وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى بغداد – اليوم الثلاثاء – في زيارة غير معلنة تهدف إلى “إعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية” بين الولايات المتحدة والعراق.
وقال مسؤول أمريكي إن هذه الزيارة تهدف إلى إظهار التزام واشنطن بالحفاظ على وجودها العسكري في العراق بعد نحو 20 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة إلى جانب تحالف دولي للإطاحة بنظام صدام حسين.
وكتب أوستن على تويتر لدى هبوطه في بغداد “أنا هنا لأُعيد تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق بينما نمضي قدماً نحو عراق أكثر أمنًا واستقرارًا وسيادة”.
و خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في بغداد، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “نركز على المهمة الموكلة لنا لهزيمة تنظيم داعش، ولكن أي هجمات تستهدف قواتنا يمكن ان تقوض هذه المهمة”. وأضاف أن “هذه المهمة حساسة، ويسرنا ان ندعم شركاءنا العراقيين، ولكن يجب ان نعمل بشكل آمن لاستمرار هذه الحرب ضد التنظيم المتشدد”.
وتابع أوستن: “تحدثنا اليوم عن رؤية لشراكتنا مع العراق للتخلص من داعش، و نواصل دمج العراق مع شركائه في المنطقة بما يمكن أن يوفر الازدهار والأمن والإستقرار، وأنا متفائل لمستقبل أفضل للشراكة بين بغداد وواشنطن، وأمريكا تواصل تعزيزها”.
من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال استقبال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن “الحكومة حريصة على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتوطيدها، على مختلف المستويات”.
وأشار السوداني إلى “دور العراق في تقريب وجهات النظر وخفض التوترات بالمنطقة” ، وأضاف أن “نهج الحكومة في اتباع علاقات متوازنة مع المحيط الإقليمي والدولي تستند إلى المصالح المشتركة واحترام السيادة، لأن استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها”.
وكان مصدر حكومي عراقي قال لبي بي سي في وقت سابق اليوم إن “وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيناقش مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ملفات استهداف المصالح الأمريكية في العراق، والمعابر الحدودية غير الرسمية بين العراق وسوريا وإيران”. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، أن “الزيارة تهدف أيضا إلى مناقشة الملف الإيراني، والأوضاع الأمنية في المنطقة” .
وقال مسؤولون سابقون وخبراء إن من أهداف زيارة وزير الدفاع الأمريكي دعم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده.
وتأتي زيارة أوستن في إطار جولة إقليمية تشمل ثلاث دول هي مصر وإسرائيل وبدأها الأحد من الأردن، في مسعى للتأكيد للحلفاء الرئيسيين على الإلتزام الأمريكي تجاه المنطقة رغم تركيز واشنطن في الآونة الأخيرة على روسيا والصين.
العلاقات الأمريكية العراقية
وتحتفظ بغداد بعلاقات قوية مع واشنطن، لا سيما في المجال العسكري، على الرغم من أن السلطات العراقية تحولت في السنوات الأخيرة إلى حليف قوي لإيران المجاورة.
ولدى الولايات المتحدة حاليا 2500 جندي في العراق و900 جندي إضافي في سوريا للمساعدة في تقديم المشورة ومد يد العون للقوات المحلية في محاربة تنظيم الدولة الذي سيطر في عام 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي في كلا البلدين.
الذكرى العشرين لغزو العراق
في العشرين من آذار/ مارس عام 2003 أطلق الجيش الأميركي إلى جانب تحالف دولي عملية عسكرية للإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، وأودى الغزو الأمريكي للعراق بحياة عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين، وخلق حالة من عدم الاستقرار مهدت الطريق في النهاية لصعود تنظيم الدولة بعدما سحبت الولايات المتحدة تدريجيا قواتها في عام 2011.
وفي أواخر العام 2021، أعلن العراق “انتهاء المهمة القتالية” للتحالف الدولي، والإبقاء فقط على قوات أجنبية تقوم بدور استشاري وتدريبي.
وكان أوستن، وهو أكبر مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور العراق، آخر قائد عام للقوات الأمريكية في العراق بعد الغزو.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.