
- أبل تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم عبر منتجاتها، مثل Siri، ميزة Face ID، وتحسين الصور في iPhone باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- الذكاء الاصطناعي يمكنه تمكين أبل من تقديم تجربة مستخدم شخصية من خلال تحليل بيانات المستخدم لتقديم اقتراحات وخدمات مخصصة، مما يعزز الولاء ويزيد التفاعل مع النظام البيئي لأبل.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في أجهزة مثل Apple Watch لتحليل بيانات الصحة واللياقة بدقة وتقديم توصيات طبية أو لياقية محسنة يمكن أن يدعم نمو هذا القطاع في الشركة.
- أدوات البرمجة التي تعتمد على AI يمكن أن تجعل تطوير التطبيقات أكثر ذكاءً وكفاءة، مما يجذب المزيد من المطورين ويزيد من قوة متجر التطبيقات.
لكنه في الوقت نفسه يُبرز مجموعة من أبرز التحديات التي تواجه الشركة في مضمار الذكاء الاصطناعي، من بينها ما يرتبط بحماية الخصوصية، ذلك أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يتطلب معالجة بيانات كبيرة، وأبل تشدد على حماية الخصوصية. وبالتالي فإن التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي والخصوصية قد يكون تحديًا.
كذلك تبرز المنافسة الشديدة ضمن أبرز التحديات، ذلك أن شركات أخرى مثل غوغل ومايكروسوفت تستثمر بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من التحديات التي تواجه أبل في تقديم منتجات تنافسية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كذلك يأتي عامل التكاليف والتقنيات من ضمن التحديات، ذلك أن تطوير تقنيات الـ AI يتطلب استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، وقد يؤثر ذلك على هوامش الربح إذا لم يتم استخدام التكنولوجيا بفعالية.
ويضاف إلى ذلك التحديات الخاصة بـ “التوافق مع اللوائح”، ذلك أن تشريعات حماية البيانات والخصوصية، خاصة في أوروبا، قد تحد من قدرات أبل على استخدام البيانات وتحليلها لأغراض الذكاء الاصطناعي.
واستقرت أسهم “أبل” بنهاية تعاملات الاثنين. وحتى الآن ارتفعت القيمة السوقية للشركة بنسبة 12.17 بالمئة منذ بداية العام، بحسب بيانات companiesmarketcap.
أسهم الشركة
وفي سياق متصل، تحدث استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K، عاصم جلال، عن تأثير المنتجات الجديدة المحتمل على أسهم الشركة وقيمتها السوقية، موضحاً في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن “الأسهم بشكل عام تعتمد على عدة مؤشرات رئيسية مثل المبيعات والحصة السوقية واحتياطيات النقد الكبيرة في الشركة، مما يمنحها القدرة على الاستثمار في المستقبل.. هذه المؤشرات تلعب دوراً حيوياً في تحديد قوة السهم، وقد تؤدي إلى ارتفاع سعره إذا كانت هناك قفزة متوقعة أو فعلية في الأرباح. لكن، وعلى الرغم من هذه المؤشرات، تبقى مشاعر المستثمرين العامل الأكثر تأثيراً في تذبذب أسعار الأسهم يومياً.
وأضاف جلال: “مشاعر المستثمرين تنقسم إلى نوعين رئيسيين: مشاعر الثور والدب. مشاعر الثور تعكس التفاؤل والثقة في ارتفاع الأسعار، بينما تمثل مشاعر الدب الخوف والتشاؤم، مما يؤدي إلى بيع الأسهم وهبوط الأسعار. وهذه العواطف تتأثر بإطلاق منتجات جديدة أو الإعلان عن النتائج المالية”، مشدداً على أن المنتجات الجديدة تشير إلى إبداع الشركة وقدرتها على التنفيذ، فيما تبرز النتائج المالية الأداء المالي الحقيقي للشركة.
وعن دور الذكاء الاصطناعي في منتجات أبل، قال جلال:
- “أبل متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنةً بشركات مثل غوغل ومايكروسوفت”.
- التحدي الأول الذي يواجه أبل هو ضرورة تسريع وتيرتها في هذا المجال.
- أما التحدي الثاني، فيكمن في تطوير نظام ذكاء اصطناعي خاص بها ينافس الكبار ويحقق استقلالية أكبر.
- في الوقت الحالي، لا تزال أبل تعتمد على تقنيات مثل شات جي بي تي كمحور للذكاء الاصطناعي المستخدم.
واختتم جلال تصريحه بالقول: “المستقبل سيشهد زيادة في استخدامات الذكاء الاصطناعي من قِبَل أبل وغوغل، مما سيسهم في تحديد الفائز بناءً على عوامل مثل سهولة الاستخدام، الفائدة العملية، الأمان، والتكلفة. هذا السباق المستمر بين الشركات سيحسم مستقبل التكنولوجيا في العالم.”
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.