- ديفيد غريتن
- بي بي سي
وصف المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي، حالات تسميم تلميذات خلال الأشهر الماضية بأنها “جريمة لا تغتفر”.
وحذر قائلا: “إذا كان هناك أي أشخاص تورطوا في الأمر، وهو ما حدث بدون شك… فلا بد أن يُعاقب الجناة بأشد العقوبات”.
وتعرض ما يزيد على ألف فتاة في عشرات المدارس للإصابة بأمراض غامضة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأبُلغ عن وقوع حوادث في 15 مدينة وبلدة على الأقل يوم الأحد بمفرده.
ولم تنشر السلطات سوى القليل من المعلومات بشأن تحقيقاتها ولم تعلن عن أي اعتقالات، بيد أنها اتهمت من وصفتهم بـ “أعداء” إيران باستخدام التسميم الغامض لتقويض المؤسسة الدينية.
ويعتقد بعض الإيرانيين أن مدارس الفتيات مستهدفة من قبل عناصر متشددة لمنعهن من التعليم.
ويشير آخرون إلى أن السلطات ربما تعاقب الفتيات على دورهن القيادي في الاحتجاجات المناهضة للحكومة على مستوى البلاد، التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأُبلغ عن أول حالة معروفة في مدرسة في مدينة قم، حيث أصيبت 18 تلميذة بأعراض مرضية ونقلن إلى المستشفى في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومنذ ذلك الوقت تضررت 127 مدرسة في 25 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية، بحسب إحصاء صادر عن منصة “إعتماد أونلاين” الإخبارية الإصلاحية.
وقالت الفتيات إنهن شممن رائحة يوسفي أو سمك فاسد قبل إصابتهن، كما شكت كثيرات من تعرضهن لمشكلات في الجهاز التنفسي، والغثيان، والدوار، والتعب.
ودعا آية الله خامنئي، في أول تعليق علني بشأن الحوادث، أجهزة تطبيق القانون والمخابرات إلى “متابعة القضية بجدية”.
وأعلن خلال كلمة ألقاها بمناسبة اليوم الوطني للشجرة في طهران أن “حالات التسمم جريمة خطيرة لا تغتفر”، مضيفا أنه لن يكون هناك “عفو” إذا تحددت شخصية الجاني وأدين.
في غضون ذلك، حذر غلام حسين محسني إجئي، رئيس السلطة القضائية، من أن (الجناة) قد يواجهون تهمة نشر “الفساد في الأرض” التي يعاقب عليها القضاء الإيراني بالإعدام.
وأضاف أنه سيجري تشكيل محاكم خاصة في كل منطقة لاستدعاء من وصفهم بـ “مروجي الأكاذيب ومخربي الرأي العام في قضية التسمم”.
وتأتي تلك التصريحات بعد يوم من الإبلاغ عن حالات تسمم مريبة في 15 مدينة وبلدة على الأقل، وتشير أنباء إلى أن مدينة الأهواز الجنوبية الغربية ومدينة يزد بوسط البلاد كانتا الأكثر تضررا.
ونشرت المجموعة الإخبارية الناشطة المعارضة “1500 تسفير (تصوير)” لقطات قالت إنها تظهر فتيات في مدرسة “فاطمية” للفنون في مدينة همدان الغربية وهن يرددن هتافات: “لا نريد أن نموت”.
وفي مقطع فيديو آخر، قالت سيدة في مدينة رشت، شمالي البلاد، إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع على أمهات يتظاهرن خارج دائرة محلية للتعليم.
وقال وزير الداخلية، أحمد وحيدي، يوم السبت إن المحققين جمعوا “عينات مشتبه بها” من المدارس المتضررة، لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.
كما تحدث وزير الصحة، بهرام عين اللهي، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي، عن فحوص رصدت وجود “نوع من السم الخفيف تسبب في التسمم”.
ونشرت المجموعة الإخبارية الناشطة المعارضة “1500 تسفير (تصوير)” تغريدة قالت فيها إنها “حصلت على نتائج 25 فحص دم لتلميذات مصابات بالتسمم في مدن مختلفة” وأن “تحليل متوسط حجم كريات الدم الحمراء (MCV) في كل تحليل كانت أقل من الطبيعي”.
ويقيس التحليل متوسط حجم كريات الدم الحمراء، المسؤولة عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.