في الحياة المهنية، لا يمتلك المبتدئون عادة الخبرة التي يريدها أرباب العمل. اذن ما الذي يحدث اذا كنت خريجاً جديداً ويطلب منك خبرة عملية لا تملكها؟
تبين أنه في بعض الحالات قد يكون من مصلحتك ألا تحتوي سيرتك الذاتية على خلفية وظيفية مثالية.
نقاش حول الأمر
وخلال هذا الأسبوع ناقش هذا الموضوع عدد من الشخصيات البارزة في موقع التواصل “لنكد إن” LinkedIn، وحاولوا معرفة كيف يمكن الاستفادة من الافتقار إلى الخبرة في العمل في الحصول على وظيفة بشكل سريع. نستعرض فيما يلي رأي اثنين منهم.
روبي واشنفيلدر، كبير مديري التسويق في موقع “اسك دوت كوم” Ask.com كتب تعليقا له على موقع “لنكد إن” بعنوان “توظيف شخص بلا خبرة: تمهل ..ماذا تقول؟”
وقال “عندما تعلن مؤسسة عن وظيفة شاغرة، فإنها تحصل على سير ذاتية. وهو أمر رائع. فما الذي يفعله المديرون المسؤولون عن التوظيف؟ إنهم ينتقون السير الذاتية للمتقدمين الذين لديهم خبرات طويلة في الوظائف المعلن عنها”.
من الأقدر على القيام بالعمل؟
ويضيف واشنفيلدر القول “لكن هذا ربما يكون خطأ. يبدو من البديهي أن يقع الاختيار على مرشحين سبق لهم أداء نفس الوظيفة أثناء عملهم لدى مؤسسات أخرى أو منافسة. لكن هنا تكمن مشكلة كبيرة، فهؤلاء ينقصهم الدافع لأداء عملهم على أكمل وجه. ماذا عساهم يملكون من الدوافع للقيام بهذا العمل بشكل جيد بالفعل؟ لقد أدوا ذلك العمل تماما من قبل”.
ولهذا السبب يعتقد واشينفيلدر أنه من الذكاء اختيار مرشح دون خبرة سابقة في الوظيفة المعلن عنها.
ويمضي قائلاً: “سوف يبذلون جهداً فائقا في الوظيفة، وسيحرصون على تعلم جميع تفاصيل الوظيفة ومتطلباتها، وهو ما يرجع جزئيا إلى الرغبة في نيل إعجاب وتقدير الآخرين والتعلم منهم، وأيضا الخوف من الفشل. بيد أن الأمر ينطوي على قدر من المجازفة، إذ أن أعباء الوظيفة الجديدة قد تحاصرهم، وهو ما قد يؤدي إلى ارتباك العمل. لكن هذه النتيجة ليست أمرا مرجحا بشكل كبير إذا أحسنت توجيههم ومساعدتهم على السير في الاتجاه الصحيح.”
ماذا تفعل بلا خبرة؟
وكتب جيمس سيترن، وهومدير في مؤسسة سبنسر ستيوارت، تعليقا له على موقع “لنكد إن” بعنوان “كيف تحصل على الوظيفة عندما تفتقر للخبرة”.
وقال سيترن “في فترة معينة خلال حياتك العملية لا شك أنك صادفت هذه المعضلة الكبيرة، “وهي أنه لا يمكنك أن تحصل على وظيفة دون خبرة، ولا يمكنك أن تحصل على الخبرة دون وظيفة”.
وتابع القول إن “حل هذا اللغز هو أمر جوهري للبدء في حياتك المهنية بنجاح ومواصلة هذا النجاح والتقدم على المدى الطويل. وستكون واثقا من قدراتك فقط إذا منحت الفرصة. الخطوة الحاسمة هي أن تحصل على الفرصة لإظهار قدراتك على القيام بالعمل”.
أحد العوامل الأساسية في التغلب على هذه المعضلة بين الخبرة والوظيفة هي أن تعرف أنك تقيم من زاويتين: إمكانية أن تضيف شيئاً ما للمؤسسة، وسجل انجازاتك المتعلقة بجوهر الوظيفة التي تتقدم لها.
ويرى سيترن أن “التقدير المحتمل أن تحصل عليه في العمل يظهر على أفضل وجه في طريقة تعاملك مع الأمور، وحماسك، ومراعاتك لأخلاقيات المهنة، ومهارات التواصل، والرغبة في المعرفة ونوعية الأسئلة التي تطرحها ورغبتك في التعلم، ومعرفتك بالشركة والدور الذي تقوم به”.
ويقترح سيترن خمس طرق لتغيير الموازين لصالحك، من بينها:
احصل على المؤهلات
وقد تكون المؤهلات درجة علمية في المجال الذي تتقدم لشغله، أو تدريب متخصص. لذا “عليك اختيار التخصص الذي ترغب فيه سواء كان الطيران أو العلوم أو المالية أو التكنولوجيا أو الآداب، وابحث لك عن جامعة مرموقة أو مؤسسة له باع طويل في التدريب والتحق بها لتحصل على مؤهل منها”.
كن مستعداً للبدء من أسفل السلم
يقول سيترن: “سواء كنت تعمل في مجال الانترنت، أو الخدمات المالية والمصرفية، أو المبيعات، أو مجال الفندقة أو المطاعم، أو في أي مجال ينطوي على التعامل مع أعداد كبيرة من الناس، تكون البداية من نقطة التعامل المباشر مع العملاء. سواء من موقع خدمة العملاء، أو خلف ماكينة تسجيل المدفوعات النقدية، أو في قاعة المبيعات، أو حتى العمل في مسؤول مكتب خدمات النزلاء “الاستقبال”. وهذا من شأنه أن يعطيك فرصة قيمة لتعرف حقيقة ما يدور في سوق العمل. هذه الخبرة تفيدك جداً عندما تبدأ بالسعي للارتقاء في السلم الوظيفي، أو حتى عندما تتقدم لعمل في مكان آخر”.
الاستفادة من الوقت
ربما لم تحصل بعد على وظيفة. لكن هناك بالتأكيد شيئاً ذا قيمة كبيرة، ألا وهو الوقت، الذي ربما لا تفكر في استغلاله جيداً. ويواصل سيترن في تعليقه على موقع “لنكد إن” قائلاً “أنظر لوقتك كرصيد ثمين جداً. إذا كنت مبدعا وتمزج بين وقتك وبين الحماس والطاقة وأخذ المبادرة، فإنه بإمكانك أن تخلق لنفسك الفرصة”. فكر كيف يمكن أن تستغل وقتك في اكتساب شيئ يمكن أن يحتاجه أحد أرباب العمل الآن، واعرض عليه القيام به”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.