من بلاط الصحافة العريقة وحضن الثقافة الواسعة، وسطور وأعمدة «الشرق الأوسط (جريدة العرب الدولية)»، يتولى سلمان بن يوسف الدوسري حقيبة وزارة الإعلام بعد صدور الأمر الملكي أمس، ليتولى مهمة صناعة السياسات الإعلامية، بعد رحلة في صياغة السياسات التحريرية، التي انطلقت نهاية تسعينات القرن الماضي.
رحلة واسعة للدوسري في مدرسة الصحافة، نحَت خلالها العناوين، ورسم قوالب المواد والمضامين، ودبّج بفكره وقلمه مئات المقالات، واختبر حياة طويلة في تناول الأفكار والأخبار، ليتولى دفة حقيبة الإعلام في السعودية، وفي لحظة دقيقة من التحولات التي تشهدها البلاد، التي تتطلب معها ذراعاً مؤثرة وفاعلة للإعلام وإدارة مشهد الأقلام.
الدوسري يتولى دفة وزارة الإعلام في السعودية بعد أن بقي الكرسي شاغراً لسنوات، وهو ثاني وزير للإعلام في السعودية، قادم من صحيفة «الشرق الأوسط»، عقِب عادل الطريفي الذي سبقه إلى شغل منصب وزير الثقافة والإعلام في السعودية عام 2015.
بدأت المسيرة المهنية للدوسري، خريج الإدارة والاقتصاد، في «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» عام 1998، وانطلق مراسلاً لصحيفة «الاقتصادية»، قبل أن ينتقل بعدها إلى «الشرق الأوسط (جريدة العرب الدولية)»، ليواصل عطاءه وكتابة التقارير والأخبار، مستمراً صحفياً ناشطاً في متابعة القصص وكتابة الأخبار وتغطية مختلف المناسبات المحلية والإقليمية والدولية، وليجري عدداً من الحوارات الصحفية المهمة التي أثرت وأغنت تجربته، مع رؤساء وزعماء دول، وصناع القرار والمسؤولين، استكنه تجاربهم، واستطلع وجهات نظرهم الاقتصادية والتنموية والسياسية بشأن المنطقة.
وخلال عمله في صحيفة «الشرق الأوسط»، الذي استمر لنحو اثني عشر عاماً، تنقل الدوسري في مواقع قيادية داخل الصحيفة، بين تولي مسؤولية التحرير لدى مكتبها في الإمارات عام 2006، ومساعد لرئيس التحرير بمقرها الرئيسي بلندن، وبعدها أصبح رئيساً لتحرير صحيفة «الاقتصادية» الشقيقة، التي بدأ فيها بواكير مشواره المهني.
وفي منتصف عام 2014 صدر قرار ليعود الدوسري إلى صحيفة «الشرق الأوسط» رئيساً لتحريرها، ليواصل الركض اليومي في بلاط الصحافة، متابعاً للأحداث وراسماً لسياسات الصحيفة العربية من مقرها في لندن، إضافة إلى توليه رئاسة مجلتي «المجلة» الشهرية، التي توسعت إبان رئاسته لتحريرها في تناول القضايا التي تمس الشارع والوجدان العربي… و«الرجل»، التي طورها لتكون المجلة العربية المختصة بالرجل العربي.
في عام 2016 غادر الدوسري لندن عائداً إلى معشوقته الرياض، بعد أن أنهى عمله رئيساً لتحرير «الشرق الأوسط» مع استمراره أحد كتاب أعمدة الصحيفة، وليكون أحد البيادق التي تدافع وتنافح عن الوطن بروحه وقلمه، مرسخاً مقولته الشهيرة «أمدح وطني ويشتموني… أفضل مليون مرة من: أشتم وطني ويمدحوني».
ما إن عاد الدوسري إلى الرياض إلا وكانت هنالك مهمة تنتظره كونه دوماً الخيار الأول والسهم المعلى في الولاء، والورقة الرابحة في العطاء ليكون عضواً في مجالس تحرير قناتي «العربية» و«الحدث» الإخباريتين، ومساهماً في صناعة هويتيهما التحريرية وسياستيهما العامة، وليتولى ملفات جساماً في فضاء الإعلام، ومع هذا بقي محافظاً على عموده في «الشرق الأوسط»، يكتب ويبحث وينشر المقالات الدورية التي تعكس وعياً وطنياً بالمرحلة التي تمر بالمنطقة، وفهماً لتحديات الواقع ورهانات الخروج منه، وتقديم خطاب عقلاني في مواجهة رياح التطرف ودعم مشروعات التنمية وتفكيك انغلاقات الواقع العربي في مواجهة استحقاقات النهضة والتنمية الشاملة.
جاء الأمر الملكي بتسمية سلمان بن يوسف الدوسري وزيراً للإعلام في السعودية، مهمة جديدة لقيادة قاطرة الإعلام في السعودية، التي تنهض بمرحلة جديدة في مختلف القطاعات، وبناء قطاع إعلامي متطور يواكب تطلعات «رؤية السعودية 2030» ويرافق طموحاتها.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.