- توماس ماكنتوش وكاثرين آرمسترونغ
- بي بي سي نيوز
تعتقد الولايات المتحدة أن جسمين طائرين أسقطا فوق المجال الجوي لأمريكا الشمالية يومي الجمعة والسبت كانا منطادين، بحسب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
وثمة تأهب في واشنطن منذ أن أسقطت ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني في وقت سابق من الشهر الحالي.
وبينما لم يقل شومر على وجه التحديد أن الجسمين الأخيرين تابعين للصين، ذكر في تصريح لـ”إيه بي سي” أن بكين تستخدم على الأرجح “مجموعة من المناطيد” التي “تنتشر على الأرجح في جميع أنحاء العالم”.
وأكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إسقاط جسم فوق مقاطعة يوكون شمال غربي كندا.
ولاحقت طائرات أمريكية وكندية الجسم الطائر، الذي قال ترودو عنه إنه “انتهك المجال الجوي الكندي”. وقد أسقطته طائرة أمريكية مقاتلة من طراز إف-22.
وفي حديثه الأحد، قال ترودو إن فرق انتشال انتشرت على الأرض في محاولة للعثور على الجسم الطائر، وإنه لا يزال هناك “الكثير لمعرفته” عنه.
في هذه الأثناء، ألمح شومر إلى أن مناطيد مراقبة تعمل منذ سنوات، وأنه يتعين على الكونغرس أن يبحث في الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تأخذ كل هذا الوقت حتى تعرف بوجودها.
وقال: “الخلاصة هي أنه، حتى أشهر قليلة ماضية لم نكن نعلم شيئاً عن هذه المناطيد، فاستخباراتنا وجيشنا لم يكن لديهما علم بالأمر.”
وقال شومر، الذي أعلن أنه تلقى بيانا موجزا عن الحادث من قبل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن الجسمين الطائرين الأخيرين كانا أصغر من المنطاد الصيني الأول.
ولدى سؤاله عما إذا كان يتعين على الصين أن تغلق أي برنامج تجسس لديها باستخدام المناطيد، قال شومر إن بكين قد تعرضت “للإذلال”.
وقال: “أعتقد أن الصينيين ضبطوا وهم يكذبون، وهي خطوة حقيقية للوراء بالنسبة لهم… إنهم في وضع سيء حقاً”.
وأضاف: “إنهم لا يتجسسون فقط على الولايات المتحدة، فهذه مجموعة من المناطيد… على الأرجح أنهم نشروها في كل أنحاء العالم.”
ولم ترد الصين بعد على تصريحات شومر.
يُذكر أن ثلاثة أجسام طائرة في الإجمال أسقطت فوق أمريكا الشمالية خلال الأسبوع المنصرم.
فقد دمر الجيش الأمريكي منطادا صينيا في 4 فبراير/ شباط. وفي يوم الجمعة، أسقط جسم بحجم سيارة صغيرة فوق ألاسكا.
وكانت الصين قد نفت أن يكون المنطاد، الذي دخل المجال الجوي الأمريكي للمرة الأولى في 28 يناير/ كانون الثاني، يستخدم لأغراض التجسس. وقالت إنه أداة لمراقبة الطقس انحرفت عن مسارها.
أما الجسم الأخير فكان يحلق فوق وسط منطقة يوكون على ارتفاع حوالي 40,000 قدم، واعترض عند الساعة 15:41 بالتوقيت المحلي يوم السبت، بحسب ما قالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند للصحفيين.
ووصفت الجسم الطائر بأنه “صغير” و”إسطواني الشكل”.
وقالت أناند إنه أُسقط على بعد “حوالي 100 ميل” عن الحدود الأمريكية، مضيفة أنه شكل “تهديداً منطقياً للطيران المدني”.
وقالت إنه “يبدو أصغر من المنطاد الذي أسقط فوق البحر قبالة سواحل ولاية ساوث كارولاينا السبت الماضي، وتعني بذلك المنطادالصيني العملاق الذي بلغ طوله 200 قدم.
وشكر ترودو في تغريدة سابقة على تويتر قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، التي تنفذ مهام الدفاع الجوي لصالح الولايات المتحدة وكندا وأشرفت على العملية.
وقال البيت الأبيض إن الجسم جرى تعقبه ومراقبته “على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية”.
وقال إنه “إنطلاقا من الحيطة والحذر وبتوصية من جيشي البلدين، أصدر الرئيس بايدن ورئيس الوزراء ترودو إذناً بإسقاطه”.
وناقش الزعيمان أهمية انتشال الجسم من أجل تحديد المزيد من التفاصيل حول مصدره أو الغرض منه.”
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية، في معرض تقديمها للمزيد من التفاصيل حول مهمة إسقاط الجسم، أن طائرتين من طراز إف-22 أقلعتا من قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا وقامتا بإسقاط الجسم باستخدام صاروخ إيه أي إم 9 إكس.
وأضاف المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “سيعمل عن كثب” مع الشرطة الكندية.
وفي حادثة منفصلة السبت، سارع الجيش الأمريكي إلى إرسال طائرة مقاتلة فوق مونتانا مع إغلاق جانب من المجال الجوي، لكن تبين أن الأمر هو نتيجة “خطأ في الرادار”، ولم يُعثر على أي شيء غير عادي.
وفي بيان مقتضب، قال الجيش إن القوات الأمريكية، ومن بينها عناصر من الحرس الوطني في ألاسكا، ما تزال تجري عمليات بحث وأنشطة انتشال من أجل الوصول إلى الجسم الذي أسقط الجمعة.
وقال إنه لا يملك تفاصيل إضافية حول قدرات الجسم أو الغرض منه أو مصدره لكنه أكد على أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يساعد في جهود الانتشال بالقرب من مدينة “ديدهورس” في ولاية ألاسكا.
وأضاف بأن “ظروف الطقس القطبية، بما في ذلك برودة الرياح والثلوج ومحدودية ساعات النهار، تعتبر عاملاً مهماً في هذه العملية، وأن الأفراد العاملين سيقومون بتعديل عمليات الانتشال من أجل الحفاظ على السلامة”.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، قال مسؤولون عسكريون لوسائل إعلام أمريكية إن حطام المنطاد الصيني سقط في مياه عمقها 14 متراً، وهي أقل عمقاً مما كان متوقعاً، بالقرب من شاطئ ميرتل بولاية ساوث كارولاينا.
وقد أدى حادث المنطاد إلى زيادة التوتر في العلاقات الأمريكية- الصينية، ما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إلغاء زيارته التي كانت مقررة لبكين.
واتهم المسؤولون الصينيون الجمعة الولايات المتحدة بـ “التلاعب السياسي والمبالغة”.
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن دافع في مقابلة معه الخميس عن طريقة تعامله مع البالون الصيني، مؤكداً على أن الحادث لم يكن يمثل “انتهاكاً كبيراً”.
اكتشاف المزيد من جريدة الحياة الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.